401
کنز الدعاء المجلد الثالث

زَمانِهِ مِن أمرِكَ ، وجَعَلتَهُ مَفزَعاً لِمَظلومِ عِبادِكَ ، وناصِراً لِمَن لا يَجِدُ ناصِراً غَيرَكَ ، ومُجَدِّداً لِما عُطِّلَ مِن أحكامِ كِتابِكَ ، ومُشَيِّداً لِما رُدَّ مِن أعلامِ دينِكَ ، وسُنَنِ نَبِيِّكَ عَلَيهِ وآلِهِ سَلامُكَ وصَلَواتُكَ ورَحمَتُكَ وبَرَكاتُكَ .
فَاجعَلهُ اللَّهُمَّ في حَصانَةٍ مِن بَأسِ المُعتَدينَ ، وأَشرِق بِهِ القُلوبَ المُختَلِفَةَ مِن بُغاةِ الدّينِ ، وبَلِّغ بِهِ أفضَلَ ما بَلَّغتَ بِهِ القائِمينَ بِقِسطِكَ مِن أتباعِ النَّبِيّينَ .
اللَّهُمَّ وأَذلِل بِهِ مَن لَم تُسهِم لَهُ فِي الرُّجوعِ إلى‏ مَحَبَّتِكَ ، ومَن نَصَبَ لَهُ العَداوَةَ ، وَارمِ بِحَجَرِكَ الدّامِغِ مَن أرادَ التَّأليبَ ۱ عَلى‏ دينِكَ بِإِذلالِهِ ، وتَشتيتِ أمرِهِ ۲ ، وَاغضَب لِمَن لا تِرَةَ لَهُ ولا طائِلَةَ ۳ ، وعادَى الأَقرَبينَ وَالأَبعَدينَ فيكَ، مَنّاً مِنكَ عَلَيهِ لا مَنّاً مِنهُ عَلَيكَ.
اللَّهُمَّ فَكَما نَصَبَ نَفسَهُ غَرَضاً فيكَ لِلأَبعَدينَ ، وجادَ بِبَذلِ مُهجَتِهِ لَكَ فِي الذَّبِّ عَن حَريمِ المُؤمِنينَ ، ورَدَّ شَرَّ بُغاةِ المُرتَدّينَ المُريبينَ ، حَتّى‏ اُخفِيَ ما كانَ جُهِرَ بِهِ مِنَ المَعاصي ، وأَبدى‏ ما كانَ نَبَذَهُ العُلَماءُ وَراءَ ظُهورِهِم مِمّا أخَذتَ ميثاقَهُم عَلى‏ أن يُبَيِّنوهُ لِلنّاسِ ولا يَكتُموهُ ، ودَعا إلى‏ إفرادِكَ بِالطّاعَةِ ، وأَلّا يَجعَلَ لَكَ شَريكاً مِن خَلقِكَ يَعلو أمرُهُ عَلى‏ أمرِكَ مَعَ ما يَتَجَرَّعُهُ فيكَ مِن مَراراتِ الغَيظِ الجارِحَةِ بِحَواسِّ بالقُلوبِ ، وما يَعتَوِرُهُ مِنَ الغُمومِ ، ويَفزَعُ عَلَيهِ مِن أحداثِ الخُطوبِ ، ويَشرَقُ بِهِ مِنَ الغُصَصِ الَّتي لا تَبتَلِعُهَا الحُلوقُ ، ولا تَحنو عَلَيهَا الضُّلوعُ مِن نَظرَةٍ إلى‏ أمرٍ مِن أمرِكَ ، ولا تَنالُهُ يَدُهُ بِتَغييرِهِ ورَدِّهِ إلى‏ مَحَبَّتِكَ .

1.التأليب : التحريض (لسان العرب : ج ۱ ص ۲۱۶ «ألب») .

2.جَمعِه (خ ل) .

3.الطائِلةُ : النفع والفائدة (النهاية : ج ۳ ص ۱۴۶ «طول») .


