47
کنز الدعاء المجلد الثالث

لِعِلمِكَ بِعاقِبَةِ الاُمورِ ، فَلَم أرَ مَولىً كَريماً أصبَرَ عَلى‏ عَبدٍ لَئيمٍ مِنكَ عَلَيَّ .
يا رَبِّ ، إنَّكَ تَدعوني فَاُوَلّي عَنكَ ، وتَتَحَبَّبُ إلَيّ‏َ فَأَتَبَغَّضُ إلَيكَ ، وتَتَوَدَّدُ إلَيّ‏َ فَلا أقبَلُ مِنكَ ، كَأَنَّ لِيَ التَّطَوُّلَ عَلَيكَ ، فَلَم يَمنَعكَ ذلِكَ مِنَ الرَّحمَةِ لي وَالإِحسانِ إلَيّ‏َ وَالتَّفَضُّلِ عَلَيّ‏َ بِجودِكَ وكَرَمِكَ ، فَارحَم عَبدَكَ الجاهِلَ وجُد عَلَيهِ بِفَضلِ إحسانِكَ إنَّكَ جَوادٌ كَريمٌ .
الحَمدُ للَّهِ‏ِ مالِكِ المُلكِ مُجرِي الفُلكِ ، مُسَخِّرِ الرِّياحِ فالِقِ الإِصباحِ ، دَيّانِ الدّينِ رَبِّ العالَمينَ ، الحَمدُ للَّهِ‏ِ عَلى‏ حِلمِهِ بَعدَ عِلمِهِ ، الحَمدُ للَّهِ‏ِ عَلى‏ عَفوِهِ بَعدَ قُدرَتِهِ ، الحَمدُ للَّهِ‏ِ عَلى‏ طولِ أناتِهِ في غَضَبِهِ وهُوَ القادِرُ عَلى‏ ما يُريدُ ، الحَمدُ للَّهِ‏ِ خالِقِ الخَلقِ باسِطِ الرِّزقِ ذِي الجَلالِ وَالإِكرامِ وَالفَضلِ وَالإِنعامِ ، الَّذي بَعُدَ فَلا يُرى‏ وقَرُبَ فَشَهِدَ النَّجوى‏ تَبارَكَ وتَعالى‏ ، الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي لَيسَ لَهُ مُنازِعٌ يُعادِلُهُ ولا شَبيهٌ يُشاكِلُهُ ولا ظَهيرٌ يُعاضِدُهُ ، قَهَرَ بِعِزَّتِهِ الأَعِزّاءَ وتَواضَعَ لِعَظَمَتِهِ العُظَماءُ فَبَلَغَ بِقُدرَتِهِ ما يَشاءُ ، الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي يُجيبُني حينَ اُناديهِ ، ويَستُرُ عَلَيّ‏َ كُلَّ عَورَةٍ وأَنَا أعصيهِ ، ويُعَظِّمُ النِّعمَةَ عَلَيّ‏َ فَلا اُجازيهِ ، فَكَم مِن مَوهِبَةٍ هَنيئَةٍ قَد أعطاني! وعَظيمَةٍ مَخوفَةٍ قَد كَفاني! وبَهجَةٍ مونِقَةٍ قَد أراني ! فَاُثني عَلَيهِ حامِداً وأَذكُرُهُ مُسَبِّحاً .
الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي لا يُهتَكُ حِجابُهُ ولا يُغلَقُ بابُهُ ، ولا يُرَدُّ سائِلُهُ ولا يُخَيَّبُ آمِلُهُ .
الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي يُؤمِنُ الخائِفينَ ويُنَجِّي الصّالِحينَ ، ويَرفَعُ المُستَضعَفينَ ويَضَعُ المُستَكبِرينَ ، ويُهلِكُ مُلوكاً ويَستَخلِفُ آخَرينَ ، وَالحَمدُ للَّهِ‏ِ قاصِمِ الجَبّارينَ مُبيرِ الظّالِمينَ ، مُدرِكِ الهارِبينَ نَكالِ الظّالِمينَ ، صَريخِ المُستَصرِخينَ مَوضِعِ حاجاتِ الطّالِبينَ مُعتَمَدِ المُؤمِنينَ ، الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي مِن خَشيَتِهِ تَرعَدُ السَّماءُ وسُكّانُها ، وتَرجُفُ الأَرضُ وعُمّارُها ، وتَموجُ البِحارُ ومَن يَسبَحُ ۱ في غَمَراتِها ، ۲ الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي يَخلُقُ ولَم يُخلَق

1.ويمكن ضبطها أيضاً بهذا الشكل : «يُسَبِّحُ» .

