القَلبِ الجَريحِ ، لا تَفضَحني في مَشهَدِ القِيامَةِ بِموبِقاتِ الآثامِ ، ولا تُعرِض بِوَجهِكَ الكَريمِ عَنّي مِن بَينِ الأَنامِ ، يا غايَةَ المُضطَرِّ الفَقيرِ ، ويا جابِرَ العَظمِ الكَسيرِ ، هَب لي موبِقاتِ الجَرائِرِ ۱ ، وَاعفُ عَن فاضِحاتِ السَّرائِرِ ، وَاغسِل قَلبي مِن وِزرِ الخَطايا ، وَارزُقني حُسنَ الاِستِعدادِ لِنُزولِ المَنايا ، يا أكرَمَ الأَكرَمينَ ، ومُنتَهى اُمنِيَّةِ السّائِلينَ .
أنتَ مَولايَ فَتَحتَ لي بابَ الدُّعاءِ وَالإِنابَةِ ۲ ، فَلا تُغلِق عَنّي بابَ القَبولِ وَالإِجابَةِ ، ونَجِّني بِرَحمَتِكَ مِنَ النّارِ ، وبَوِّئني غُرُفاتِ الجِنانِ ، وَاجعَلني مُتَمَسِّكاً بِالعُروَةِ الوُثقى ، وَاختِم لي بِالسَّعادَةِ ، وأَحيِني بِالسَّلامَةِ ، يا ذَا الفَضلِ وَالكَمالِ ، وَالعِزَّةِ وَالجَلالِ ، لا تُشمِت بي عَدُوّاً ولا حاسِداً ، ولا تُسَلِّط عَلَيَّ سُلطاناً عَنيداً ولا شَيطاناً مَريداً ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ، ولا حَولَ ولا قُوّةَ إلّا بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، وصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ وسَلَّمَ تَسليماً . ۳
۱۴۰۷.فلاح السائل عن الفضل بن الجرّاح الكوفيّ يحكي عن أبيه ، قال : حَدَّثَني خادِمُ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ ، أنَّهُ كانَ لَهُ عليه السلام دَعَواتٌ يَدعو بِهِنَّ في عَقيبِ كُلِّ صَلاةٍ مَفروضَةٍ ، فَقُلتُ لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، عَلِّمني دَعَواتِكَ هذِهِ الَّتي تَدعو بِها ؟ فَقالَ عليه السلام : إذا صَلَّيتَ الظُّهرَ فَقُل : «بِاللَّهِ اعتَصَمتُ ، وبِاللَّهِ أثِقُ ، وعَلَى اللَّهِ أتَوَكَّلُ» عَشرَ مَرّاتٍ .
ثُمَّ قُل :
اللَّهُمَّ إن عَظُمَت ذُنوبي فَأَنتَ أعظَمُ ، وإن كَبُرَ تَفريطي فَأَنتَ أكبَرُ ، وإن دامَ بُخلي فَأَنتَ أجوَدُ . اللَّهُمَّ اغفِر لي عَظيمَ ذُنوبي بِعَظيمِ عَفوِكَ ، وكَبِيرَ تَفريطي بِظاهِرِ كَرَمِكَ ، وَاقمَع بُخلي بِفَضلِ جودِكَ ، اللَّهُمَّ ما بِنا مِن نِعمَةٍ فَمِنكَ ، لا إلهَ إلّا أنتَ ، أستَغفِرُكَ وأَتوبُ إلَيكَ . ۴
1.الجَريرَةُ : الجِناية والذَّنبُ (لسان العرب : ج ۴ ص ۱۲۹ «جرر») .
2.الإنابة : الرجوع إلى اللَّه بالتوبة (النهاية : ج ۵ ص ۱۲۳ «نوب») .
3.فلاح السائل : ص ۳۱۲ ح ۲۱۲ ، بحار الأنوار: ج ۸۶ ص ۶۶ ح ۴ .
4.فلاح السائل : ص ۳۱۸ ح ۲۱۴، المصباح للكفعمي: ص ۴۹ عن معاوية بن عمّار ، مصباح المتهجّد : ص ۶۳ ح ۹۹ و ۱۰۰ من دون إسناد إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۸۶ ص ۷۳ ح ۷ .