439
کنز الدعاء المجلد الثالث

اللَّهُمَّ ألبِسني خُشوعَ الإِيمانِ بِالعِزِّ ، قَبلَ خُشوعِ الذُّلِّ فِي النّارِ ، اُثني عَلَيكَ رَبِّ أحسَنَ الثَّناءِ ؛ لِأَنَّ بَلاءَكَ عِندي أحسَنُ البَلاءِ .
اللَّهُمَّ فَأَذِقني مِن عَونِكَ وتَأييدِكَ وتَوفيقِكَ ورِفدِكَ ، وَارزُقني شَوقاً إلى‏ لِقائِكَ ، ونَصراً في نَصرِكَ حَتّى‏ أجِدَ حَلاوَةَ ذلِكَ في قَلبي ، وَاعزِم لي عَلى‏ أرشَدِ اُموري ؛ فَقَد تَرى‏ مَوقِفي ومَوقِفَ أصحابي ، ولا يَخفى‏ عَلَيكَ شَي‏ءٌ مِن أمري .
اللَّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ النَّصرَ الَّذي نَصَرتَ بِهِ رَسولَكَ ، وفَرَّقتَ بِهِ بَينَ الحَقِّ وَالباطِلِ ، حَتّى‏ أقَمتَ بِهِ دينَكَ ، وأَفلَجتَ ۱ بِهِ حُجَّتَكَ ، يا مَن هُوَ لي في كُلِّ مَقامٍ» .
وذَكَرَ سَعدُ بنُ عَبدِ اللَّهِ أنَّ هذَا الدُّعاءَ دَعا بِهِ عَلِيٌّ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيهِ قَبلَ رَفعِ المَصاحِفِ الشَّريفَةِ ، ثُمَّ قالَ ما مَعناهُ : إنَّ إبليسَ صَرَخَ صَرخَةً سَمِعَها بَعضُ العَسكَرِ يُشيرُ عَلى‏ مُعاوِيَةَ وأَصحابِهِ بِرَفعِ المَصاحِفِ الجَليلَةِ لِلحيلَةِ ، فَأَجابَهُ الخَوارِجُ لِمُعاوِيَةَ إلى‏ شُبُهاتِهِ ، فَرَفَعوها ، فَاختَلَفَ أصحابُ أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيٍّ عليه السلام كَمَا اختَلَفوا في طاعَةِ رَسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وآله في حَياتِهِ ، فَدَعا عليه السلام ، فَقالَ :
«اللَّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ العافِيَةَ مِن جَهدِ البَلاءِ ، ومِن شَماتَةِ الأَعداءِ . اللَّهُمَّ اغفِر لي ذَنبي ، وزَكِّ عَمَلي ، وَاغسِل خَطايايَ ؛ فَإِنّي ضَعيفٌ إلّا ما قَوَّيتَ ، وَاقسِم لي حِلماً تَسُدُّ بِهِ بابَ الجَهلِ ، وعِلماً تُفَرِّجُ بِهِ الجَهَلاتِ ، ويَقيناً تُذِهبُ بِهِ الشَّكَّ عَنّي ، وفَهماً تُخرِجُني بِهِ مِنَ الفِتَنِ المُعضِلاتِ ، ونوراً أمشي بِهِ فِي النّاسِ ، وأَهتَدي بِهِ فِي الظُّلُماتِ .
اللَّهُمَّ أصلِح لي سَمعي وبَصَري وشَعري وبَشَري وقَلبي صَلاحاً باقِياً تَصلُحُ بِها ما بَقِيَ من جَسَدي ، أسأَ لُكَ الرّاحَةَ عِندَ المَوتِ ، وَالعَفوَ عِندَ الحِسابِ .
اللَّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ أيَّ عَمَلٍ كانَ أحَبَّ إلَيكَ وأَقرَبَ لَدَيكَ ، أن تَستَعمِلَني فيهِ أبَداً ، ثُمَّ لَقِّني أشرَفَ الأَعمالِ عِندَكَ ، وآتِني فيهِ قُوَّةً وصِدقاً وجِدّاً وعَزماً مِنكَ ونَشاطاً ،

1.أفلج اللَّه حجّته : أظهرها (المصباح المنير : ص ۴۸۰ «فلج») .


