403
کنز الدعاء المجلد الثالث

وِجهَتِهِم ، فَائتَلَفوا بَعدَ التَّدابُرِ وَالتَّقاطُعِ في دَهرِهِم ، وقَطَعُوا الأَسبابَ المُتَّصِلَةَ بِعاجِلِ حُطامِ الدُّنيا .
فَاجعَلهُمُ اللَّهُمَّ في أمنِ حِرزِكَ وظِلِّ كَنَفِكَ ، ورُدَّ عَنهُم بَأسَ مَن قَصَدَ إلَيهِم بِالعَداوَةِ مِن عِبادِكَ ، وأَجزِل لَهُم عَلى‏ دَعوَتِهِم مِن كِفايَتِكَ ومَعونَتِكَ ، وأَمِدَّهُم ۱ بِتَأييدِكَ ونَصرِكَ ، وأَزهِق بِحَقِّهِم باطِلَ مَن أرادَ إطفاءَ نورِكَ .
اللَّهُمَّ وَاملَأ بِهِم كُلَّ اُفُقٍ مِنَ الآفاقِ وقُطرٍ مِنَ الأَقطارِ قِسطاً وعَدلاً ومَرحَمَةً وفَضلاً ، وَاشكُرهُم عَلى‏ حَسَبِ كَرَمِكَ وجودِكَ ما مَنَنتَ بِهِ عَلَى القائِمينَ بِالقِسطِ مِن عِبادِكَ ، وَادَّخَرتَ لَهُم مِن ثَوابِكَ ، ما يَرفَعُ لَهُم بِهِ الدَّرَجاتِ ، إنَّكَ تَفعَلُ ما تَشاءُ وتَحكُمُ ما تُريدُ . ۲

۳۰ / ۱۶

الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ المَهدِيِّ عليه السلام

۲۱۵۱.الإمام عليّ عليه السلام - في ذِكرِ المَهدِيِّ عليه السلام - : كَأَ نَّني بِهِ قَد عَبَرَ مِن وادِي السَّلامِ إلى‏ مَسيلِ السَّهلَةِ عَلى‏ فَرَسٍ مُحَجَّلٍ ، لَهُ شِمراخٌ يَزهَرُ ، يَدعو ويَقولُ في دُعائِهِ :
لا إلهَ إلَّا اللَّهُ حَقّاً حَقّاً ، لا إلهَ إلَّا اللَّهُ إيماناً وصِدقاً ، لا إلهَ إلَّا اللَّهُ تَعَبُّداً ورِقّاً ، اللَّهُمَّ مُعِزَّ كُلِّ مُؤمِنٍ وَحيدٍ ، ومُذِلَّ كُلِّ جَبّارٍ عَنيدٍ ، أنتَ كَنَفي حينَ تُعيينِي المَذاهِبُ ، وتَضيقُ عَلَيَّ الأَرضُ بِما رَحُبَت .
اللَّهُمَّ خَلَقتَني ، وكُنتَ غَنِيّاً عَن خَلقي ، ولَولا نَصرُكَ إيّايَ لَكُنتُ مِنَ المَغلوبينَ ، يا مُنشِرَ الرَّحمَةِ مِن مَواضِعِها ، ومُخرِجَ البَرَكاتِ مِن مَعادِنِها ، ويا مَن خَصَّ نَفسَهُ بِشُموخِ

1.في بحار الأنوار : «وأيِّدهم» .

2.مهج الدعوات : ص ۶۴ ، البلد الأمين : ص ۵۶۵ ، مصباح المتهجّد : ص ۱۵۸ ح ۲۵۰ من دون إسناد إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام نحوه ، بحار الأنوار : ج ۸۵ ص ۲۳۰ .


