61
کنز الدعاء المجلد الثالث

خَلقِكَ وخاتَمِ النَّبِيِّينَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ، وَانقُلني إلى‏ دَرَجَةِ التَّوبَةِ إلَيكَ ، وأَعِنّي بِالبُكاءِ عَلى‏ نَفسي فَقَد أفنَيتُ بِالتَّسويفِ وَالآمالِ عُمُري ، وقَد نَزَلتُ مَنزِلَةَ الآيِسينَ مِن خَيري ، فَمَن يَكونُ أسوَأَ حالاً مِنّي إن أنَا نُقِلتُ عَلى‏ مِثلِ حالي إلى‏ قَبري ۱ ، لَم اُمَهِّدهُ لِرَقدَتي ولَم أفرُشهُ بِالعَمَلِ الصّالِحِ لِضَجعَتي ، وما لي لا أبكي وما أدري إلى ما يَكونُ مَصيري ، وأَرى‏ نَفسي تُخادِعُني وأَيّامي تُخاتِلُني؟ وقَد خَفَقَت عِندَ رَأسي أجنِحَةُ المَوتِ ، فَما لي لا أبكي؟! أبكي لِخُروجِ نَفسي ، أبكي لِظُلمَةِ قَبري ، أبكي لِضيقِ لَحدي ، أبكي لِسُؤالِ مُنكَرٍ ونَكيرٍ إيّايَ ، أبكي لِخُروجي مِن قَبري عُرياناً ذَليلاً حامِلاً ثِقلي عَلى‏ ظَهري ، أنظُرُ مَرَّةً عَن يَميني واُخرى‏ عَن شِمالي ، إذِ الخَلائِقُ في شَأنٍ غَيرِ شَأني ، لِكُلِّ امرِىً مِنهُم يَومَئِذٍ شَأنٌ يُغنيهِ ، وُجوهٌ يَومَئِذٍ مُسفِرَةٌ ضاحِكَةٌ مُستَبشِرَةٌ ، ووُجوهٌ يَومَئِذٍ عَلَيها غَبَرَةٌ تَرهَقُها قَتَرَةٌ وذِلَّةٌ ، سَيِّدي عَلَيكَ مُعَوَّلي ومُعتَمَدي ورَجائي وتَوَكُّلي ، وبِرَحمَتِكَ تَعَلُّقي ، تُصيبُ بِرَحمَتِكَ مَن تَشاءُ وتَهدي بِكَرامَتِكَ مَن تُحِبُّ ، فَلَكَ ۲ الحَمدُ عَلى‏ ما نَقَّيتَ مِنَ الشِّركِ قَلبي ، ولَكَ الحَمدُ عَلى‏ بَسطِ لِساني ، أفَبِلِساني هذا الكالِّ أشكُرُكَ؟ أم بِغايَةِ جَهدي في عَمَلي اُرضيكَ؟ وما قَدرُ لِساني يا رَبِّ في جَنبِ شُكرِكَ وما قَدرُ عَمَلي في جَنبِ نِعَمِكَ وإحسانِكَ إلَيَّ .
إلهي ۳ إنَّ جودَكَ بَسَطَ أمَلي ، وشُكرَكَ قَبِلَ عَمَلي ، سَيِّدي إلَيكَ رَغبَتي وإلَيكَ رَهبَتي وإلَيكَ تَأميلي ، قَد ساقَني إلَيكَ أمَلي وعَلَيكَ يا واحِدي عَلِقَت هِمَّتي ۴ وفيما عِندَكَ انبَسَطَت رَغبَتي ، ولَكَ خالِصُ رَجائي وخَوفي ، وبِكَ أنِسَت مَحَبَّتي وإلَيكَ ألقَيتُ بِيَدي ، وبِحَبلِ طاعَتِكَ مَدَدتُ رَهبَتي .

1.في الإقبال والمصباح للكفعمي : «إلى قبر» .

2.في الإقبال والمصباح للكفعمي : «اللَّهُمَّ فلك ...» .

3.في الإقبال والمصباح للكفعمي والبلد الأمين : «إلّا» بدل «إلهي» .

4.في بعض نسخ المصدر الخطيّة والمصادر الاُخرى : «عَكَفتَ» بدل «علقت» .


