241
کنز الدعاء المجلد الثانی

القَلبِ الجَريحِ ، لا تَفضَحني في مَشهَدِ القِيامَةِ بِموبِقاتِ الآثامِ ، ولا تُعرِض بِوَجهِكَ الكَريمِ عَنّي مِن بَينِ الأَنامِ ، يا غايَةَ المُضطَرِّ الفَقيرِ ، ويا جابِرَ العَظمِ الكَسيرِ ، هَب لي موبِقاتِ الجَرائِرِ ۱ ، وَاعفُ عَن فاضِحاتِ السَّرائِرِ ، وَاغسِل قَلبي مِن وِزرِ الخَطايا ، وَارزُقني حُسنَ الاِستِعدادِ لِنُزولِ المَنايا ، يا أكرَمَ الأَكرَمينَ ، ومُنتَهى‏ اُمنِيَّةِ السّائِلينَ .
أنتَ مَولايَ فَتَحتَ لي بابَ الدُّعاءِ وَالإِنابَةِ ۲ ، فَلا تُغلِق عَنّي بابَ القَبولِ وَالإِجابَةِ ، ونَجِّني بِرَحمَتِكَ مِنَ النّارِ ، وبَوِّئني غُرُفاتِ الجِنانِ ، وَاجعَلني مُتَمَسِّكاً بِالعُروَةِ الوُثقى‏ ، وَاختِم لي بِالسَّعادَةِ ، وأَحيِني بِالسَّلامَةِ ، يا ذَا الفَضلِ وَالكَمالِ ، وَالعِزَّةِ وَالجَلالِ ، لا تُشمِت بي عَدُوّاً ولا حاسِداً ، ولا تُسَلِّط عَلَيَّ سُلطاناً عَنيداً ولا شَيطاناً مَريداً ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ، ولا حَولَ ولا قُوّةَ إلّا بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، وصَلَّى اللَّهُ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ وسَلَّمَ تَسليماً . ۳

۱۴۰۷.فلاح السائل عن الفضل بن الجرّاح الكوفيّ يحكي عن أبيه ، قال : حَدَّثَني خادِمُ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ ، أنَّهُ كانَ لَهُ عليه السلام دَعَواتٌ يَدعو بِهِنَّ في عَقيبِ كُلِّ صَلاةٍ مَفروضَةٍ ، فَقُلتُ لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، عَلِّمني دَعَواتِكَ هذِهِ الَّتي تَدعو بِها ؟ فَقالَ عليه السلام : إذا صَلَّيتَ الظُّهرَ فَقُل : «بِاللَّهِ اعتَصَمتُ ، وبِاللَّهِ أثِقُ ، وعَلَى اللَّهِ أتَوَكَّلُ» عَشرَ مَرّاتٍ .
ثُمَّ قُل :
اللَّهُمَّ إن عَظُمَت ذُنوبي فَأَنتَ أعظَمُ ، وإن كَبُرَ تَفريطي فَأَنتَ أكبَرُ ، وإن دامَ بُخلي فَأَنتَ أجوَدُ . اللَّهُمَّ اغفِر لي عَظيمَ ذُنوبي بِعَظيمِ عَفوِكَ ، وكَبِيرَ تَفريطي بِظاهِرِ كَرَمِكَ ، وَاقمَع بُخلي بِفَضلِ جودِكَ ، اللَّهُمَّ ما بِنا مِن نِعمَةٍ فَمِنكَ ، لا إلهَ إلّا أنتَ ، أستَغفِرُكَ وأَتوبُ إلَيكَ . ۴

1.الجَريرَةُ : الجِناية والذَّنبُ (لسان العرب : ج ۴ ص ۱۲۹ «جرر») .

2.الإنابة : الرجوع إلى اللَّه بالتوبة (النهاية : ج ۵ ص ۱۲۳ «نوب») .

3.فلاح السائل : ص ۳۱۲ ح ۲۱۲ ، بحار الأنوار: ج ۸۶ ص ۶۶ ح ۴ .

4.فلاح السائل : ص ۳۱۸ ح ۲۱۴، المصباح للكفعمي: ص ۴۹ عن معاوية بن عمّار ، مصباح المتهجّد : ص ۶۳ ح ۹۹ و ۱۰۰ من دون إسناد إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۸۶ ص ۷۳ ح ۷ .