2.في الطبعة الحجريّة للمصدر ، و البلد الأمين والمصباح للكفعمي بزيادة : «الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي هَدانا لِهذا وما كُنّا لِنَهتَدِيَ لَولا أن هَدانَا اللَّهُ» في هذا الموضع .


کنز الدعاء المجلد الثالث
46

اللَّهُمَّ إنّي أفتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمدِكَ وأَنتَ مُسَدِّدٌ لِلصَّوابِ بِمَنِّكَ ، وأَيقَنتُ أنَّكَ أرحَمُ الرّاحِمينَ في مَوضِعِ العَفوِ وَالرَّحمَةِ ، وأَشَدُّ المُعاقِبينَ في مَوضِعِ النَّكالِ وَالنَّقِمَةِ ، وأَعظَمُ المُتَجَبِّرينَ في مَوضِعِ الكِبرِياءِ وَالعَظَمَةِ .
اللَّهُمَّ أذِنتَ لي في دُعائِكَ ومَسأَلَتِكَ ، فَاسمَع يا سَميعُ مِدحَتي ، وأَجِب يا رَحيمُ دَعوَتي ، وأَقِل يا غَفورُ عَثرَتي ، فَكَم يا إلهي مِن كُربَةٍ قَد فَرَّجتَها! وهُمومٍ قَد كَشَفتَها ! وعَثرَةٍ قَد أقَلتَها ! ورَحمَةٍ قَد نَشَرتَها ! وحَلقَةِ بَلاءٍ قَد فَكَكتَها !
الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي لَم يَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَداً ولَم يَكُن لَهُ شَريكٌ فِي المُلكِ ولَم يَكُن لَهُ وَلِيّ‏ٌ مِنَ الذُّلِّ وكَبِّرهُ تَكبيراً . الحَمدُ للَّهِ‏ِ بِجَميعِ مَحامِدِهِ كُلِّها عَلى‏ جَميعِ نِعَمِهِ كُلِّها . الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي لا مُضادَّ لَهُ في مُلكِهِ ولا مُنازِعَ لَهُ في أمرِهِ . الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي لا شَريكَ لَهُ في خَلقِهِ ، ولا شَبيهَ ۱ لَهُ في عَظَمَتِهِ . الحَمدُ للَّهِ‏ِ الفاشي فِي الخَلقِ أمرُهُ وحَمدُهُ ، الظّاهِرِ بِالكَرَمِ مَجدُهُ ، الباسِطِ بِالجودِ يَدَهُ ، الَّذي لا تَنقُصُ خَزائِنُهُ ولا تَزيدُهُ كَثرَةُ العَطاءِ إلّا جوداً وكَرَماً ، إنَّهُ هُوَ العَزيزُ الوَهّابُ .
اللَّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ قَليلاً مِن كَثيرٍ مَعَ حاجَةٍ بي إلَيهِ عَظيمَةٍ وغِناكَ عَنهُ قَديمٌ ، وهُوَ عِندي كَثيرٌ وهُوَ عَلَيكَ سَهلٌ يَسيرٌ .
اللَّهُمَّ إنَّ عَفوَكَ عَن ذَنبي وتَجاوُزَكَ عَن خَطيئَتي ، وصَفحَكَ عَن ظُلمي وسَترَكَ عَلى‏ قَبيحِ عَمَلي ، وحِلمَكَ عَن كَثيرِ جُرمي عِندَما كانَ مِن خَطَئي وعَمدي ، أطمَعَني في أن أسأَ لَكَ ما لا أستَوجِبُهُ مِنكَ الَّذي رَزَقتَني مِن رَحمَتِكَ وأَرَيتَني مِن قُدرَتِكَ وعَرَّفتَني مِن إجابَتِكَ ، فَصِرتُ أدعوكَ آمِناً وأَسأَ لُكَ مُستَأنِساً لا خائِفاً ولا وَجِلاً ، مُدِلّاً ۲ عَلَيكَ فيما قَصَدتُ فيهِ إلَيكَ، فَإِن أبطَأَ عَنّي عَتَبتُ بِجَهلي عَلَيكَ ، ولَعَلَّ الَّذي أبطَأَ عَنّي هُوَ خَيرٌ لي ؛

1.في نسخة : «شبه» .

2.هو من أدلّ عليه : أي انبسط، كتدلّل ، يقال : تدلّل على غيره : لم يخَف منه ، بل يعدّ نفسه عزيزاً عنده (مجمع البحرين : ج ۱ ص‏۶۰۷) .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 29875
صفحه از 666
پرینت  ارسال به