فَليَأتِها مِن بابِها» .
ثُمَّ قالَ : «أنتَ أخي ووَصِيّي ووارِثي ، لَحمُكَ مِن لَحمي ، ودَمُكَ مِن دَمي ، وسِلمُكَ سِلمي ، وحَربُكَ حَربي ، وَالإِيمانُ مُخالِطٌ لَحمَكَ ودَمَكَ ، كَما خالَطَ لَحمي ودَمي ، وأَنتَ غَداً عَلَى الحَوضِ مَعي وأَنتَ خَليفَتي ، وأَنتَ تَقضي دَيني وتُنجِزُ عِداتي ۱ ، وشيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِن نورٍ مُبيَضَّةً وُجوهُهُم حَولي فِي الجَنَّةِ ، وهُم جيراني ، ولَولا أنتَ يا عَلِيُّ لَم يُعرَفِ المُؤمِنونَ بَعدي» .
وكانَ بَعدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ ، ونوراً مِنَ العَمى ، وحَبلَ اللَّهِ المَتينَ ، وصِراطَهُ المُستَقيمَ . لا يُسبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ ، ولا بِسابِقَةٍ في دينٍ ، ولا يُلحَقُ في مَنقَبَةٍ مِن مَناقِبِهِ ، يَحذو حَذوَ الرَّسولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِما وآلِهِما - ويُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ ، ولا تَأخُذُهُ في اللَّهِ لَومَةُ لائِمٍ .
قَد وَتَرَ ۲ فيهِ صَناديدَ العَرَبِ ۳ ، وقَتَلَ أبطالَهُم ، وناهَشَ ذُؤبانَهُم ۴ ، وأَودَعَ ۵ قُلوبَهُم أحقاداً بَدرِيَّةً وخَيبَرِيَّةً وحُنَينِيَّةً وغَيرَهُنَّ ، فَأَضَبَّت ۶ عَلى عَداوَتِهِ ، وأَكَبَّت عَلى مُنابَذَتِهِ ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَالقاسِطينَ وَالمارِقينَ ۷ .
1.العِدَة : الوعد ، ويجمع على عدات (الصحاح : ج ۲ ص ۵۵۱ «وعد») .
2.وَتَرَتُ الرَجُل : إذا قتلت له قتيلاً (لسان العرب : ج ۵ ص ۲۷۴ «وتر») .
3.صَنَادِيدُ العرب : أشرافهم وعظماؤهم ورؤساؤهم (اُنظر : النهاية : ج ۳ ص ۵۵ «صند») .
4.قال العلامة المجلسي قدّس سرّه : قوله : «ناهش ذُؤبانهم» في بعض النسخ : «ناوش» ، يُقال : نهشه ، أي عضّه أو أخذه بأضراسه . والمناوشة : المناولة في القتال . وذؤبان العرب : صعاليكهم ولصوصهم (بحار الأنوار : ج ۱۰۲ ص ۱۲۳) .
5.في بعض نسخ المصدر وبحار الأنوار : «فأودع» .
6.أضبّوا عليه : أي أكثروا . يقال : أضبّوا؛ إذا تكلّموا متتابعاً ، وإذا نهضوا في الأمر جميعاً (النهاية : ج ۳ ص ۷۰ «ضبب»).
7.الناكثون : أهل الجمل ؛ لأنّهم نكثوا البيعة ؛ أي نقضوها . والقاسطون : أهل صفّين ؛ لأنّهم جاروا في حكمهم وبغوا عليهم . والمارقون : الخوارج ؛ لأنّهم مرقوا من الدين (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۸۳۰ «نكث») .