کنز الدعاء المجلد الثالث
402

فَاشدُدِ اللَّهُمَّ أزرَهُ بِنَصرِكَ ، وأَطِل باعَهُ فيما قَصُرَ عَنهُ مِن إطرادِ الرّاتِعينَ ۱ في حِماكَ ، وزِدهُ في قُوَّتِهِ بَسطَةً مِن تَأييدِكَ ، ولا توحِشنا مِن اُنسِهِ ، ولا تَختَرِمهُ ۲ دونَ أمَلِهِ مِنَ الصَّلاحِ الفاشي في أهلِ مِلَّتِهِ ، وَالعَدلِ الظّاهِرِ في اُمَّتِهِ .
اللَّهُمَّ وشَرِّف بِمَا استَقبَلَ بِهِ مِنَ القِيامِ بِأَمرِكَ لَدى‏ مَوقِفِ الحِسابِ مَقامَهُ ، وسُرَّ نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ بِرُؤيَتِهِ ، ومَن تَبِعَهُ عَلى‏ دَعوَتِهِ ، وأَجزِل لَهُ - عَلى‏ ما رَأَيتَهُ قائِماً بِهِ مِن أمرِكَ - ثَوابَهُ ، وأَبِن قُربَ دُنُوِّهِ مِنكَ في حَياتِهِ ، وَارحَمِ استِكانَتَنا ۳ مِن بَعدِهِ ، وَاستِخذاءَنا ۴ لِمَن كُنّا نَقمَعُهُ بِهِ ؛ إذ أفقَدتَنا وَجهَهُ ، وبَسَطتَ أيدِيَ مَن كُنّا نَبسُطُ أيدِيَنا عَلَيهِ لِنَرُدَّهُ عَن مَعصِيَتِهِ ، وَافتَرَقنا بَعدَ الاُلفَةِ ، وَالاِجتِماعِ تَحتَ ظِلِّ كَنَفِهِ ، وتَلَهَّفَنا عِندَ الفَوتِ عَلى‏ ما أقعَدتَنا عَنهُ مِن نُصرَتِهِ ، وطَلَبنا مِنَ القِيامِ بِحَقِّ ما لا سَبيلَ لَنا إلى‏ رَجعَتِهِ .
وَاجعَلهُ اللَّهُمَّ في أمنٍ مِمّا يُشفَقُ عَلَيهِ مِنهُ ، ورُدَّ عَنهُ مِن سِهامِ المَكائِدِ ما يُوَجِّهُهُ أهلُ الشَّنَآنِ ۵ إلَيهِ وإلى‏ شُرَكائِهِ في أمرِهِ ومُعاوِنيهِ عَلى‏ طاعَةِ رَبِّهِ ، الَّذينَ جَعَلتَهُم سِلاحَهُ وحِصنَهُ ، ومَفزَعَهُ واُنسَهُ ، الَّذينَ سَلَوا عَنِ الأَهلِ وَالأَولادِ ، وجَفَوُا الوَطَنَ ، وعَطَّلُوا الوَثيرَ مِنَ المِهادِ ۶ ، ورَفَضوا تِجاراتِهِم وأَضَرّوا بِمَعايِشِهِم ، وفُقِدوا في أندِيَتِهِم بِغَيرِ غَيبَةٍ عَن مِصرِهِم ، وخالَلُوا ۷ البَعيدَ مِمَّن عاضَدَهُم عَلى‏ أمرِهِم ، وقَلَوُا ۸ القَريبَ مِمَّن صَدَّ عَن

1.الرتعُ : أصله أكل البهائم ويستعار للإنسان إذا أراد الأكل الكثير (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۳۴۱ «رتع») .

2.يُختَرمُ : أي يهلك بأن يموت أو يقتل (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۵۰۷ «خرم») .

3.التمسكن : الخضوع والذلّة ، استكان : خضع (النهاية : ج ۲ ص ۳۸۵ «سكن») .

4.خَذَأ له : خضع وانقاد له ، وكذلك استخذأت له (لسان العرب : ج ۱ ص ۶۴ «خذأ») .

5.الشنآنُ : البُغض (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۴۶۵ «شنأ») .

6.المِهادُ الوَثير : الفراش الوطي‏ء ، وكلّ شي‏ء جلست عليه أو نمت عليه فوجدته وطيئاً فهو وثير (انظر : لسان العرب : ج ۳ ص ۴۱۰ «مهد» و ج ۵ ص ۲۷۸ «وثر») .

7.الخُلَّةُ : الصداقةُ والمحبّةُ (النهاية : ج ۲ ص ۷۲ «خلل») .

8.القِلى‏ : شدّةُ البغض (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۶۸۳ «قلى») .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 29422
صفحه از 666
پرینت  ارسال به