529
کنز الدعاء المجلد الثالث

مِن حَقٍّ ، فَاجعَلهُ حِطَّةً لِذُنوبِهِما ، وعُلُوّاً في دَرَجاتِهِما ، وزِيادَةً في حَسَناتِهِما ، يا مُبَدِّلَ السَّيِّئاتِ بِأَضعافِها مِنَ الحَسَناتِ .
اللَّهُمَّ وما تَعَدَّيا عَلَيَّ فيهِ مِن قَولٍ ، أو أسرَفا عَلَيَّ فيهِ مِن فِعلٍ ، أو ضَيَّعاهُ لي مِن حَقٍّ ، او قَصَّرا بي عَنهُ مِن واجِبٍ فَقَد وَهَبتُهُ لَهُما ، وجُدتُ بِهِ عَلَيهِما ، ورَغِبتُ إلَيكَ في وَضعِ تَبِعَتِهِ عَنهُما ، فَإِنّي لا أتَّهِمُهُما عَلى‏ نَفسي ، ولا أستَبطِئُهُما في بِرّي ، ولا أكرَهُ ما تَوَلَّياهُ مِن أمري يا رَبِّ ، فَهُما أوجَبُ حَقّاً عَلَيَّ ، وأَقدَمُ إحساناً إلَيَّ ، وأَعظَمُ مِنَّةً لَدَيَّ مِن أن اُقاصَّهُما بِعَدلٍ أو اُجازِيَهُما عَلى‏ مِثلٍ .
أينَ إذاً يا إلهي طولُ شُغلِهِما بِتَربِيَتي ؟ وأَينَ شِدَّةُ تَعَبِهِما في حِراسَتي ؟ وأَينَ إقتارُهُما عَلى‏ أنفُسِهِما لِلتَّوسِعَةِ عَلَيَّ ؟ هَيهاتَ ما يَستَوفِيانِ مِنّي حَقَّهُما ، ولا اُدرِكُ ما يَجِبُ عَلَيَّ لَهُما ، ولا أنَا بِقاضٍ وَظيفَةَ خِدمَتِهِما .
فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وأَعِنّي يا خَيرَ مَنِ استُعينَ بِهِ ، ووَفِّقني يا أهدى‏ مَن رُغِبَ إلَيهِ ، ولا تَجعَلني في أهلِ العُقوقِ لِلآباءِ وَالاُمَّهاتِ يَومَ تُجزى‏ كُلُّ نَفسٍ بِما كَسَبَت وهُم لا يُظلَمونَ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ وذُرِّيَّتِهِ ، وَاخصُص أبَوَيَّ بِأَفضَلِ ما خَصَصتَ بِهِ آباءَ عِبادِكَ المُؤمِنينَ واُمَّهاتِهِم يا أرحَمَ الرّاحِمينَ .
اللَّهُمَّ لا تُنسِني ذِكرَهُما في أدبارِ صَلَواتي ، وفي إنىً مِن آناءِ لَيلَي ، وفي كُلِّ ساعَةٍ مِن ساعاتِ نَهاري .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاغفِر لي بِدُعائي لَهُما ، وَاغفِر لَهُما بِبِرِّهِما بي مَغفِرَةً حَتماً ، وَارضَ عَنهُما بِشَفاعَتي لَهُما رِضاً عَزماً ، وبَلِّغهُما بِالكَرامَةِ مَواطِنَ السَّلامَةِ .
اللَّهُمَّ وإن سَبَقَت مَغفِرَتُكَ لَهُما فَشَفِّعهُما فِيَّ ، وإن سَبَقَت مَغفِرَتُكَ لي فَشَفِّعني فيهِما ، حَتّى‏ نَجتَمِعَ بِرَأفَتِكَ في دارِ كَرامَتِكَ ، ومَحَلِّ مَغفِرَتِكَ ورَحمَتِكَ ، إنَّكَ ذُو الفَضلِ العَظيمِ ،


کنز الدعاء المجلد الثالث
528

۲۳۶۸.عنه عليه السلام - مِن دُعائِهِ عليه السلام لِأَبَوَيهِ عليهما السلام - :
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ ، وأَهلِ بَيتِهِ الطّاهِرينَ ، وَاخصُصهُم بِأَفضَلِ صَلَواتِكَ ورَحمَتِكَ وبَرَكاتِكَ وسَلامِكَ ، وَاخصُصِ اللَّهُمَّ والِدَيَّ بِالكَرامَةِ لَدَيكَ ، وَالصَّلاةِ مِنكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وأَلهِمني ۱ عِلمَ ما يَجِبُ لَهُما عَلَيَّ إلهاماً ، وَاجمَع لي عِلمَ ذلِكَ كُلِّهِ تَماماً ، ثُمَّ استَعمِلني بِما تُلهِمُني مِنهُ ، ووَفِّقني لِلنُّفوذِ فيما تُبَصِّرُني مِن عِلمِهِ ، حَتّى‏ لا يَفوتَنِي استِعمالُ شَي‏ءٍ عَلَّمتَنيهِ ، ولا تَثقُلَ أركاني عَنِ الحَفوفِ ۲ فيما ألهَمتَنيهِ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ كَما شَرَّفتَنا بِهِ ، وصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ كَما أوجَبتَ لَنَا الحَقَّ عَلَى الخَلقِ بِسَبَبِهِ .
اللَّهُمَّ اجعَلني أهابُهُما هَيبَةَ السُّلطانِ العَسوفِ ۳ ، وأَبَرُّهُما بِرَّ الاُمِّ الرَّؤوفِ ، وَاجعَل طاعَتي لِوالِدَيَّ ، وبِرّي بِهِما أقَرَّ لِعَيني مِن رَقدَةِ الوَسنانِ ، وأَثلَجَ لِصَدري مِن شَربَةِ الظَّمآنِ ، حَتّى‏ اُوثِرَ عَلى‏ هَوايَ هَواهُما ، واُقَدِّمَ عَلى‏ رِضايَ رِضاهُما ، وأَستَكثِرَ بِرَّهُما بي وإن قَلَّ ، وأَستَقِلَّ بِرّي بِهِما وإن كَثُرَ .
اللَّهُمَّ خَفِّض لَهُما صَوتي ، وأَطِب لَهُما كَلامي ، وأَلِن لَهُما عَريكَتي ۴ ، وَاعطِف عَلَيهِما قَلبي ، وصَيِّرني بِهِما رَفيقاً ، وعَلَيهِما شَفيقاً .
اللَّهُمَّ اشكُر لَهُما تَربِيَتي ، وأَثِبهُما عَلى‏ تَكرِمَتي ، وَاحفَظ لَهُما ما حَفِظاهُ مِنّي في صِغَري .
اللَّهُمَّ وما مَسَّهُما مِنّي مِن أذىً ، أو خَلَصَ إلَيهِما عَنّي مِن مَكروهٍ ، أو ضاعَ قِبَلي لَهُما

1.الإلهام : أن يلقي اللَّه في النفس أمراً ، يبعثه على الفعل أو الترك (النهاية : ج ۴ ص ۲۸۲ «لهم») .

2.الحَفوفُ : السرعَةُ (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۴۲۹ «حفف») .

3.العَسوفُ : الجائِرُ الظلومُ (النهاية : ج ۳ ص ۲۳۷ «عسف») .

4.العَريكَةُ : الطبيعَةُ (النهاية : ج ۳ ص ۲۲۲ «عرك») .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27684
صفحه از 666
پرینت  ارسال به