597
کنز الدعاء المجلد الثالث

اللَّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ الثَّباتَ فِي الأَمرِ وَالعَزيمَةَ فِي الرُّشدِ ، وإلهامَ الشُّكرِ عَلى‏ نِعمَتِكَ وأَعوذُ بِكَ مِن جَورِ كُلِّ جائِرٍ ، وبَغيِ كُلِّ باغٍ ، وحَسَدِ كُلِّ حاسِدٍ .
اللَّهُمَّ بِكَ أصولُ عَلَى الأَعداءِ ، وإيّاكَ أرجو وِلايَةَ الأَحِبّاءِ ، ومَعَ ما لا أستَطيعُ إحصاءَهُ مِن فَوائِدِ فَضلِكَ وأَصنافِ رِفدِكَ وأَنواعِ رِزقِكَ ، فَإِنَّكَ أنتَ اللَّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الفاشي فِي الخَلقِ حَمدُكَ ، الباسِطُ بِالجودِ يَدُكَ ، لا تُضادُّ في حُكمِكَ ، ولا تُنازَعُ في سُلطانِكَ ومُلكِكَ ، ولا تُراجَعُ في أمرِكَ ، تَملِكُ مِنَ الأَنامِ ما شِئتَ ولا يَملِكونَ إلّا ما تُريدُ .
اللَّهُمَّ أنتَ المُنعِمُ المُفضِلُ القادِرُ القاهِرُ ، المُقَدَّسُ في نورِ القُدسِ ، تَرَدَّيتَ بِالعِزَّةِ وَالمَجدِ . وتَعَظَّمتَ بِالقُدرَةِ وَالكِبرِياءِ ، وغَشَّيتَ النّورَ بِالبَهاءِ ، وجَلَّلتَ البَهاءَ بِالمَهابَةِ .
اللَّهُمَّ لَكَ الحَمدُ العَظيمُ ، وَالمَنُّ القَديمُ ، وَالسُّلطانُ الشّامِخُ ، وَالحَولُ الواسِعُ ، وَالقُدرَةُ المُقتَدِرَةُ ، وَالحَمدُ المُتَتابِعُ الَّذي لا يَنفَدُ بِالشُّكرِ ، سَرمَداً ولا يَنقَضي أبَداً ، إذ جَعَلتَني مِن أفاضِلِ بَني آدَمَ ، وجَعَلتَني سَميعاً بَصيراً صَحيحاً سَوِيّاً مُعافىً ، لَم تَشغَلني بِنُقصانٍ في بَدَني ، ولا بِآفَةٍ في جَوارِحي ، ولا عاهَةٍ في نَفسي ولا في عَقلي ، ولَم يَمنَعكَ كَرامَتُكَ إيّايَ وحُسنُ صُنعِكَ عِندي وفَضلُ نَعمائِكَ عَلَيَّ إذ وَسَّعتَ عَلَيَّ فِي الدُّنيا وفَضَّلتَني عَلى‏ كَثيرٍ مِن أهلِها تَفضيلاً ، وجَعَلتَني سَميعاً أعي ما كَلَّفتَني ، بَصيراً أرى‏ قُدرَتَكَ فيما ظَهَرَ لي ، وَاستَرعَيتَني وَاستَودَعتَني قَلباً يَشهَدُ بِعَظَمَتِكَ ولِساناً ناطِقاً بِتَوحيدِكَ ، فَإِنّي لِفَضلِكَ عَلَيَّ حامِدٌ ، ولِتَوفيقِكَ إيّايَ بِحَمدِكَ شاكِرٌ ، وبِحَقِّكَ شاهِدٌ ، وإلَيكَ في مُلِمّي ومُهِمّي ضارِعٌ ، لِأَنَّكَ حَيٌّ قَبلَ كُلِّ حَيٍّ ، وحَيٌّ بَعدَ كُلِّ مَيِّتٍ ، وحَيٌّ تَرِثُ الأَرضَ ومَن عَلَيها وأَنتَ خَيرُ الوارِثينَ .
اللَّهُمَّ لَم تَقطَع عَنّي خَيرَكَ في كُلِّ وَقتٍ ، ولَم تُنزِل بي عُقوباتِ النِّقَمِ ۱ ، ولَم تُغَيِّر ما بي

1.في المصدر : «النعم» بدل «النقم» ، وما أثبتتاه من بحار الأنوار .


