587
کنز الدعاء المجلد الثالث

يَذكُرهُ فَعَجِبتُ مِن ذلِكَ ، وقُلتُ : لَعَلَّهُ نَسِيَ أو لَم يَعرِف أو هذا مَذهَبٌ لِهذَا الرَّجُلِ .
فَلَمّا فَرَغَ مِن زِيارَتِهِ صَلّى‏ رَكعَتَينِ ، وأَقبَلَ إلى‏ عِندِ مَولانا أبي جَعفَرٍ عليه السلام فَزارَ مِثلَ الزِّيارَةِ وذلِكَ السَّلامِ وصَلّى‏ رَكعَتَينِ ، وأَ نَا خائِفٌ مِنهُ إذ لَم أعرِفهُ ، ورَأَيتُهُ شابّاً تامّاً مِنَ الرِّجالِ ، عَلَيهِ ثِيابٌ بيضٌ وعِمامَةٌ مُحَنَّكٌ بِها بِذُؤابَةٍ ورِداؤُهُ ۱
عَلى‏ كَتِفِهِ مُسبَلٌ ، فَقالَ لي : يا أبَا الحُسَينِ بنَ أبِي البَغلِ ، أينَ أنتَ عَن دُعاءِ الفَرَجِ ؟ فَقُلتُ : وما هُوَ يا سَيِّدي ؟ فَقالَ : تُصَلّي رَكعَتَينِ وتَقولُ :
«يا مَن أظهَرَ الجَميلَ وسَتَرَ القَبيحَ ، يا مَن لَم يُؤاخِذ بِالجَريرَةِ ولَم يَهتِكِ السِّترَ ، يا عَظيمَ المَنِّ يا كَريمَ الصَّفحِ ، يا حَسَنَ التَّجاوُزِ ، يا واسِعَ المَغفِرَةِ ، يا باسِطَ اليَدَينِ بِالرَّحمَةِ ، يا مُنتَهى‏ كُلِّ نَجوى‏ ، يا غايَةَ كُلِّ شَكوى‏ ، يا عَونَ كُلِّ مُستَعينٍ ، يا مُبتَدِئاً بِالنِّعَمِ قَبلَ استِحقاقِها ، يا رَبّاه - عَشرَ مَرّاتٍ - ، يا سَيِّداه - عَشرَ مَرّاتٍ - ، يا مَولاه - عَشرَ مَرّاتٍ - ، يا غايَتاه - عَشرَ مَرّاتٍ - ، يا مُنتَهى‏ رَغبَتاه - عَشرَ مَرّاتٍ - ، أسأَ لُكَ بِحَقِّ هذِهِ الأَسماءِ ، وبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّاهِرينَ عَلَيهِمُ السَّلامُ ، إلّا ما كَشَفتَ كَربي ، ونَفَّستَ هَمّي ، وفَرَّجتَ عَنّي ۲ وأَصلَحتَ حالي» ، وتَدعو بَعدَ ذلِكَ بِما شِئتَ وتَسأَلُ حاجَتَكَ .
ثُمَّ تَضَعُ خَدَّكَ الأَيمَنَ عَلَى الأَرضِ ، وتَقولُ مِئَةَ مَرَّةٍ في سُجودِكَ : «يا مُحَمَّدُ يا عَلِيُّ ، يا عَلِيُّ يا مُحَمَّدُ ، اِكفِياني فَإِنَّكُما كافِيايَ ، وَانصُراني فَإِنَّكُما ناصِرايَ» .
وتَضَعُ خَدَّكَ الأَيسَرَ عَلَى الأَرضِ وتَقولُ مِئَةَ مَرَّةٍ : «أدرِكني» ، وتُكَرِّرُها كَثيراً ، وتَقولُ : «الغَوثَ الغَوثَ» حَتّى‏ يَنقَطِعَ نَفَسُكَ ، وتَرفَعُ رَأسَكَ ، فَإِنَّ اللَّهَ بِكَرَمِهِ يَقضي حاجَتَكَ إن شاءَ اللَّهُ تَعالى‏ .
فَلَمّا شُغِلتُ بِالصَّلاةِ وَالدُّعاءِ خَرَجَ ، فَلَمّا فَرَغتُ خَرَجتُ إلَى ابنِ جَعفَرٍ لِأَسأَ لَهُ عَنِ

1.في المصدر : «ورديّ» ، والتصويب من بحار الأنوار . وفي فرج المهموم : «ورداء» .

