581
کنز الدعاء المجلد الثالث

يَتَكَأَّدُكَ ۱ في قُدرَتِكَ ، وأَنتَ عَلى‏ كُلِّ شَي‏ءٍ قَديرٌ .
اللَّهُمَّ ارحَمني بِتَركِ المَعاصي ما أبقَيتَني ، وَارحَمني بِتَركِ تَكَلُّفِ ما لا يَعنيني ، وَارزُقني حُسنَ النَّظَرِ فيما يُرضيكَ عَنّي ، وأَلزِم قَلبي حِفظَ كِتابِكَ كَما عَلَّمتَني ، وَاجعَلني أتلوهُ عَلى‏ ما يُرضيكَ بِهِ عَنّي ، ونَوِّر بِهِ بَصَري ، وأَوعِهِ سَمعي ، وَاشرَح بِهِ صَدري ، وفَرِّج بِهِ عَن قَلبي ، وأَطلِق بِهِ لِساني ، وَاستَعمِل بِهِ بَدَني ، وَاجعَل فِيَّ مِنَ الحَولِ وَالقُوَّةِ ما يُسَهِّلُ ذلِكَ عَلَيَّ ، فَإِنَّهُ لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِكَ .
اللَّهُمَّ اجعَل لَيلي ونَهاري ، ودُنيايَ وآخِرَتي ، ومُنقَلَبي ومَثوايَ ، عافِيَةً مِنكَ ، ومُعافاةً وبَرَكَةً مِنكَ .
اللَّهُمَّ أنتَ رَبّي ومَولايَ وسَيِّدي وأَمَلي وإلهي وغِياثي وسَنَدي ، وخالِقي وناصِري وثِقَتي ورَجائي ، لَكَ مَحيايَ ومَماتي ، ولَكَ سَمعي وبَصَري ، وبِيَدِكَ رِزقي وإلَيكَ أمري فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، مَلَكتَني بِقُدرَتِكَ ، وقَدَّرتَ عَلَيَّ بِسُلطانِكَ ، لَكَ القُدرَةُ في أمري وناصِيَتي بِيَدِكَ ، لا يَحولُ أحَدٌ دونَ رِضاكَ ، بِرَأفَتِكَ أرجو رَحمَتَكَ ، وبِرَحمَتِكَ أرجو رِضوانَكَ ، لا أرجو ذلِكَ بِعَمَلي فَقَد عَجَزَ عَنّي عَمَلي ، وكَيفَ أرجو ما قَد عَجَزَ عَنّي ؟ ! أشكو إلَيكَ فاقَتي ، وضَعفَ قُوَّتي ، وإفراطي في أمري ، وكُلُّ ذلِكَ مِن عِندي وما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّي ، فَاكفِني ذلِكَ كُلَّهُ .
اللَّهُمَّ اجعَلني مِن رُفَقاءِ مُحَمَّدٍ حَبيبِكَ ، وإبراهيمَ خَليلِكَ ، ويَومَ الفَزَعِ الأَكبَرِ مِنَ الآمِنينَ فَآمِنّي ، وبِبِشرِكَ فَبَشِّرني ، وفي ظِلالِكَ فَأَظِلَّني ، وبِمَفازَةٍ مِنَ النّارِ فَنَجِّني ، ولا تَسُمنِي السّوءَ ولا تُخزِني ، ومِنَ الدُّنيا فَسَلِّمني ، وحُجَّتي يَومَ القِيامَةِ فَلَقِّني ، وبِذِكرِكَ فَذَكِّرني ، وَلِليُسرى‏ فَيَسِّرني ، ولِلعُسرى‏ فَجَنِّبني ، وَالصَّلاةَ وَالزَّكاةَ ما دُمتُ حَيّاً

1.لا يتكأّدك : أي لا يصعب عليك ويشقّ ( مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۵۴۱ « كأد » ) .