کنز الدعاء المجلد الثالث
596

تَغِب عَنكَ غائِبَةٌ ولا تَخفى‏ عَلَيكَ خافِيَةٌ ، ولا تَضِلُّ لَكَ في ظُلَمِ الخَفِيّاتِ ضالَّةٌ ، إنَّما أمرُكَ إذا أرَدتَ شَيئاً أن تَقولَ لَهُ كُن فَيَكونُ .
اللَّهُمَّ لَكَ الحَمدُ مِثلَ ما حَمِدتَ بِهِ نَفسَكَ وحَمِدَكَ بِهِ الحامِدونَ ، ومَجَّدَكَ بِهِ المُمَجِّدونَ ، وكَبَّرَكَ بِهِ المُكَبِّرونَ ، وعَظَّمَكَ بِهِ المُعَظِّمونَ ، حَتّى‏ يَكونَ لَكَ مِنّي وَحدي في كُلِّ طَرفَةِ عَينٍ وأَقَلَّ مِن ذلِكَ مِثلُ حَمدِ جَميعِ الحامِدينَ وتَوحيدِ أصنافِ المُوَحِّدينَ المُخلَصينَ ، وتَقديسِ أحِبّائِكَ العارِفينَ ، وثَناءِ جَميعِ المُهَلِّلينَ ، ومِثلُ ما أنتَ عارِفٌ بِهِ ومَحمودٌ بِهِ مِن جَميعِ خَلقِكَ مِنَ الحَيَوانِ وَالجَمادِ ، وأَرغَبُ إلَيكَ اللَّهُمَّ في شُكرِ ما أنطَقتَني مِن حَمدِكَ ، فَما أيسَرَ ما كَلَّفتَني مِن ذلِكَ ، وأَعظَمَ ما وَعَدتَني عَلى‏ شُكرِكَ ، ابتَدَأتَني بِالنِّعَمِ فَضلاً وطَولاً ، وأَمَرتَني بِالشُّكرِ حَقّاً وعَدلاً ، ووَعَدتَني عَلَيهِ أضعافاً ومَزيداً ، وأَعطَيتَني مِن رِزقِكَ اعتِباراً وَامتِحاناً وسَأَلتَني مِنهُ قَرضاً يَسيراً صَغيراً ، ووَعَدتَني عَلَيهِ أضعافاً ومَزيداً وعَطاءً كَثيراً ، وعافَيتَني مِن جَهدِ البَلاءِ ، ولَم تُسَلِّمني لِلسّوءِ مِن بَلائِكَ ، ومَنَحتَنِي العافِيَةَ ، وأَولَيتَني بِالبَسطَةِ وَالرَّخاءِ ، وضاعَفتَ لِيَ الفَضلَ ، مَعَ ما وَعَدتَني بِهِ مِنَ المَحَلَّةِ الشَّريفَةِ ، وبَشَّرتَني بِهِ مِنَ الدَّرَجَةِ الرَّفيعَةِ المَنيعَةِ ، وَاصطَفَيتَني بِأَعظَمِ النَّبِيّينَ دَعوَةً وأَفضَلِهِم شَفاعَةً ؛ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وآلِهِ .
اللَّهُمَّ اغفِر لي ما لا يَسَعُهُ إلّا مَغفِرَتُكَ ، ولا يَمحَقُهُ إلّا عَفوُكَ ، وهَب لي في يَومي هذا وساعَتي هذِهِ يَقيناً يُهَوِّنُ عَلَيَّ مُصيباتِ الدُّنيا وأَحزانَها ، ويُشَوِّقُني إلَيكَ ويُرَغِّبُني فيما عِندَكَ ، وَاكتُب لِيَ المَغفِرَةَ ، وبَلِّغنِي الكَرامَةَ ، وَارزُقني شُكرَ ما أنعَمتَ بِهِ عَلَيَّ ، فَإِنَّكَ أنتَ اللَّهُ الواحِدُ البَدي‏ءُ البَديعُ السَّميعُ العَليمُ ، الَّذي لَيسَ لِأَمرِكَ مَدفَعٌ ، ولا عَن قَضائِكَ مُمتَنَعٌ ، وأَشهَدُ أنَّكَ رَبّي ورَبُّ كُلِّ شَي‏ءٍ ، فاطِرُ السَّماواتِ وَالأَرضِ ، عالِمُ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ العَلِيُّ الكَبيرُ المُتَعالِ .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 29987
صفحه از 666
پرینت  ارسال به