قَريباً ، فَسَمِعَتهُ وهُوَ يَقولُ : « سَجَدَ لَكَ سَوادي وجَناني ۱ وآمَنَ بِكَ فُؤادي ، وهذِهِ يَدايَ وما جَنَيتُ بِهِما عَلى نَفسي ، يا عَظيمُ يُرجى لِكُلِّ عَظيمٍ ، اغفِر لِيَ الذَّنبَ العَظيمَ ، فَإِنَّهُ لا يَغفِرُ الذَّنبَ العَظيمَ إلَّا العَظيمُ » .
ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ ، ثُمَّ عادَ ساجِداً ، فَسَمِعَتهُ وهُوَ يَقولُ : « أعوذُ بِنورِ وَجهِكَ الَّذي أضاءَت لَهُ السَّماواتُ وَالأَرَضونَ ، وتَكَشَّفَت لَهُ الظُّلُماتُ ، وصَلَحَ عَلَيهِ أمرُ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ ، مِن فَجأَةِ نَقِمَتِكَ ، ومِن تَحويلِ عافِيَتِكَ ، ومِن زَوالِ نِعمَتِكَ ، اللَّهُمَّ ارزُقني قَلباً تَقِيّاً نَقِيّاً ، مِنَ الشِّركِ بَريئاً ، لا كافِراً ولا شَقِيّاً » .
ثُمَّ وَضَعَ خَدَّهُ عَلَى التُّرابِ ويَقولُ : « اُعَفِّرُ وَجهي فِي التُّرابِ وحُقَّ لي أن أسجُدَ لَكَ » ، فَلَمّا هَمَّ بِالاِنصِرافِ هَروَلَتِ المَرأَةُ إلى فِراشِها ، فَأَتى رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فِراشَها ، وإذا لَها نَفَسٌ عالٍ .
فَقالَ لَها رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : ما هذَا النَّفَسُ العالي ؟ أما تَعلَمينَ أيَّ لَيلَةٍ هذِهِ؟، إنَّ هذِهِ اللَّيلَةَ لَيلَةُ النِّصفِ مِن شَعبانَ ، فيها يُكتَبُ آجالٌ ، وفيها تُقسَمُ أرزاقٌ ، وإنَّ اللَّهَ عزّ وجلّ لَيَغفِرُ في هذِهِ اللَّيلَةِ مِن خَلقِهِ أكثَرَ مِن عَدَدِ شَعرِ مِعزى بَني كَلبٍ ، ويُنزِلُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ مَلائِكَتَهُ إلَى السَّماءِ الدُّنيا وإلَى الأَرضِ بِمَكَّةَ . ۲
۲۱۲۹.عنه عليه السلام: إذا كانَ النِّصفُ مِن شَعبانَ فَصَلِّ أربَعَ رَكَعاتٍ ، تَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ الحَمدَ و (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) مِئَةَ مَرَّةٍ ، فَإِذا فَرَغتَ فَقُل :
اللَّهُمَّ إنّي إلَيكَ فَقيرٌ ، وإنّي عائِذٌ بِكَ ، ومِنكُ خائِفٌ وبِكَ مُستَجيرٌ ، رَبِّ لا تُبَدِّلِ اسمي ، رَبِّ لا تُغَيِّر جِسمي ، رَبِّ لا تُجهِد بَلائي ، أعوذُ بِعَفوِكَ مِن عِقابِكَ ، وأَعوذُ بِرِضاكَ