شاكِلَتِهِم ، لَم يَثنِهِم رَيبٌ في بَصيرَتِهِم ، ولَم يَختَلِجهُم شَكٌّ في قَفوِ آثارِهِم ، وَالاِئتِمامِ بِهِدايَةِ مَنارِهِم ، مُكانِفينَ ومُوازِرينَ لَهُم ، يَدينونَ بِدينِهِم ، ويَهتَدونَ بِهَديِهِم ، يَتَّفِقونَ عَلَيهِم ، ولا يَتَّهِمونَهُم فيما أدَّوا إلَيهِم .
اللَّهُمَّ وصَلِّ عَلَى التّابِعينَ مِن يَومِنا هذا إلى يَومِ الدّينِ ، وعَلى أزواجِهِم ، وعَلى ذُرِّيّاتِهِم ، وعَلى مَن أطاعَكَ مِنهُم ، صَلاةً تَعصِمُهُم بِها مِن مَعصِيَتِكَ ، وتَفسَحُ لَهُم في رِياضِ جَنَّتِكَ ، وتَمنَعُهُم بِها مِن كَيدِ الشَّيطانِ ، وتُعينُهُم بِها عَلى مَا استَعانوكَ عَلَيهِ مِن بِرٍّ ، وتَقيهِم طَوارِقَ ۱ اللَّيلِ وَالنَّهارِ إلّا طارِقاً يَطرُقُ بِخَيرٍ ، وتَبعَثُهُم بِها عَلَى اعتِقادِ حُسنِ الرَّجاءِ لَكَ ، وَالطَّمَعِ فيما عِندَكَ ، وتَركِ التُّهمَةِ فيما تَحويهِ أيدِي العِبادِ ، لِتَرُدَّهُم إلَى الرَّغبَةِ إلَيكَ وَالرَّهبَةِ مِنكَ ، وتُزَهِّدَهُم في سَعَةِ العاجِلِ ، وتُحَبِّبَ إلَيهِمُ العَمَلَ لِلآجِلِ ، وَالاستِعدادَ لِما بَعدَ المَوتِ ، وتُهَوِّنَ عَلَيهِم كُلَّ كَربٍ يَحِلُّ بِهِم يَومَ خُروجِ الأَنفُسِ مِن أبدانِها، وتُعافِيَهُم مِمّا تَقَعُ بِهِ الفِتنَةُ مِن مَحذوراتِها ، وكَبَّةِ النّارِ ۲ وطولِ الخُلودِ فيها ، وتُصَيِّرَهُم إلى أمنٍ مِن مَقيلِ ۳
المُتَّقينَ . ۴
۲۴۱۴.عنه عليه السلام - مِمّا كانَ يَدعو بِهِ لِنَفسِهِ ولِأَهلِ وِلايَتِهِ - :
يا مَن لا تَنقَضي عَجائِبُ عَظَمَتِهِ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاحجُبنا عَنِ الإِلحادِ في عَظَمَتِكَ .
ويا مَن لا تَنتَهي مُدَّةُ مُلكِهِ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاعتِق رِقابَنا مِن نَقِمَتِكَ .
ويا مَن لا تَفنى خَزائِنُ رَحمَتِهِ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَاجعَل لَنا نَصيباً في رَحمَتِكَ .
1.طوارق الليل : هي التي تأتي على غفلةٍ بالليل (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۱۰۰ «طرق») .
2.كبّةُ النارِ : صدمتها (النهاية : ج ۴ ص ۱۳۸ «كبب») .
3.المَقيلُ : الاستراحة (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۵۳۶ «قيل») .
4.الصحيفة السجّاديّة : ص ۳۱ الدعاء ۴ .