کنز الدعاء المجلد الثانی
240

ثُمّ بارِك لي فِي البَعثِ وَالحِسابِ إذَا انشَقَّتِ الأَرضُ عَنّي ، وتَخَلّى العِبادُ مِنّي ، وغَشِيَتنِي الصَّيحَةُ ، وأَفزَعَتنِي النَّفخَةُ ، ونَشَرتَني بَعدَ المَوتِ ، وبَعَثتَني لِلحِسابِ ، فَابعَث مَعي يا رَبِّ نورَاً مِن رَحمَتِكَ ، يَسعى‏ بَينَ يَدَيَّ وعَن يَميني ، تُؤمِنُني بِهِ ، وتَربُطُ بِهِ عَلى‏ قَلبي ، وتُظهِرُ بِهِ عُذري ، وتُبَيِّضُ بِهِ وَجهي ، وتُصَدِّقُ بِهِ حَديثي ، وتُفلِجُ ۱ بِهِ حُجَّتي ، وتُبَلِّغُني بِهِ العُروَةَ القُصوى‏ مِن رَحمَتِكَ ، وتُحِلُّنِي الدَّرَجَةَ العُليا مِن جَنَّتِكَ ، وتَرزُقُني بِهِ مُرافَقَةَ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ عَبدِكَ ورَسولِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وآلِهِ ، في أعلَى الجَنَّةِ دَرَجَةً ، وأَبلَغِها فَضيلَةً ، وأَبَرِّها عَطِيَّةً ، وأَرفَقِها نَفَسَةً ۲ ، مَعَ الَّذينَ أنعَمتَ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ وحَسُنَ اُولئِكَ رَفيقاً .
اللَّهُمَّ ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ ، وعَلى‏ جَميعِ الأَنبِياءِ وَالمُرسَلينَ ، وعَلَى المَلائِكَةِ أجمَعينَ ، وعَلى‏ آلِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ ، وعَلى‏ أئِمَّةِ الهُدى‏ أجمَعينَ ، آمينَ رَبَّ العالَمينَ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ كَما هَدَيتَنا بِهِ ، وصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ كَما رَحِمتَنا بِهِ ، وصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ كَما عَزَّزتَنا بِهِ ، وصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ كَما فَضَّلتَنا بِهِ ، وصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ كَما شَرَّفتَنا بِهِ ، وصَلِّ عَلَى‏ مُحَمَّدٍ كَما بَصَّرتَنا بِهِ ، وصَلِّ عَلَى‏ مُحَمَّدٍ كَما أنقَذتَنا بِهِ مِن شَفا حُفرَةٍ مِنَ النّارِ .
اللَّهُمَّ بَيِّض وَجهَهُ ، وأَعلِ كَعبَهُ ، وأَفلِج حُجَّتَهُ ، وأَتمِم نورَهُ ، وثَقِّل مِيزانَهُ ، وعَظِّم بُرهانَهُ ، وَافسَح لَهُ حَتّى‏ يَرضى‏ ، وبَلِّغهُ الدَّرَجَةَ وَالوَسيلَةَ مِنَ الجَنَّةِ ، وَابعَثهُ المَقامَ المَحمودَ الَّذي وَعَدتَهُ ، وَاجعَلهُ أفضَلَ النَّبِيّينَ وَالمُرسَلينَ عندَكَ مَنزِلَةً ووَسيلَةً ، وَاقصُص بِنا أثَرَهُ ، وَاسقِنا بِكَأسِهِ ، وأَورِدنا حَوضَهُ ، وَاحشُرنا في زُمرَتِهِ ، وتَوَفَّنا عَلى‏ مِلَّتِهِ ، وَاسلُك بِنا سَبيلَهُ ، وَاستَعمِلنا بِسُنَّتِهِ غَيرَ خَزايا ولا نادِمينَ ، ولا شاكِّينَ ولا مُبَدِّلينَ .
يا مَن بابُهُ مَفتوحٌ لِداعيهِ ، وحِجابُهُ مَرفوعٌ لِراجيهِ ، يا ساتِرَ الأَمرِ القَبيحِ ومُداوِيَ

1.تُفلِجوا : أي تَظفروا وتَغلِبوا من خاصمكم (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۴۱۲ «فلج») .

2.النَّفَسُ : الجُرعة ، ويُقال : أنت في نفس من أمرك ، أي في سعة . وهذا أنفسُ مالي : أي أحَبُّهُ وأكرمه عندي (الصحاح : ج ۳ ص ۹۸۴ «نفسَ») .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 24319
صفحه از 509
پرینت  ارسال به