63
کنز الدعاء المجلد الثالث

نُشِرتُ لِلحِسابِ بَينَ يَدَيكَ ذُلَّ مَوقِفي ، وَاغفِر لي ما خَفِيَ عَلَى الآدَمِيِّينَ مِن عَمَلي ، وأَدِم لي ما بِهِ سَتَرتَني ، وَارحَمني صَريعاً عَلَى الفِراشِ تُقَلِّبُني أيدي أحِبَّتي ، وتَفَضَّل عَلَيَّ مَمدوداً عَلَى المُغتَسَلِ يُقَلِّبُني ۱ صالِحُ جيرَتي ، وتَحَنَّن عَلَيَّ مَحمولاً قَد تَناوَلَ الأَقرِباءُ أطرافَ جِنازَتي ، وجُد عَلَيَّ مَنقولاً قَد نَزَلتُ بِكَ وَحيداً في حُفرَتي ، وَارحَم في ذلِكَ البَيتِ الجَديدِ غُربَتي حَتّى‏ لا أستَأنِسَ بِغَيرِكَ ، يا سَيِّدي إن وَكَلتَني إلى نَفسي هَلَكتُ ، سَيِّدي فَبِمَن أستَغيثُ إن لَم تُقِلني عَثرَتي؟ فَإِلى‏ مَن أفزَعُ إن فَقَدتُ عِنايَتَكَ في ضَجعَتي؟وإلى مَن ألتَجِئُ إن‏لَم تُنَفِّس كُربَتي؟ سَيِّدي مَن لي ومَن يَرحَمُني إن لَم تَرحَمني؟ وفَضلَ مَن اُؤَمِّلُ إن عَدِمتُ فَضلَكَ يَومَ فاقَتي؟ وإلى مَنِ الفِرارُ مِنَ الذُّنوبِ إذَا انقَضى‏ أجَلي؟ سَيِّدي لا تُعَذِّبني وأَنَا أرجوكَ .
إلهي حَقِّق رَجائي وآمِن خَوفي فَإِنَّ كَثرَةَ ذُنوبي لا أرجو فيها إلّا عَفوَكَ ، سَيِّدي أنَا أسأَ لُكَ ما لا أستَحِقُّ وأَنتَ أهلُ التَّقوى‏ وأَهلُ المَغفِرَةِ فَاغفِر لي ، وأَلبِسني مِن نَظَرِكَ ثَوباً يُغَطّي عَلَيَّ التَّبِعاتِ وتَغفِرُها لي ولا اُطالَبُ بِها ، إنَّكَ ذو مَنٍّ قَديمٍ وصَفحٍ عَظيمٍ وتَجاوُزٍ كَريمٍ .
إلهي أنتَ الَّذي تُفيضُ سَيبَكَ عَلى‏ مَن لا يَسأَ لُكَ وعَلَى الجاحِدينَ بِرُبوبِيَّتِكَ ، فَكَيفَ سَيِّدي بِمَن سَأَلَكَ وأَيقَنَ أنَّ الخَلقَ لَكَ وَالأَمرَ إلَيكَ؟ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ يا رَبَّ العالَمينَ ، سَيِّدي عَبدُكَ بِبابِكَ أقامَتهُ الخَصاصَةُ ۲ بَينَ يَدَيكَ ، يَقرَعُ بابَ إحسانِكَ بِدُعائِهِ ويَستَعطِفُ جَميلَ نَظَرِكَ بِمَكنونِ رَجائِهِ،فَلا تُعرِض بِوَجهِكَ الكَريمِ عَنّي وَاقبَل مِنّي ما أقولُ ، فَقَد دَعَوتُكَ بِهذَا الدُّعاءِ وأَنَا أرجو ألّا تَرُدَّني مَعرِفَةً مِنّي‏بِرَأفَتِكَ ورَحمَتِكَ ، إلهي أنتَ الَّذي لايُحفيكَ ۳ سائِلٌ ولا يَنقُصُكَ نائِلٌ؛أنتَ كَما تَقولُ وفَوقَ ما نَقولُ ۴ .

1.في الإقبال والمصباح للكفعمي والبلد الأمين : «يغسّلني» بدل «يقلّبني» .

2.الخَصاصة : الفقر والحاجة إلى الشي‏ء (النهاية : ج ۲ ص ۳۷) .

