365
کنز الدعاء المجلد الثالث

فُؤادي ، هذِهِ يَدايَ بِما جَنَيتُ عَلى‏ نَفسي ، يا عَظيمُ تُرجى‏ لِكُلِّ عَظيمٍ ، اغفِر لي ذَنبِيَ العَظيمَ ، فَإِنَّهُ لا يَغفِرُ العَظيمَ إلَّا العَظيمُ» .
ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ وسَجَدَ الثّالِثَةَ ، فَسَمِعتُهُ يَقولُ : «أعوذُ بِعَفوِكَ مِن عِقابِكَ ، وأَعوذُ بِرِضاكَ مِن سَخَطِكَ ، وأَعوذُ بِمُعافاتِكَ مِن عُقوبَتِكَ ، وأَعوذُ بِكَ مِنكَ ، أنتَ كَما أثنَيتَ عَلى‏ نَفسِكَ» .
ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ وسَجَدَ الرّابِعَةَ ، فَقالَ : «اللَّهُمَّ إنّي أعوذُ بِنورِ وَجهِكَ الَّذي أشرَقَت لَهُ السَّماواتُ وَالأَرضُ ، وتَشَعَّبَت ۱ بِهِ الظُّلُماتُ وصَلَحَ بِهِ أمرُ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ ، أن تُحِلَّ عَلَيَّ غَضَبَكَ أو تُنزِلَ عَلَيَّ سَخَطَكَ ، أعوذُ بِكَ مِن زَوالِ نِعمَتِكَ ، وفُجاءَةِ نَقِمَتِكَ ، وتَحويلِ عافِيَتِكَ ، وجَميعِ سَخَطِكَ ، لَكَ العُتبى‏ فيمَا استَطَعتُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِكَ» .
قالَت عائِشَةُ : فَلَمّا رَأَيتُ ذلِكَ مِنهُ تَرَكتُهُ وَانصَرَفتُ نَحوَ المَنزِلِ ، فَأَخَذَني نَفَسٌ عالٍ . ثُمَّ إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله اتَّبَعَني فَقالَ : يا عائِشَةُ ، ما هذَا النَّفَسُ العالي ؟ قالَت : قُلتُ : كُنتُ عِندَكَ يا رَسولَ اللَّهِ ، فَقالَ : أتَدرينَ أيَّ لَيلَةٍ هذِهِ ؟ هذِهِ لَيلَةُ النِّصفِ مِن شَعبانَ ، فيها تُنسَخُ الأَعمالُ ، وتُقسَمُ الأَرزاقُ ، وتُكتَبُ الآجالُ ، ويَغفِرُ اللَّهُ تَعالى‏ إلّا لِمُشرِكٍ أو مُشاحِنٍ ، أو قاطِعِ رَحِمٍ ، أو مُدمِنِ مُسكِرٍ ، أو مُصِرٍّ عَلى‏ ذَنبٍ ، أو شاعِرٍ أو كاهِنٍ . ۲

۲۱۲۸.الإمام الصادق عليه السلام : لَمّا أن كانَت لَيلَةُ النِّصفِ مِن شَعبانَ ظَنَّتِ الحُمَيراءُ أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله قامَ إلى‏ بَعضِ نِسائِهِ ، فَدَخَلَها مِنَ الغَيرَةِ ما لَم تَصبِر ، حَتّى‏ قامَت وتَلَفَّفَت بِشَملَةٍ لَها ، وَايمُ اللَّهِ ، ما كانَ خَزّاً ولا ديباجاً ولا كَتّاناً ولا قُطناً ، ولكِن كانَ في سَداهُ الشَّعرُ ولَحمَتُهُ أوبارُ الإِ بِلِ ، فَقامَت تَطلُبُ رَسولَ اللَّهِ في حُجَرِ نِسائِهِ حُجرَةً حُجرَةً ، فَبَينَما هِيَ كَذلِكَ إذا نَظَرَت إلى‏ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ساجِداً كَالثَّوبِ الباسِطِ عَلى‏ وَجهِ الأَرضِ ، فَدَنَت مِنهُ

1.في الإقبال : «وقشعت» بدل «وتشعّبت» .

2.مصباح المتهجّد : ص‏۸۳۹ ، الإقبال : ج ۳ ص ۳۲۵ ، بحار الأنوار : ج ۹۸ ص ۴۱۷ ح ۱ .


