383
کنز الدعاء المجلد الثالث

وأَهبَطتَ عَلَيهِم مَلائِكَتَكَ ، وكَرَّمتَهُم بِوَحيِكَ ، ورَفَدتَهُم بِعِلمِكَ ، وجَعَلتَهُمُ الذَّرائِعَ ۱ إلَيكَ ، وَالوَسيلَةَ إلى‏ رِضوانِكَ .
فَبَعضٌ أسكَنتَهُ جَنَّتَكَ إلى‏ أن أخرَجتَهُ مِنها ، وبَعضٌ حَمَلتَهُ في فُلكِكَ ، ونَجَّيتَهُ ومَن آمَنَ مَعَهُ مِنَ الهَلَكَةِ بِرَحمَتِكَ ، وبَعضٌ اتَّخَذتَهُ لِنَفسِكَ خَليلاً ، وسَأَلَكَ لِسانَ صِدقٍ فِي الآخِرينَ ، فَأَجَبتَهُ وجَعَلتَ ذلِكَ عَلِيّاً ، وبَعضٌ كَلَّمتَهُ مِن شَجَرَةٍ تَكليماً ، وجَعَلتَ لَهُ مِن أخيهِ رِدءاً ووَزيراً ، وبَعضٌ أولَدتَهُ مِن غَيرِ أبٍ ، وآتَيتَهُ البَيِّناتِ ، وأَيَّدتَهُ بِروحِ القُدُسِ .
وكُلٌّ شَرَعتَ لَهُ شَريعَةً ، ونَهَجتَ لَهُ مِنهاجاً ، وتَخَيَّرتَ لَهُ أوصِياءَ ، مُستَحفِظاً بَعدَ مُستَحفِظٍ ، مِن مُدَّةٍ إلى مُدَّةٍ ؛ إقامَةً لِدينِكَ ، وحُجَّةً عَلى‏ عِبادِكَ ، ولِئَلّا يَزولَ الحَقُّ عَن مَقَرِّهِ ، ويَغلِبَ الباطِلُ عَلى‏ أهلِهِ ، ولا يَقولَ أحَدٌ : لَولا أرسَلتَ إلَينا رَسولاً مُنذِراً ، [وأَقَمتَ لَنا عَلَماً هادِياً] ۲ ، فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِن قَبلِ أن نَذِلَّ ونَخزى‏ ۳ .
إلى‏ أنِ انتَهَيتَ بِالأَمرِ إلى‏ حَبيبِكَ ونَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وآلِهِ ، فَكانَ كَمَا انتَجَبتَهُ ، سَيِّدَ مَن خَلَقتَهُ ، وصَفوَةَ مَنِ اصطَفَيتَهُ ، وأَفضَلَ مَنِ اجتَبَيتَهُ ، وأَكرَمَ مَنِ اعتَمَدتَهُ ، قَدَّمتَهُ عَلى‏ أنبِيائِكَ ، وبَعَثتَهُ إلى الثَّقَلَينِ مِن عِبادِكَ ، وأَوطَأتَهُ مَشارِقَكَ ومَغارِبَكَ ، وسَخَّرتَ لَهُ البُراقَ ۴ ، وعَرَجتَ بِهِ ۵ إلى‏ سَمائِكَ ، وأَودَعتَهُ عِلمَ [ما كانَ و] ۶ ما يَكونُ إلَى انقِضاءِ خَلقِكَ .
ثُمَّ نَصَرتَهُ بِالرُّعبِ ، وحَفَفتَهُ بِجَبرَئيلَ وميكائيلَ وَالمُسَوِّمينَ ۷ مِن مَلائِكَتِكَ ،

1.في الإقبال : «الذريعة» . والذرائع : جمع ذريعة ؛ وهي الوسيلة (الصحاح : ج ۳ ص ۱۲۱۱ «ذرع») .

2.أثبتناه من المصادر الاُخرى .

3.تضمين للآية ۱۳۴ من سورة طه .

4.البُراق : وهي الدابّة التي ركبها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله ليلة الإسراء، سمّي بذلك لنصوع لونه وشدّة بريقه (النهاية : ج ۱ ص ۱۲۰ «برق») .

