عِوَضاً مِن مَنعِ الباخِلينَ ، ومَندوحَةً عَمّا في أيدِي المُستَأثِرينَ ، وأَنَّكَ لا تَحتَجِبُ عَن خَلقِكَ إلّا أن تَحجُبَهُمُ الأَعمالُ دونَكَ ، وقَد عَلِمتُ أنَّ أفضَلَ زادِ الرّاحِلِ إلَيكَ عَزمُ إرادَةٍ يَختارُكَ بِها ، وقَد ناجاكَ بِعَزمِ الإِرادَةِ قَلبي .
وأَسأَ لُكَ بِكُلِّ دَعوَةٍ دَعاكَ بِها راجٍ بَلَّغتَهُ أمَلَهُ ، أو صارِخٌ إلَيكَ أغَثتَ صَرخَتَهُ ، أو مَلهوفٌ مَكروبٌ فَرَّجتَ كَربَهُ ، أو مُذنِبٌ خاطِئٌ غَفَرتَ لَهُ ، أو مُعافىً أتمَمتَ نِعمَتَكَ عَلَيهِ ، أو فَقيرٌ أهدَيتَ غِناكَ إلَيهِ ، ولِتِلكَ الدَّعوَةِ عَلَيكَ حَقٌّ وعِندَكَ مَنزِلَةٌ ، إلّا صَلَّيتَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وقَضَيتَ حَوائِجي حَوائِجَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ .
وهذا رَجَبٌ المُرَجَّبُ المُكَرَّمُ ، الَّذي أكرَمتَنا بِهِ ، أوَّلُ أشهُرِ الحُرُمِ ، أكرَمتَنا بِهِ مِن بَينِ الاُمَمِ ، يا ذَا الجودِ وَالكَرَمِ ، فَنَسأَ لُكَ بِهِ ، وبِاسمِكَ الأَعظَمِ الأَعظَمِ الأَعظَمِ ، الأَجَلِّ الأَكرَمِ ، الَّذي خَلَقتَهُ فَاستَقَرَّ في ظِلِّكَ ، فَلا يَخرُجُ مِنكَ إلى غَيرِكَ ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَيتِهِ الطّاهِرينَ ، وتَجعَلَنا مِنَ العامِلينَ فيهِ بِطاعَتِكَ ، وَالآمِلينَ فيهِ بِشَفاعَتِكَ .
اللَّهُمَّ وَاهدِنا إلى سَواءِ السَّبيلِ ، وَاجعَل مَقيلَنا عِندَكَ خَيرَ مَقيلٍ فى ظِلٍّ ظَليلٍ ، فَإِنَّكَ حَسبُنا ونِعمَ الوَكيلُ ، وَالسَّلامُ عَلى عِبادِهِ المُصطَفَينَ ، وصَلاتُهُ عَلَيهِم أجمَعينَ ، اللَّهُمَّ وبارِكَ لَنا في يَومِنا هذَا الَّذي فَضَّلتَهُ ، وبِكَرامَتِكَ جَلَّلتَهُ ، وبِالمَنزِلِ العَظيمِ الأَعلى أنزَلتَهُ ، صَلِّ عَلى مَن فيهِ إلى عِبادِكَ أرسَلتَهُ ، وبِالمَحَلِّ الكَريمِ أحلَلتَهُ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيهِ صَلاةً دائِمَةً ، تَكونُ لَكَ شُكراً ولَنا ذُخراً ، وَاجعَل لَنا مِن أمرِنا يُسراً ، وَاختِم لَنا بِالسَّعادَةِ إلى مُنتَهى آجالِنا - وقَد قَبِلتَ اليَسيرَ مِن أعمالِنا - ، وبَلِّغنا بِرَحمَتِكَ أفضَلَ آمالِنا ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، وصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ وسَلَّمَ . ۱