3.أحفَوا : استقصوا في السؤال (النهاية : ج ۱ ص ۴۱۰) .

4.في الإقبال والمصباح للكفعمي : «يقول القائلون» بدل «نقول» .


کنز الدعاء المجلد الثالث
62

مَولايَ بِذِكرِكَ عاشَ قَلبي ، وبِمُناجاتِكَ بَرَّدتَ ألَمَ الخَوفِ عَنّي ، فَيا مَولايَ ويا مُؤَمَّلي ويا مُنتَهى‏ سُؤلي ، فَرِّق بَيني وبَينَ ذَنبِيَ المانِعِ لي مِن لُزومِ طاعَتِكَ ، فَإِنَّما أسأَ لُكَ لِقَديمِ الرَّجاءِ فيكَ وعَظيمِ الطَّمَعِ مِنكَ ، الَّذي أوجَبتَهُ عَلى‏ نَفسِكَ مِنَ الرَّأفَةِ وَالرَّحمَةِ ، فَالأَمرُ لَكَ وَحدَكَ ، وَالخَلقُ كُلُّهُم عِيالُكَ ۱ وفي قَبضَتِكَ ، وكُلُّ شَي‏ءٍ خاضِعٌ لَكَ تَبارَكتَ يا رَبَّ العالَمينَ .
إلهِي ارحَمني إذَا انقَطَعَت حُجَّتي ، وكَلَّ عَن جَوابِكَ لِساني وطاشَ عِندَ سُؤالِكَ إيّايَ لُبّي ، فَيا عَظيمَ رَجائي لا تُخَيِّبني إذَا اشتَدَّت فاقَتي ، ولا تَرُدَّني لِجَهلي ، ولا تَمنَعني لِقِلَّةِ صَبري ، أعطِني لِفَقري وَارحَمني لِضَعفي ، سَيِّدي عَلَيكَ مُعتَمَدي ومُعَوَّلي ورَجائي وتَوَكُّلي ، وبِرَحمَتِكَ تَعَلُّقي وبِفَنائِكَ أحُطُّ رَحلي ، ولِجودِكَ أقصُدُ طَلِبَتي ، وبِكَرَمِكَ أي رَبِّ أستَفتِحُ دُعائي ، ولَدَيكَ أرجو غِنى‏ ۲ فاقَتي ، وبِغِناكَ أجبُرُ عَيلَتي ، وتَحتَ ظِلِّ عَفوِكِ قِيامي ، وإلى جودِكَ وكَرَمِكَ أرفَعُ بَصَري ، وإلى مَعروفِكَ اُديمُ نَظَري ، فَلا تُحرِقني بِالنّارِ وأَنتَ مَوضِعُ أمَلي ، ولا تُسكِنِّي الهاوِيَةَ فَإِنَّكَ قُرَّةُ عَيني ، يا سَيِّدي لا تُكَذِّب ظَنّي بِإِحسانِكَ ومَعروفِكَ ، فَإِنَّكَ ثِقَتي ۳ ولا تَحرِمني ثَوابَكَ فَإِنَّكَ العارِفُ بِفَقري .
إلهي إن كانَ قَد دَنا أجَلي ولَم يُقَرِّبني مِنكَ عَمَلي ، فَقَد جَعَلتُ الِاعترافَ إلَيكَ بِذَنبي وَسائِلَ عِلَلي ۴ .
إلهي إن عَفَوتَ فَمَن أولى‏ مِنكَ ۵ ؟ وإن عَذَّبتَ فَمَن أعدَلُ مِنكَ فِي الحُكمِ ؟ اِرحَم ۶ في هذِهِ الدُّنيا غُربَتي ، وعِندَ المَوتِ كُربَتي ، وفِي القَبرِ وَحدَتي ، وفِي اللَّحدِ وَحشَتي ، وإذا

1.في الإقبال : «عبادك» بدل «عيالك» .

2.ليس في المصباح للكفعمي والبلد الأمين : «غنى» ، وفي الإقبال : «سدّ فاقتي» .

3.زاد في الإقبال هنا : «ورجائي» .

4.في البلد الأمين : «عملي» .

5.زاد في المصباح للكفعمي هنا : «بالعفو» .

6.في المصباح للكفعمي : «اللَّهمّ ارحم» .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 29969
صفحه از 666
پرینت  ارسال به