5.في المصادر الاُخرى : «عَرَجتَ بِروحِهِ» .

6.مسوِّمين : أي مُعَلِّمين أنفسهم أو خيلهم بعلامة يعرفون بها في الحرب (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۹۱۱ «سوم») .


کنز الدعاء المجلد الثالث
382

اللَّهُمَّ فَكَما شَرَّفتَني بِهذَا التَّشريفِ ، وفَضَّلتَني بِهذِهِ الفَضيلَةِ ، وخَصَصتَني بِهذِهِ النِّعمَةِ ، فَصَلِّ عَلى‏ مَولايَ وسَيِّدي صاحِبِ الزَّمانِ ، وَاجعَلني مِن أنصارِهِ وأَشياعِهِ وَالذّابّينَ عَنهُ ، وَاجعَلني مِنَ المُستَشهَدينَ بَينَ يَدَيهِ ، طائِعاً غَيرَ مُكرَهٍ ، فِي الصَّفِّ الَّذي نَعَتَّ أهلَهُ في كِتابِكَ ، فَقُلتَ : ( صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيانٌ مَرصوصٌ ) ۱ ، عَلى‏ طاعَتِكَ وطاعَةِ رَسولِكَ وآلِهِ عَلَيهِمُ السَّلامُ ، اللَّهُمَّ هذِهِ بَيعَةٌ لَهُ في عُنُقي إلى‏ يَومِ القيامَةِ ۲ . ۳

۳۰ / ۷

دُعاءُ النُّدبَةِ

۲۱۴۰.المزار الكبير : الدُّعاءُ لِلنُّدبَةِ . قالَ مُحَمَّدُ بنُ [عَلِيِّ بنِ‏] أبي قُرَّةَ : نَقَلتُ مِن كِتابِ أبي جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ سُفيانَ البَزوفَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ هذَا الدُّعاءَ ، وذَكَرَ فيهِ أنَّهُ الدُّعاءُ لِصاحِبِ الزَّمانِ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيهِ وعَجَّلَ فَرَجَهُ وفَرَجَنا بِهِ ، ويُستَحَبُّ أن يُدعى‏ بِهِ فِي الأعيادِ الأربَعَةِ : ۴
الحَمدُ للَّهِ‏ِ رَبِّ العالَمينَ وصَلَّى اللَّهُ عَلى‏ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وآلِهِ وسَلَّمَ تَسليماً .
اللَّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَلى‏ ما جَرى‏ بِهِ قَضاؤُكَ في أولِيائِكَ الَّذينَ استَخلَصتَهُم لِنَفسِكَ ودينِكَ ؛ إذِ اختَرتَ لَهُم جَزيلَ ما عِندَكَ مِنَ النَّعيمِ المُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ ولَا اضمِحلالَ ، بَعدَ أن شَرَطتَ عَلَيهِمُ الزُّهدَ في زَخارِفِ هذِهِ الدُّنيَا الدَّنِيَّةِ ۵
وزِبرِجِها ۶ ، فَشَرَطوا لَكَ ذلِكَ ، وعَلِمتَ مِنهُمُ الوَفاءَ بِهِ ، فَقَبِلتَهُم وقَرَّبتَهُم ، وقَدَّمتَ لَهُمُ الذِّكرَ العَلِيَّ وَالثَّناءَ الجَلِيَّ ،

1.الصفّ : ۴ .

2.زاد العلّامة المجلسي قدّس سرّه هنا : «أقول : وجدت في بعض الكتب القديمة بعد ذلك : ويصفق بيده اليمنى على اليسرى» .

3.المزار الكبير : ص ۶۶۲ ، مصباح الزائر : ص ۴۵۴ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۲ ص ۱۱۰ وج ۵۳ ص ۹۶ ح ۱۱۱ .

4.وقال في الإقبال : «دعاء آخر بعد صلاة العيد ويدعى به في الأعياد الأربعة» .

5.الدَنيّ : الضعيف الخسيس (لسان العرب : ج ۱۴ ص ۲۷۴ «دنا») .

6.في المصادر الاُخرى : « . . . في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنيَا الدَّنِيَّةِ وزُخرُفِها وزِبرِجِها» .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 29787
صفحه از 666
پرینت  ارسال به