يَومُنا مِنكَ بِغَدِهِ فَنَحظى ؟ مَتى نَرِدُ مِناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَروى ؟ مَتى نَنتَقِعُ ۱ مِن عَذبِ مائِكَ فَقَد طالَ الصَّدى ۲ ؟ مَتى نُغاديكَ ونُراوِحُكَ فَتَقَرَّ عُيونُنا ؟ مَتى تَرانا ونَراكَ وقَد نَشَرتَ لِواءَ النَّصرِ تُرى ؟ أتَرانا نَحُفُّ بِكَ وأَنتَ تَؤُمُّ المَلَأَ ؛ وقَد مَلَأتَ الأَرضَ عَدلاً وأَذَقتَ أعداءَكَ هَواناً وعِقاباً ، وأَبَرتَ ۳ العُتاةَ وجَحَدَةَ الحَقِّ ، وَقَطَعتَ دابِرَ المُتَكَبِّرينَ ، وَاجتَثَثتَ اُصولَ الظّالِمينَ ، ونَحنُ نَقولُ : الحَمدُ للَّهِِ رَبِّ العالَمينَ .
اللَّهُمَّ أنتَ كَشّافُ الكُرَبِ وَالبَلوى ، وإلَيكَ أستَعدي فَعِندَكَ العَدوى ۴ ، وأَنتَ رَبُّ الآخِرَةِ وَالاُولى ، فَأَغِث يا غِياثَ المُستَغيثينَ عُبَيدَك المُبتَلى ، وأَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ القُوى ، وأَزِل عَنهُ بِهِ الأَسى وَالجَوى ۵ ، وبَرِّد غَليلَهُ يا مَن عَلَى العَرشِ استَوى ، ومَن إلَيهِ الرُّجعى وَالمُنتَهى .
اللَّهُمَّ ونَحنُ عَبيدُكَ التّائِقونَ ۶ إلى وَلِيِّكَ ، المُذَكِّرِ بِكَ وبِنَبِيِّكَ ، خَلَقتَهُ لَنا عِصمَةً ومَلاذاً ، وأَقَمتَهُ لَنا قِواماً ومَعاذاً ، وجَعَلتَهُ لِلمُؤمِنينَ مِنّا إماماً ، فَبَلِّغهُ مِنّا تَحِيَّةً وسَلاماً ، وزِدنا بِذلِكَ يا رَبِّ إكراماً ، وَاجعَل مُستَقَرَّهُ لَنا مُستَقَرّاً ومُقاماً ، وأَتمِم نِعمَتَكَ بِتَقديمِكَ إيّاهُ أمامَنا حَتّى تورِدَنا جِنانَكَ ، ومُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِن خُلَصائِكَ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ۷ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ رَسولِكَ السَّيِّدِ الأَكبَرِ ، وعَلى أبيهِ السَّيِّدِ الأَصغَرِ ۸ ، وجَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الكُبرى فاطِمَةَ بِنتِ مُحَمَّدٍ ، وعَلى مَنِ
1.نقع من الماء : رَوِيَ (لسان العرب : ج ۸ ص ۳۶۱ «نقع») .
2.الصَدَى : العَطَش (الصحاح : ج ۶ ص ۲۳۹۹ «صدى») .
3.أبَرَ القَومَ : أهلكهم (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۳۶۱ «أبر») .
4.العَدوى : طَلَبُك إلى والٍ ليُعدِيَكَ على من ظَلَمَكَ أي يَنتَقِم منه ... والعَدوى : النُّصرَة والمَعُونَة (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۳۹ «عدو») .
5.الجوى : الحرقة وشدّة الوجد من عشق أو حزن (الصحاح : ج ۶ ص ۲۳۰۶ «جوا») .
6.نفس تائقة : أي مشتاقة . وتاقت نفسه إلى الشيء : اشتاقت ونازعت إليه (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۲۳۴ «توق») . وفي بحار الأنوار والإقبال : «الشائقون» .
7.في الإقبال : «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى حُجَّتِكَ ووَلِيِّ أمرِكَ» بدل «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ» وهو الأنسب .
8.وزاد في الإقبال : «وحامل اللواء في المحشر ، وساقي أولياءه من نهر الكوثر ، والأمير على سائر البشر ، الّذي من آمن به فقد ظفر ، ومن لم يؤمن به فقد خطر وكفر ، صلّى اللَّه عليه وعلى أخيه وعلى نجلهما الميامين الغرر ، ما طلعت شمس وما أضاء قمر وعلى جدّته ...» .