لَكَ صَلَّيتُ وإلَيكَ تَوَجَّهتُ ، وبِكَ آمَنتُ وإيّاكَ قَصَدتُ ، فَاجعَل لي في صَلاتي ودُعائي رَحمَةً وبَرَكَةً تُكَفِّرُ بِها سَيِّئاتي ، وتُكرِمُ بِها مَقامي ، وتُبَيِّضُ بِها وَجهي ، وتُزَكّي بِها عَمَلي ، وتَحُطُّ بِها وِزري ، اللَّهُمَّ احطُط بِها عَنّي ثِقلي ، وَاجعَل ما عِندَكَ خَيراً لي مِمّا تَقطَعُ عَنّي ، الحَمدُ للَّهِِ الَّذي قَضى عَنّي فَريضَةً مِنَ الصَّلَواتِ الَّتي كانَت عَلَى المُؤمِنينَ كِتاباً مَوقوتاً ، يا اللَّهُ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . ۱
۱۳۴۸.فلاح السائل : ومِنَ المُهِمّاتِ بَعدَ فَراغِهِ مِنَ الصَّلَواتِ لِتَلافي ما يَكونُ حَصَلَ فيها مِنَ الغَفَلاتِ وَالجِناياتِ مِن كِتابِ أحمَدَ بنِ عَبدِ اللَّهِ بنِ خانِبَةَ ، وقَد ذَكَرَ جَدِّيَ السَّعيدُ أبو جَعفَرٍ الطّوسِيُّ في كِتابِ الفِهرِستِ أنَّهُ مِن أصحابِنَا الثِّقاتِ ، ورَوى لَنَا العَمَلَ بِما تَضَمَّنَهُ كِتابُهُ فِي الدَّعَواتِ . حَدَّثَنا أبو مُحَمَّدٍ هارونُ بنُ موسى رَحمَةُ اللَّهِ عَلَيهِ ، قالَ : حَدَّثَنا أبو عَلِيٍّ الأَشعَرِيِّ - وكانَ قائِداً مِنَ القُوّادِ - عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللَّهِ الأَشعَرِيِّ ، قالَ : عَرَضَ أحمَدُ بنُ عَبدِ اللَّهِ بنِ خانِبَةَ كِتابَهُ عَلى مَولانا أبي مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ صاحِبِ العَسكَرِ الآخَرِ ، فَقَرَأَهُ وقالَ : «صَحيحٌ فَاعمَلوا بِهِ» .
فَقالَ أحمَدُ بنُ خانِبَةَ في كِتابِهِ المُشارِ إلَيهِ فِي الدُّعاءِ وَالمُناجاةِ بَعدَ الفَراغِ مِنَ الصَّلاةِ يَقولُ :
اللَّهُمَّ لَكَ صَلَّيتُ وإيّاكَ دَعَوتُ ، وفي صَلاتي ودُعائي ما عَلِمتَ مِنَ النُّقصانِ وَالعَجَلَةِ ، وَالسَّهوِ وَالغَفلَةِ ، وَالكَسَلِ وَالفَترَةِ وَالنِّسيانِ ، وَالمُدافَعَةِ ۲ وَالرِّياءِ ، وَالسُّمعَةِ وَالرَّيبِ ، وَالفِكرَةِ وَالشَّكِّ ، وَالمَشغَلَةِ ، وَاللَّحظَةِ المُلهِيَةِ عَن إقامَةِ فَرائِضِكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَاجعَل مَكانَ نُقصانِها تَماماً ، وعَجَلَتي تَثَبُّتاً ۳ وتَمَكُّناً ، وسَهوي تَيَقُّظاً ، وغَفلَتي تَذَكُّراً ،
1.بحار الأنوار : ج ۸۶ ص ۵۴ ح ۶۰ نقلاً عن الكتاب العتيق الغرويّ .
2.المدافعة : عدم انقياد النفس للطاعة والريب . في بعض النسخ بالباء الموحدة ، وفي بعضها بالثاء المثلثة ، وهو الإبطاء . وكذا النسختان موجودتان في قوله : «وريبي بياناً» والبيان بالأوّل أنسب ، وفي بعض النسخ «ثباتاً» فهو أنسب بالثاني ، ولا يبعد أن يكون «بياتاً» أي أبيت على العمل وآتي به بياتاً (بحار الأنوار : ج ۸۶ ص ۱۶) .
3.في المصدر : «تثبيتاً» ، والتصويب من المصادر الاُخرى .