547
کنز الدعاء المجلد الثالث

شاكِلَتِهِم ، لَم يَثنِهِم رَيبٌ في بَصيرَتِهِم ، ولَم يَختَلِجهُم شَكٌّ في قَفوِ آثارِهِم ، وَالاِئتِمامِ بِهِدايَةِ مَنارِهِم ، مُكانِفينَ ومُوازِرينَ لَهُم ، يَدينونَ بِدينِهِم ، ويَهتَدونَ بِهَديِهِم ، يَتَّفِقونَ عَلَيهِم ، ولا يَتَّهِمونَهُم فيما أدَّوا إلَيهِم .
اللَّهُمَّ وصَلِّ عَلَى التّابِعينَ مِن يَومِنا هذا إلى‏ يَومِ الدّينِ ، وعَلى‏ أزواجِهِم ، وعَلى‏ ذُرِّيّاتِهِم ، وعَلى‏ مَن أطاعَكَ مِنهُم ، صَلاةً تَعصِمُهُم بِها مِن مَعصِيَتِكَ ، وتَفسَحُ لَهُم في رِياضِ جَنَّتِكَ ، وتَمنَعُهُم بِها مِن كَيدِ الشَّيطانِ ، وتُعينُهُم بِها عَلى‏ مَا استَعانوكَ عَلَيهِ مِن بِرٍّ ، وتَقيهِم طَوارِقَ ۱ اللَّيلِ وَالنَّهارِ إلّا طارِقاً يَطرُقُ بِخَيرٍ ، وتَبعَثُهُم بِها عَلَى اعتِقادِ حُسنِ الرَّجاءِ لَكَ ، وَالطَّمَعِ فيما عِندَكَ ، وتَركِ التُّهمَةِ فيما تَحويهِ أيدِي العِبادِ ، لِتَرُدَّهُم إلَى الرَّغبَةِ إلَيكَ وَالرَّهبَةِ مِنكَ ، وتُزَهِّدَهُم في سَعَةِ العاجِلِ ، وتُحَبِّبَ إلَيهِمُ العَمَلَ لِلآجِلِ ، وَالاستِعدادَ لِما بَعدَ المَوتِ ، وتُهَوِّنَ عَلَيهِم كُلَّ كَربٍ يَحِلُّ بِهِم يَومَ خُروجِ الأَنفُسِ مِن أبدانِها، وتُعافِيَهُم مِمّا تَقَعُ بِهِ الفِتنَةُ مِن مَحذوراتِها ، وكَبَّةِ النّارِ ۲ وطولِ الخُلودِ فيها ، وتُصَيِّرَهُم إلى‏ أمنٍ مِن مَقيلِ ۳
المُتَّقينَ . ۴

۲۴۱۴.عنه عليه السلام - مِمّا كانَ يَدعو بِهِ لِنَفسِهِ ولِأَهلِ وِلايَتِهِ - :
يا مَن لا تَنقَضي عَجائِبُ عَظَمَتِهِ ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاحجُبنا عَنِ الإِلحادِ في عَظَمَتِكَ .
ويا مَن لا تَنتَهي مُدَّةُ مُلكِهِ ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاعتِق رِقابَنا مِن نَقِمَتِكَ .
ويا مَن لا تَفنى‏ خَزائِنُ رَحمَتِهِ ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَاجعَل لَنا نَصيباً في رَحمَتِكَ .

1.طوارق الليل : هي التي تأتي على غفلةٍ بالليل (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۱۰۰ «طرق») .

2.كبّةُ النارِ : صدمتها (النهاية : ج ۴ ص ۱۳۸ «كبب») .

3.المَقيلُ : الاستراحة (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۵۳۶ «قيل») .

4.الصحيفة السجّاديّة : ص ۳۱ الدعاء ۴ .