کنز الدعاء المجلد الثالث
438

«يا اللَّهُ يا رَحمنُ يا رَحيمُ ، يا واحِدُ يا أحَدُ يا صَمَدُ ، يا اللَّهُ يا إلهَ مُحَمَّدٍ ، اللَّهُمَّ إلَيكَ نُقِلَتِ الأَقدامُ ، وأَفضَتِ القُلوبُ ، ورُفِعَتِ الأَيدي ، وَامتَدَّتِ الأَعناقُ ، وشُخِصَتِ الأَبصارُ ، وطُلِبَتِ الحَوائِجُ ، اللَّهُمَّ إنّا نَشكو إلَيكَ غَيبَةَ نَبِيِّنا صلى اللَّه عليه وآله ، وكَثرَةَ عَدُوِّنا ، وتَشَتُّتَ أهوائِنا ، ( رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِ‏ّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَتِحِينَ ) ۱» ، سيروا عَلى‏ بَرَكَةِ اللَّهِ . ۲

۲۲۱۶.مهج الدعوات عن أبي جعفر محمّد بن النعمان الأحول عن الإمام الصادق عليه السلام : دَعا أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام يَومَ الهَريرِ حينَ اشتَدَّ عَلى‏ أولِيائِهِ الأَمرُ دُعاءَ الكَربِ ؛ مَن دَعا بِهِ وهُوَ في أمرٍ قَد كَرَبَهُ وغَمَّهُ نَجّاهُ اللَّهُ مِنهُ ، وهُوَ :
«اللَّهُمَّ لا تُحَبِّب إلَيَّ ما أبغَضتَ ، ولا تُبَغِّض إلَيَّ ما أحبَبتَ . اللَّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن أرضى‏ سَخَطَكَ ، أو أسخَطَ رِضاكَ ، أو أرُدَّ قَضاءَكَ ، أو أعدُوَ قَولَكَ ، أو اُناصِحَ أعداءَكَ ، أو أعدُوَ أمرَكَ فيهِم .
اللَّهُمَّ ما كانَ مَن عَمَلٍ أو قَولٍ يُقَرِّبُني مِن رِضوانِكَ ، ويُباعِدُني مِن سَخَطِكَ ، فَصَبِّرني لَهُ ، وَاحمِلني عَلَيهِ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ .
اللَّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ لِساناً ذاكِراً ، وقَلباً شاكِراً ، ويَقيناً صادِقاً ، وإيماناً خالِصاً ، وجَسَداً مُتَواضِعاً ، وَارزُقني مِنكَ حُبّاً ، وأَدخِل قَلبي مِنكَ رُعباً .
اللَّهُمَّ فَإِن تَرحَمني فَقَد حَسُنَ ظَنّي بِكَ ، وإن تُعَذِّبني فَبِظُلمي وجَوري وجُرمي وإسرافي عَلى‏ نَفسي ؛ فَلا عُذرَ لي إنِ اعتَذَرتُ ، ولا مُكافاةَ أحتَسِبُ بِها .
اللَّهُمَّ إذا حَضَرَتِ الآجالُ ، ونَفِدَتِ الأَيّامُ ، وكانَ لا بُدَّ مِن لِقائِكَ ؛ فَأَوجِب لي مِنَ الجَنَّةِ مَنزِلاً يَغبِطُني بِهِ الأَوَّلونَ وَالآخِرونَ ، لا حَسرَةَ بَعدَها ، ولا رَفيقَ بَعدَ رَفيقِها ، في أكرَمِها مَنزِلاً .

1.الأعراف : ۸۹ .

2.وقعة صفّين : ص‏۴۷۷، بحار الأنوار : ج‏۳۲ ص‏۵۲۸ ح‏۴۴۵ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج‏۲ ص‏۲۱۰.

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27656
صفحه از 666
پرینت  ارسال به