385
کنز الدعاء المجلد الثالث

فَليَأتِها مِن بابِها» .
ثُمَّ قالَ : «أنتَ أخي ووَصِيّي ووارِثي ، لَحمُكَ مِن لَحمي ، ودَمُكَ مِن دَمي ، وسِلمُكَ سِلمي ، وحَربُكَ حَربي ، وَالإِيمانُ مُخالِطٌ لَحمَكَ ودَمَكَ ، كَما خالَطَ لَحمي ودَمي ، وأَنتَ غَداً عَلَى الحَوضِ مَعي وأَنتَ خَليفَتي ، وأَنتَ تَقضي دَيني وتُنجِزُ عِداتي ۱ ، وشيعَتُكَ عَلى‏ مَنابِرَ مِن نورٍ مُبيَضَّةً وُجوهُهُم حَولي فِي الجَنَّةِ ، وهُم جيراني ، ولَولا أنتَ يا عَلِيُّ لَم يُعرَفِ المُؤمِنونَ بَعدي» .
وكانَ بَعدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ ، ونوراً مِنَ العَمى‏ ، وحَبلَ اللَّهِ المَتينَ ، وصِراطَهُ المُستَقيمَ . لا يُسبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ ، ولا بِسابِقَةٍ في دينٍ ، ولا يُلحَقُ في مَنقَبَةٍ مِن مَناقِبِهِ ، يَحذو حَذوَ الرَّسولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِما وآلِهِما - ويُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ ، ولا تَأخُذُهُ في اللَّهِ لَومَةُ لائِمٍ .
قَد وَتَرَ ۲ فيهِ صَناديدَ العَرَبِ ۳ ، وقَتَلَ أبطالَهُم ، وناهَشَ ذُؤبانَهُم ۴ ، وأَودَعَ ۵ قُلوبَهُم أحقاداً بَدرِيَّةً وخَيبَرِيَّةً وحُنَينِيَّةً وغَيرَهُنَّ ، فَأَضَبَّت ۶ عَلى‏ عَداوَتِهِ ، وأَكَبَّت عَلى‏ مُنابَذَتِهِ ، حَتّى‏ قَتَلَ النّاكِثينَ وَالقاسِطينَ وَالمارِقينَ ۷ .

1.العِدَة : الوعد ، ويجمع على عدات (الصحاح : ج ۲ ص ۵۵۱ «وعد») .

2.وَتَرَتُ الرَجُل : إذا قتلت له قتيلاً (لسان العرب : ج ۵ ص ۲۷۴ «وتر») .

3.صَنَادِيدُ العرب : أشرافهم وعظماؤهم ورؤساؤهم (اُنظر : النهاية : ج ۳ ص ۵۵ «صند») .

4.قال العلامة المجلسي قدّس سرّه : قوله : «ناهش ذُؤبانهم» في بعض النسخ : «ناوش» ، يُقال : نهشه ، أي عضّه أو أخذه بأضراسه . والمناوشة : المناولة في القتال . وذؤبان العرب : صعاليكهم ولصوصهم (بحار الأنوار : ج ۱۰۲ ص ۱۲۳) .

5.في بعض نسخ المصدر وبحار الأنوار : «فأودع» .

6.أضبّوا عليه : أي أكثروا . يقال : أضبّوا؛ إذا تكلّموا متتابعاً ، وإذا نهضوا في الأمر جميعاً (النهاية : ج ۳ ص ۷۰ «ضبب»).

7.الناكثون : أهل الجمل ؛ لأنّهم نكثوا البيعة ؛ أي نقضوها . والقاسطون : أهل صفّين ؛ لأنّهم جاروا في حكمهم وبغوا عليهم . والمارقون : الخوارج ؛ لأنّهم مرقوا من الدين (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۸۳۰ «نكث») .


کنز الدعاء المجلد الثالث
384

ووَعَدتَهُ أن تُظهِرَ دينَهُ ۱ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ ولَو كَرِهَ المشرِكونَ ۲ ، وذلِكَ بَعدَ أن بَوَّأتَهُ مُبَوَّأَ صِدقٍ مِن أهلِهِ ، وجَعَلتَ لَهُ ولَهُم ( أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَلَمِينَ * فِيهِ ءَايَتُ بَيِّنَتٌ مَّقَامُ إِبْرَ هِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ ءَامِنًا ) ۳ ، وقُلتَ : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ۴ .
ثُمَّ جَعَلتَ أجرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ مَوَدَّتَهُم في كِتابِكَ ، فَقُلتَ : ( قُل لَّا أَسَْلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى‏ ) ۵ ، وقُلتَ : ( مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ) ۶ ، وقُلتَ : ۷ ( مَا أَسَْلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَاءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَى‏ رَبِّهِ سَبِيلاً ) ۸ ، فَكانوا هُمُ السَّبيلَ إلَيكَ، وَالمَسلَكَ إلى رِضوانِكَ .
فَلَمَّا انقَضَت أيّامُهُ أقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيهِما وآلِهِما هادِياً إذ كانَ هُوَ المُنذِرُ ، ولِكُلِّ قَومٍ هادٍ ، فَقالَ وَالمَلَأُ أمامَهُ : «مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ ، اللَّهُمَّ والِ مَن والاهُ ، وعادِ مَن عاداهُ ، وَانصُر مَن نَصَرَهُ ، وَاخذُل مَن خَذَلَهُ» . وقالَ : «مَن كُنتُ أنَا نَبِيَّهُ ۹ فَعَلِيٌّ أميرُهُ» ، وقالَ : «أنَا وعَلِيٌّ مِن شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وسائِرُ النّاسِ مِن شَجَرٍ شَتّى‏» .
وأَحَلَّهُ مَحَلَّ هارونَ مِن موسى‏ ، فَقالَ لَهُ : «أنتَ مِنّي بِمَنزِلَةِ هارونَ مِن موسى‏ إلّا أنَّهُ لا نَبِيَّ بَعدي» .
وزَوَّجَهُ ابنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ العالَمينَ ، وأَحَلَّ لَهُ مِن مَسجدِهِ ما حَلَّ لَهُ ، وسَدَّ الأَبوابَ إلّا بابَهُ ، ثُمَّ أودَعَهُ عِلمَهُ وحِكمَتَهُ ، فَقالَ : «أنَا مَدينَةُ العِلمِ وعَلِيٌّ بابُها ، فَمَن أرادَ الحِكمَةَ

1.في المصدر : «تظهره» ، وما في المتن أثبتناه من المصادر الاُخرى .

2.تضمين للآية ۳۳ من سورةالتوبة ، والآية ۹ فى سورة الصف .

3.آل عمران : ۹۶ و ۹۷ .

4.الأحزاب : ۳۳ .

5.الشورى : ۲۳ .

6.سبأ : ۴۷ .

7.سقط هنا الآيتان الأوّلتان من المصدر وأثبتناهما من المصادر الاُخرى .

8.الفرقان : ۵۷ .

9.في المصدر : «وَلِيُّهُ» ، وما في المتن أثبتناه من المصادر الاُخرى .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 30178
صفحه از 666
پرینت  ارسال به