کنز الدعاء المجلد الثالث
580

حَدِّهِ ، ودافَ ۱ لي قَواتِلَ سُمومِهِ ، وسَدَّدَ نَحوي صَوائِبَ سِهامِهِ ، ولَم تَنم عَنّي عَينُ حِراسَتِهِ ، وأَضمَرَ أن يَسومَنِي المَكروهَ ، ويُجَرِّعَني زُعافَ ۲ مَرارَتِهِ ، فَنَظَرتَ يا إلهي إلى‏ ضَعفي عَنِ احتِمالِ الفَوادِحِ ، وعَجزي عَنِ الاِنتِصارِ مِمَّن قَصَدَني بِمُحارَبَتِهِ ، ووَحدَتي في كَثيرِ عَدَدِ مَن ناواني ، وأَرصَدَ لِيَ البَلاءَ فيما لَم اُعمِل فيهِ فِكري ، فَابتَدَأتَني بِنَصرِكَ ، وشَدَدتَ أزري بِقُوَّتِكَ ، ثُمَّ فَلَلتَ لي حَدَّهُ وصَيَّرتَهُ مِن بَعدِ جَمعٍ وَحدَهُ ، وأَعلَيتَ كَعبي عَلَيهِ ، وجَعَلتَ ما سَدَّدَهُ مَردوداً عَلَيهِ ، فَرَدَدتَهُ لَم يَشفِ غَليلَهُ ، ولَم يَبرُد حَرارَةُ غَيظِهِ ، قَد عَضَّ عَلى‏ شَواهُ ۳ ، وأَدبَرَ مُوَلِّياً قَد أخلَفَت سَراياهُ .
وكَم مِن باغٍ بَغاني بِمَكائِدِهِ ، ونَصَبَ لي أشراكَ مَصائِدِهِ ، ووَكَّلَ بي تَفَقُّدَ رِعايَتِهِ ، وأَضبَأَ ۴ إلَيَّ إضباءَ السَّبُعِ لِمَصائِدِهِ ، انتِظاراً لِانتِهازِ الفُرصَةِ لِفَريسَتِهِ ، فَنادَيتُكَ يا إلهي مُستَغيثاً بِكَ ، واثِقاً بِسُرعَةِ إجابَتِكَ ، عالِماً أنَّهُ لَم يُضطَهَد مَن أوى‏ إلى‏ ظِلِّ كَنَفِكَ ، ولَن يَفزَعَ مَن لَجَأَ إلى‏ مَعاقِلِ انتِصارِكَ ، فَحَصَّنتَني مِن بَأسِهِ بِقُدرَتِكَ .
وكَم مِن سَحائِبِ مَكروهٍ قَد جَلَّيتَها ، وغَواشي كُرُباتٍ كَشَفتَها ، لا تُسأَلُ عَمّا تَفعَلُ ، ولَقَد سُئِلتَ فَأَعطَيتَ ، ولَم تُسأَل فَابتَدَأتَ ، وَاستُميحَ فَضلُكَ فَما أكدَيتَ ، أبَيتَ إلّا إحساناً ، وأَبَيتُ إلّا تَقَحُّمَ حُرُماتِكَ ، وتَعَدِّيَ حُدودِكَ ، وَالغَفلَةَ عَن وَعيدِكَ ، فَلَكَ الحَمدُ إلهي مِن مُقتَدِرٍ لا يُغلَبُ ، وذي أناةٍ لا يَعجَلُ ، هذا مَقامُ مَنِ اعتَرَفَ لَكَ بِالتَّقصيرِ ، وشَهِدَ عَلى‏ نَفسِهِ بِالتَّضييعِ !
اللَّهُمَّ إنّي أتَقَرَّبُ إلَيكَ بِالمُحَمَّدِيَّةِ الرَّفيعَةِ ، وأَتَوَجَّهُ إلَيكَ بِالعَلَوِيَّةِ البَيضاءِ ، فَأَعِذني مِن شَرِّ ما خَلَقتَ ، وشَرِّ مَن يُريدُ بي سُوءاً ، فَإِنَّ ذلِكَ لا يَضيقُ عَلَيكَ في وُجدِكَ ، ولا

1.دافَ : خَلَطَ ( النهاية : ج ۲ ص ۱۴۰ « دوف » ) .

2.الزُّعافُ : الشديد ( لسان العرب : ج ۹ ص ۱۳۴ « زعف » ) .

3.الشَوى‏ : الأطراف ( النهاية : ج ۲ ص ۵۱۲ « شوى‏ » ) .

4.أظبَأ : أي لزق بالأرض يَستتر بها ( النهاية : ج ۳ ص ۶۹ « ضبأ » ) .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27541
صفحه از 666
پرینت  ارسال به