کنز الدعاء المجلد الثالث
364

مِن رِضوانِكَ ، ومِنَ اليَقينِ ما يَهونُ عَلَينا بِهِ مُصيباتُ الدُّنيا ، اللَّهُمَّ مَتِّعنا بِأَسماعِنا وأَبصارِنا وقُوَّتِنا ما أحيَيتَنا ، وَاجعَلهُ الوارِثَ مِنّا ، وَاجعَل ثارَنا عَلى‏ مَن ظَلَمَنا ، وَانصُرنا عَلى‏ مَن عادانا ، ولا تَجعَل مُصيبَتَنا في دينِنا ، ولا تَجعَلِ الدُّنيا أكبَرَ هَمِّنا ، ولا مَبلَغَ عِلمِنا ، ولا تُسَلِّط عَلَينا مَن لا يَرحَمُنا ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ۱ . ۲

۲۱۲۶.رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله : في هذِهِ اللَّيلَةِ هَبَطَ عَلَيَّ حَبيبي جَبرَئيلُ عليه السلام ، فَقالَ لي : يا مُحَمَّدُ ، مُر اُمَّتَكَ إذا كانَ لَيلَةُ النِّصفِ مِن شَعبانَ أن يُصَلِّيَ أحَدُهُم عَشرَ رَكَعاتٍ ، في كُلِّ رَكعَةٍ يَتلو فاتِحَةَ الكِتابِ مَرَّةً و (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) عَشرَ مَرّاتٍ ، ثُمَّ سَجَدَ فَقالَ في سُجودِهِ :
«اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدَ سَوادي وخَيالي ۳ وبَياضي ، يا عَظيمَ كُلِّ عَظيمٍ ، اغفِر لي ذَنبِيَ العَظيمَ ، فَإِنَّهُ لا يَغفِرُهُ غَيرُكَ» .
فَإنَّهُ مَن فَعَلَ ذلِكَ مَحَا اللَّهُ تَعالى‏ عَنهُ اثنَتَينِ وسَبعينَ ألفَ سَيِّئَةٍ ، وكَتَبَ لَهُ مِنَ الحَسَناتِ مِثلَها ، ومَحَا اللَّهُ عَن والِدَيهِ سَبعينَ ألفَ سَيِّئَةٍ . ۴

۲۱۲۷.مصباح المتهجّد عن عائشة : كانَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله عِندي في لَيلَةِ الَّتي كانَ عِندي فيها فَانسَلَّ مِن لَحافي فَانتَبَهتُ ، فَدَخَلَني ما يَدخُلُ النِّساءَ مِنَ الغَيرَةِ ، فَظَنَنتُ أنَّهُ في بَعضِ حُجَرِ نِسائِهِ ، فَإِذا أنَا بِهِ كَالثَّوبِ السّاقِطِ عَلى‏ وَجهِ الأَرضِ ، ساجِداً عَلى‏ أطرافِ أصابِعِ قَدَمَيهِ وهُوَ يَقولُ : «أصبَحتُ إلَيكَ فَقيراً خائِفاً مُستَجيراً ، فَلا تُبَدِّلِ اسمي ، ولا تُغَيِّر جِسمي ، ولا تَجهَد بَلائي وَاغفِر لي» .
ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ وسَجَدَ الثّانِيَةَ ، فَسَمِعتُهُ يَقولُ : «سَجَدَ لَكَ سَوادي وخَيالي وآمَنَ بِكَ

1.قال السيّد ابن طاووس قدّس سرّه في ذيل الدعاء : «وقد مضى هذا الدعاء في بعض مواضع العبادات ، وإنّما ذكرنا هاهنا لأنّه في هذه - ليلة النصف من شعبان - من المهمّات» .

2.الإقبال : ج ۳ ص ۳۲۱ ، بحار الأنوار : ج ۹۸ ص ۴۱۳ ح ۱ .

3.في فضائل الأشهر الثلاثة : «جَناني» بدل «خَيالي» .

4.مصباح المتهجّد : ص ۸۳۹ ، فضائل الأشهر الثلاثة : ص ۶۵ ح ۴۷ كلاهما عن عائشة ، بحار الأنوار : ج ۹۷ ص ۸۹ ح ۱۷ .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 30068
صفحه از 666
پرینت  ارسال به