2.في بحار الأنوار وفرج المهموم : «غمّي» بدل «عنّي» .


کنز الدعاء المجلد الثالث
586

مَعروفِكَ مَعروفاً تُغنيني بِهِ عَن مَعروفِ مَن سِواكَ ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . ۱

۳۸ / ۶

الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ الجَوادِ عليه السلام‏

۲۴۶۱.الكافي عن عليّ بن مهزيار : كَتَبَ مُحَمَّدُ بنُ حَمزَةَ الغَنَوِيُّ إلَيَّ يَسأَ لُني أن أكتُبَ إلى‏ أبي جَعفَرٍ عليه السلام في دُعاءٍ يُعَلِّمُهُ يَرجو بِهِ الفَرَجَ ، فَكَتَبَ إلَيَّ : أمّا ما سَأَلَ مُحَمَّدُ بنُ حَمزَةَ مِن تَعليمِهِ دُعاءً يَرجو بِهِ الفَرَجَ فَقُل لَهُ يَلزَمُ : «يا مَن يَكفي مِن كُلِّ شَي‏ءٍ ولا يَكفي مِنهُ شَي‏ءٌ ، اكفِني ما أهَمَّني مِمّا أنَا فيهِ» ، فَإِنّي أرجو أن يُكفى‏ ما هُوَ فيهِ مِنَ الغَمِّ إن شاءَ اللَّهُ تَعالى‏ .
فَأَعلَمتُهُ ذلِكَ ، فَما أتى‏ عَلَيهِ إلّا قَليلٌ حَتّى‏ خَرَجَ مِنَ الحَبسِ . ۲

۳۸ / ۷

الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ المَهدِيِّ عليه السلام‏

۲۴۶۲.دلائل الإمامة عن أبي الحسين بن أبي البغل الكاتب : تَقَلَّدتُ عَمَلاً مِن أبي مَنصورِ بنِ الصّالِحانِ ، وجَرى‏ بَيني وبَينَهُ ما أوجَبَ استِتاري ، فَطَلَبَني وأَخافَني ، فَمَكَثتُ مُستَتِراً خائِفاً ، ثُمَّ قَصَدتُ مَقابِرَ قُرَيشٍ لَيلَةَ الجُمُعَةِ ، وَاعتَمَدتُ المَبيتَ هُناكَ لِلدُّعاءِ وَالمَسأَلَةِ ، وكانَت لَيلَةُ ريحٍ ومَطَرٍ ، فَسَأَلتُ ابنَ جَعفَرٍ القَيِّمَ أن يُغلِقَ الأَبوابَ ، وأَن يَجتَهِدَ في خَلوَةِ المَوضِعِ ، لِأَخلُوَ بِما اُريدُهُ مِنَ الدُّعاءِ وَالمَسأَلَةِ ، وآمَنَ مِن دُخولِ إنسانٍ مِمّا لَم آمَنهُ وخِفتُ مِن لِقائي لَهُ ، فَفَعَلَ وقَفَّلَ الأَبوابَ ، وَانتَصَفَ اللَّيلُ ووَرَدَ مِنَ الرّيحِ وَالمَطَرِ ما قَطَعَ النّاسَ عَنِ المَوضِعِ ، ومَكَثتُ أدعو وأَزورُ واُصَلّي .
فَبَينَما أنَا كَذلِكَ إذ سَمِعتُ وَطأَةً عِندَ مَولانا موسى‏ عليه السلام وإذا رَجُلٌ يَزورُ ، فَسَلَّمَ عَلى‏ آدَمَ واُولِي العَزمِ عليهم السلام ثُمَّ الأَئِمَّةِ واحِداً واحِداً ، إلى‏ أنِ انتَهى‏ إلى‏ صاحِبِ الزَّمانِ عليه السلام فَلَم

1.الأمالي للمفيد : ص ۲۷۳ ح ۴ ، الأمالي للطوسي : ص ۳۵ ح ۳۶ ، بحار الأنوار : ج ۹۵ ص ۱۸۷ ح ۹ .

2.الكافي : ج ۲ ص ۵۶۰ ح ۱۴ ، بحار الأنوار : ج ۹۵ ص ۲۰۸ ح ۳۹ .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27520
صفحه از 666
پرینت  ارسال به