کنز الدعاء المجلد الثالث
60

لِعُقوبَتِكَ مُتَعَرِّضٌ ، ولا لِوَعيدِكَ مُتَهاوِنٌ ، لكِن خَطيئَةٌ عَرَضَت وسَوَّلَت‏لي نَفسي وغَلَبَني هَوايَ وأَعانَتني عَلَيها شِقوَتي، وغَرَّني سِترُكَ المُرخى‏ عَلَيَّ ، فَقَد عَصَيتُكَ وخالَفتُكَ بِجَهدي ، فَالآنَ مِن عَذابِكَ مَن يَستَنقِذُني؟ ومِن أيدِي الخُصَماءِ غَداً مَن يُخَلِّصُني؟ وبِحَبلِ مَن أتَّصِلُ إن أنتَ قَطَعتَ حَبلَكَ عَنّي؟ فَوا سَوأَتا عَلى‏ ما أحصى‏ كِتابُكَ مِن عَمَلِيَ الَّذي لَولا ما أرجو مِن كَرَمِكَ وسَعَةِ رَحمَتِكَ ، ونَهيِكَ إيّايَ عَنِ القُنوطِ لَقَنَطتُ عِندَما أتَذَكَّرُها ، يا خَيرَ مَن دَعاهُ داعٍ وأَفضَلَ مَن رَجاهُ راجٍ .
اللَّهُمَّ بِذِمَّةِ الإِسلامِ أتَوَسَّلُ إلَيكَ ، وبِحُرمَةِ القُرآنِ أعتَمِدُ عَلَيكَ ، وبِحُبِّ النَّبِيِّ الاُمِّيِّ القُرَشِيِّ الهاشِمِيِّ العَرَبِيِّ التَّهامِيِّ المَكِّيِّ المَدَنِيِّ أرجُو الزُّلفَةَ لَدَيكَ ، فَلا توحِشِ استيناسَ إيماني ، ولا تَجعَل ثَوابي ثَوابَ مَن عَبَدَ سِواكَ ، فَإِنَّ قَوماً آمَنوا بِأَلسِنَتِهِم لِيَحقِنوا بِهِ دِماءَهُم فَأَدرَكوا ما أمَّلوا ، وإنّا آمَنّا بِكَ بِأَلسِنَتِنا وقُلوبِنا لِتَعفُوَ عَنّا فَأَدرِكنا ما أمَّلنا ، وثَبِّت رَجاءَكَ في صُدورِنا،ولا تُزِغ قُلوبَنا بَعدَ إذ هَدَيتَنا وهَب لَنا مِن‏لَدُنكَ رَحمَةً إنَّكَ أنتَ الوَهّابُ ، فَوَعِزَّتِكَ لَوِ انتَهَرتَني ما بَرِحتُ مِن بابِكَ ولا كَفَفتُ عَن تَمَلُّقِكَ لِما اُلهِمَ قَلبي ۱ مِنَ المَعرِفَةِ بِكَرَمِكَ وسَعَةِ رَحمَتِكَ ، إلى مَن يَذهَبُ العَبدُ إلّا إلى‏ مَولاهُ ، وإلى‏ مَن يَلتَجِئُ المَخلوقُ إلّا إلى‏ خالِقِهِ .
إلهي لَو قَرَنتَني بِالأَصفادِ ، ومَنَعتَني سَيبَكَ ۲ مِن بَينِ الأَشهادِ ، ودَلَلتَ عَلى‏ فَضائِحي عُيونَ العِبادِ ، وأَمَرتَ بي إلَى النّارِ وحُلتَ بَيني وبَينَ الأَبرارِ ، ما قَطَعتُ رَجائي مِنكَ وما صَرَفتُ تَأميلي لِلعَفوِ عَنكَ ، ولا خَرَجَ حُبُّكَ مِن قَلبي ، أنَا لا أنسى‏ أيادِيَكَ عِندي وسِترَكَ عَلَيَّ في دارِ الدُّنيا .
سَيِّدي ۳ أخرِج حُبَّ الدُّنيا مِن قَلبي ، اِجمَع بَيني وبَينَ المُصطَفى‏ وآلِهِ خِيَرَتِكَ مِن

1.زاد في الإقبال هنا : «يا سيّدي» .

2.السَّيب : العطاء (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۸۴) .

3.زاد في الإقبال هنا : «صلّ على محمّد وآل محمّد» .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 30095
صفحه از 666
پرینت  ارسال به