کنز الدعاء المجلد الثالث
400

اللَّهُمَّ فَآتِ لَنا مِنهُ عَلى‏ أحسَنِ يَقينٍ ، يا مُحَقِّقَ الظُّنونِ الحَسَنَةِ ، ويا مُصَدِّقَ الآمالِ المُبطِنَةِ ، اللَّهُمَّ وأَكذِب بِهِ المُتَأَ لّينَ ۱ عَلَيكَ فيهِ ، وأَخلِف بِهِ ظُنونَ القانِطينَ مِن رَحمَتِكَ وَالآيِسينَ مِنهُ .
اللَّهُمَّ اجعَلنا سَبَباً مِن أسبابِهِ ، وعَلَماً مِن أعلامِهِ ، ومَعقِلاً مِن مَعاقِلِهِ ، ونَضِّر وُجوهَنا بِتَحلِيَتِهِ ، وأَكرِمنا بِنُصرَتِهِ ، وَاجعَل فينا خَيراً تُظهِرُنا لَهُ وبِهِ ، ولا تُشمِت بِنا حاسِدِي النِّعَمِ ، وَالمُتَرَبِّصينَ بِنا حُلولَ النَّدَمِ ونُزولَ المُثَلِ ، فَقَد تَرى‏ يا رَبِّ بَراءَةَ ساحَتِنا وخُلُوَّ ذَرعِنا ۲ مِنَ الإِضمارِ لَهُم عَلى‏ إحنَةٍ ۳ ، وَالتَّمَنّي لَهُم وُقوعَ جائِحَةٍ ۴ ، وما تَنازَلَ مِن تَحصينِهِم بِالعافِيَةِ ، وما أضبَؤوا ۵ لَنا مِنِ انتِهازِ الفُرصَةِ ، وطَلَبِ الوُثوبِ بِنا عِندَ الغَفلَةِ .
اللَّهُمَّ وقَد عَرَّفتَنا مِن أنفُسِنا ، وبَصَّرتَنا مِن عُيوبِنا خِلالاً نَخشى‏ أن تَقعُدَ بِنا عَنِ اشتِهارِ إجابَتِكَ ۶ ، وأَنتَ المُتَفَضِّلُ عَلى‏ غَيرِ المُستَحِقّينَ ، وَالمُبتَدِئُ بِالإِحسانِ غَيرَ السّائِلينَ ، فَائتِ لَنا مِن أمرِنا عَلى‏ حَسَبِ كَرَمِكَ وجودِكَ ، وفَضلِكَ وَامتِنانِكَ ، إنَّكَ تَفعَلُ ما تَشاءُ وتَحكُمُ ما تُريدُ ، إنّا إلَيكَ راغِبونَ ومِن جَميعِ ذُنوبِنا تائِبونَ .
اللَّهُمَّ وَالدّاعي إلَيكَ ، وَالقائِمُ بِالقِسطِ مِن عِبادِكَ ، الفَقيرُ إلى‏ رَحمَتِكَ ، المُحتاجُ إلى‏ مَعونَتِكَ عَلى‏ طاعَتِكَ ؛ إذِ ابتَدَأتَهُ بِنِعمَتِكَ ، وأَلبَستَهُ أثوابَ كَرامَتِكَ ، وأَلقَيتَ عَلَيهِ مَحَبَّةَ طاعَتِكَ ، وثَبَّتَّ وَطأَتَهُ فِي القُلوبِ مِن مَحَبَّتِكَ ، ووَفَّقتَهُ لِلقِيامِ بِما أغمَضَ فيهِ أهلُ

1.في الحديث : «ويل للمتألّين من اُمّتي» ؛ يعني الذين يحكمون على اللَّه ويقولون : فلان في الجنة وفلان في النار (النهاية : ج ۱ ص ۶۲ «ألى») .

2.الذَّرْع : البَدَن ، والذَّرْع : الخُلُق ، والذَّرْع : الوسع والطاقة (لسان العرب : ج ۸ ص ۹۵ «ذرع») .

3.الإحنة : الحقد (النهاية : ج ۱ ص ۲۷ «أحن») .

4.الجائحة : الشدّة والنازلة العظيمة التي تجتاح المالَ من سَنَة أو فتنة (لسان العرب : ج ۲ ص ۴۳۱ «جوح») .

5.أضبأ على الشي‏ء : سكت عليه وكتمه (لسان العرب : ج ۱ ص ۱۱۱ «ضبأ») .

6.في البلد الأمين : «عن انتهاز الفرصة» بدل «عن اشتهار إجابتك» ، وفي بحار الأنوار : «عن استيهال إجابتك» .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 29836
صفحه از 666
پرینت  ارسال به