کنز الدعاء المجلد الثالث
546

ج - الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَينِ العابِدينَ عليه السلام‏

۲۴۱۳.الإمام زين العابدين عليه السلام - مِن دُعائِهِ فِي الصَّلاةِ عَلى‏ أتباعِ الرُّسُلِ ومُصَدِّقيهِم - :
اللَّهُمَّ وأَتباعُ الرُّسلِ ومُصَدِّقوهُم مِن أهلِ الأَرضِ بِالغَيبِ عِندَ مُعارَضَةِ المُعانِدينَ لَهُم بِالتَّكذيبِ ، وَالاِشتِياقِ إلَى المُرسَلينَ بِحَقائِقِ الإِيمانِ ، في كُلِّ دَهرٍ وزَمانٍ ، أرسَلتَ فيهِ رَسولاً ، وأَقَمتَ لِأَهلِهِ دَليلاً ، مِن لَدُن آدَمَ إلى‏ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وآلِهِ مِن أئِمَّةِ الهُدى‏ ، وقادَةِ أهلِ التُّقى‏ ، عَلى‏ جَميعِهِمُ السَّلامُ ، فَاذكُرهُم مِنكَ بِمَغفِرَةٍ ورِضوانٍ .
اللَّهُمَّ وأَصحابُ مُحَمَّدٍ خاصَّةً الَّذينَ أحسَنُوا الصَّحابَةَ ، وَالَّذينَ أبلَوُا البَلاءَ الحَسَنَ في نَصرِهِ ، وكانَفوهُ ۱ وأَسرَعوا إلى‏ وِفادَتِهِ ، وسابَقوا إلى‏ دَعوَتِهِ ، وَاستَجابوا لَهُ حَيثُ أسمَعَهُم حُجَّةَ رِسالاتِهِ ، وفارَقُوا الأَزواجَ وَالأَولادَ في إظهارِ كَلِمَتِهِ ، وقاتَلُوا الآباءَ وَالأَبناءَ في تَثبيتِ نُبُوَّتِهِ ، وَانتَصَروا بِهِ ، ومَن كانوا مُنطَوينَ عَلى‏ مَحَبَّتِهِ ، يَرجونَ تِجارَةً لَن تَبورَ ۲
في مَوَدَّتِهِ ، وَالَّذينَ هَجَرَتهُمُ العَشائِرُ إذ تَعَلَّقوا بِعُروَتِهِ ، وَانتَفَت مِنهُمُ القَراباتُ إذ سَكَنوا في ظِلِّ قَرابَتِهِ .
فلا تَنسَ لَهُمُ اللَّهُمَّ ما تَرَكوا لَكَ وفيكَ ، وأَرضِهِم مِن رِضوانِكَ وبِما حاشُوا ۳ الخَلقَ عَلَيكَ ، وكانوا مَعَ رَسولِكَ دُعاةً لَكَ إلَيكَ ، وَاشكُرهُم عَلى‏ هَجرِهِم فيكَ دِيارَ قَومِهِم ، وخُروجِهِم مِن سَعَةِ المَعاشِ إلى‏ ضيقِهِ ، ومَن كَثَّرتَ في إعزازِ دينِكَ مِن مَظلومِهِم .
اللَّهُمَّ وأَوصِل إلَى التّابِعينَ لَهُم بِإِحسانٍ ، الَّذينَ ( يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَ لِإِخْوَ نِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَنِ ) ۴خَيرَ جَزائِكَ ، الَّذينَ قَصَدوا سَمتَهُم ، وتَحَرَّوا ۵ وِجهَتَهُم ، ومَضَوا عَلى‏

1.المكانفةُ : المعاونة (لسان العرب : ج ۹ ص ۳۰۸ «كنف») .

2.تَبورُ : أي تكسِدُ (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۲۰۳ «بور») .

3.حُشتُ عليه الصيدَ : إذا نفّرته نحوه وسقته إليه ، وجمعته عليه (النهاية : ج ۱ ص ۴۶۱ «حوش») .

4.الحشر : ۱۰ .

5.التحرّي : القصد والاجتهاد في الطلب (النهاية : ج ۱ ص ۲۷۶ «حرا») .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27409
صفحه از 666
پرینت  ارسال به