الوَسواسِ ۱ عَن صِحَّةِ ضَمائِرِنا ، وَاغسِل بِهِ دَرَنَ ۲ قُلوبِنا وعَلائِقَ أوزارِنا ، وَاجمَع بِهِ مُنتَشَرَ اُمورِنا ، وأَروِ بِهِ في مَوقِفِ العَرضِ ۳ عَلَيكَ ظَمَأَ هَواجِرِنا ، وَاكسُنا بِهِ حُلَلَ الأَمانِ يَومَ الفَزَعِ الأَكبَرِ في نُشورِنا .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاجبُر بِالقُرآنِ خَلَّتَنا مِن عَدَمِ الإِملاقِ ، وسُق إلَينا بِهِ رَغَدَ العَيشِ وخِصبَ سَعَةِ الأَرزاقِ ، وجَنِّبنا بِهِ الضَّرائِبَ المَذمومَةَ ومَدانِيَ الأَخلاقِ ، وَاعصِمنا بِهِ مِن هُوَّةِ الكُفرِ ودَواعِي النِّفاقِ ، حَتّى يَكونَ لَنا فِي القِيامَةِ إلى رِضوانِكَ وجِنانِكَ قائِداً ، ولَنا فِي الدُّنيا عَن سُخطِكَ وتَعَدّي حُدودِكَ ذائِداً ، ولِما عِندَكَ بِتَحليلِ حَلالِهِ وتَحريمِ حَرامِهِ شاهِداً .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وهَوِّن بِالقُرآنِ عِندَ المَوتِ عَلى أنفُسِنا كَربَ السِّياقِ ، وجَهدَ الأَنينِ ، وتَرادُفَ الحَشارِجِ ۴ إذا بَلَغَتِ النُّفوسُ التَّراقِيَ ( وَ قِيلَ مَنْ رَاقٍ ) ۵ ، وتَجَلّى مَلَكُ المَوتِ لِقَبضِها مِن حُجُبِ الغُيوبِ ، ورَماها عَن قَوسِ المَنايا بِأَسهُمِ وَحشَةِ الفِراقِ ، ودافَ لَها مِن ذُعافِ ۶ المَوتِ كَأساً مَسمومَةَ المَذاقِ ، ودَنا مِنّا إلَى الآخِرَةِ رَحيلٌ وَانطِلاقٌ ، وصارَتِ الأَعمالُ قَلائِدَ فِي الأَعناقِ ، وكانَتِ القُبورُ هِيَ المَأوى إلى ميقاتِ يَومِ التَّلاقِ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وبارِك لَنا في حُلولِ دارِ البِلى ، وطولِ المُقامَةِ بَينَ أطباقِ الثَّرى ، وَاجعَلِ القُبورَ بَعدَ فِراقِ الدُّنيا خَيرَ مَنازِلِنا ، وَافسَح لَنا بِرَحمَتِكَ في ضيقِ مَلاحِدِنا ، ولا تَفضَحنا في حاضِرِي القِيامَةِ بِموبِقاتِ آثامِنا ، وَارحَم بِالقُرآنِ في مَوقِفِ
1.في مصباح المتهجّد والإقبال : «الوساوس» .
2.الدَّرَنُ : الوسخ (النهاية : ج ۲ ص ۱۱۴ «درن») .
3.العَرضُ : من أحداث الدهر من الموت والمرض - أي يوم الحساب - (لسان العرب : ج ۷ ص ۱۶۹ «عرض») .
4.الحشرجةُ : الغرغرة عند الموت وتردّد النَفَس (النهاية : ج ۱ ص ۳۸۹ «حشرج») .
5.القيامة : ۲۷ .
6.الذعاف : السَّمُّ ، وموت ذعاف : أي سريع يُعَجِّل القتل (الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۶۱ «ذعف») .