351
کنز الدعاء المجلد الثالث

اُمِّ داوودَ ، وهِيَ جَدَّتُنَا الصّالِحَةُ المَعروفَةُ بِاُمِّ خالِدٍ البَربَرِيَّةُ ، اُمُّ جَدِّنا داوودَ بنِ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ ابنِ مَولانا عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام . وكانَ خَليفَةُ ذلِكَ الوَقتِ قَد خافَهُ عَلى‏ خِلافَتِهِ ، ثُمَّ ظَهَرَ لَهُ بَراءَةُ ساحَتِهِ فَأَطلَقَهُ مِن دونِ آلِ أبي طالِبٍ الَّذينَ قَبَضَ عَلَيهِم ، وسَيَأتي شَرحُ حالِ حَبسِ وَلَدِها جَدِّنا داوودَ ، وحَديثُ الدُّعاءِ الَّذي استَجابَهُ اللَّهُ جَلَّ جَلالُهُ مِنها رَضِيَ اللَّهُ عَنها ، وجَمَعَ شَملَها بِهِ بَعدَ بُعدِ العُهودِ ۱ ... .
فَمِنَ الرِّواياتِ في ذلِكَ أنَّ المَنصورَ لَمّا حَبَسَ عَبدَ اللَّهِ بنَ الحَسَنِ وجَماعَةً مِن آلِ أبي طالِبٍ ، وقَتَلَ وَلَدَيهِ مُحَمَّداً وإبراهيم ، أخَذَ داوودَ بنَ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ - وهُوَ ابنُ دايَةِ أبي عَبدِ اللَّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِ عليه السلام لِأَنَّ اُمَّ داوودَ أرضَعَتِ الصّادِقَ عليه السلام مِنها بِلَبَنِ وَلَدِها داوودَ - وحَمَلَهُ مُكَبَّلاً بِالحَديدِ .

1.قال السيّد ابن طاووس قدّس سرّه في تتمّة كلامه : فأمّا حديث أنّها اُمّ داوود جَدّنا ، وأنَّ اسمها اُمّ خالد البربريّة كَمَّل اللَّه لها مراضيه الإلهية ؛ فإنّه معلوم عند العلماء ، ومتواتر بين الفضلاء ، منهم أبو نصر سهل بن عبد اللَّه البخاري النسّابة ، فقال في كتاب سرّ أنساب العلويّين ما هذا لفظه : وأبو سليمان داوود بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، اُمّه اُمّ ولد تدعى‏ اُمّ خالد البربريّة . أقول : وكتب الأنساب وغيرها من الطرق العليّة قد تضمّنت وصف ذلك على الوجوه المرضيّة . وأمّا حديث أنَّ جدّتنا هذه اُمّ داوود ، وهي صاحبة دعاء يوم النصف من رجب ، فهو أيضاً من الاُمور المعلومات عند العارفين بالأنساب والروايات ، ولكنّا نذكر منه كلمات عن أفضل علماء الأنساب في زمانه علي بن محمّد العمري تغمّده اللَّه بغفرانه ، فقال في الكتاب المبسوط في الأنساب ما هذا لفظه : وولد داوود بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام اُمّه اُمّ ولد ، وكانت امرأة صالحة ، وإلَيها يُنسبُ دعاءُ اُمّ داوود . قال شيخ الشرف في كتاب تشجير تهذيب الأنساب أيضاً - ونقلته من خطّه عند ذكر جدّنا داوود - ما هذا لفظه : لاُمّ ولد إليها ينسب دعاء اُمّ داوود . وقال ابن ميمون النسّابة الواسطي في مشجرةٍ إلى ذكر جدّتنا اُمّ داوود : أنّها تكنّى‏ اُمّ خالد ، إليها يُعزى‏ دعاء اُمّ داوود . وأمّا رواية هذا دعاء يوم النصف من رجب فإنّنا رويناه عن خلق كثير قد تضمّن ذكر أسمائهم كتاب الإجازات فيما يخصّني من الإجازات بطرقهم المؤتلفة والمختلفة ، وهو دعاء جليل مشهور بين أهل الروايات ، وقد صار موسماً عظيماً في يوم النصف من رجب ، معروفاً بالإجابات وتفريج الكربات ، ووجدت في بعض طرق من يرويه زيادات ، وسوف أذكر أكمَلَ روايته احتياطاً للظفر بفائدته . فمن الرواة من يرفَعُه إلى مولانا موسى بن جعفر الكاظم صلوات اللَّه عليه ، ومنهم من يَرويه عن اُمّ داوود جَدَّتِنا رضوان اللَّه عليها وعليه .


کنز الدعاء المجلد الثالث
350

د - دَعَواتُ يَومِ النِّصفِ مِن رَجَبٍ‏

۲۱۲۰.الإمام الصادق عليه السلام: دَخَلَ عَدِيُّ بنُ ثابِتٍ الأَنصارِيُّ عَلى‏ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام في يَومِ النِّصفِ مِن رَجَبٍ ، وهُوَ يُصَلّي ، فَلَمّا سَمِعَ حِسَّهُ أومَأَ بِيَدِهِ إلى‏ خَلفِهِ أن قِف .
قالَ عَدِيٌّ : فَوَقَفتُ فَصَلّى‏ أربَعَ رَكَعاتٍ ، لَم نَرَ أحَداً صَلّاها قَبلَهُ ولا بَعدَهُ ، فَلَمّا سَلَّمَ بَسَطَ يَدَهُ وقالَ :
«اللَّهُمَّ يا مُذِلَّ كُلِّ جَبّارٍ ، ويا مُعِزَّ المُؤمِنينَ ، أنتَ كَهفي حينَ تُعيِينِي المَذاهِبُ ، وأَنتَ بارِئُ خَلقي رَحمَةً بي ، وقَد كُنتَ عَن خَلقي غَنِيّاً ، ولَولا رَحمَتُكَ لَكُنتُ مِنَ الهالِكينَ ، وأَنتَ مُؤَيِّدي بِالنَّصرِ عَلى‏ أعدائي ، ولَولا نَصرُكَ إيّايَ لَكُنتُ مِنَ المَفضوحينَ . يا مُرسِلَ الرَّحمَةِ مِن مَعادِنِها ، ومُنشِئَ البَرَكَةِ مِن مَواضِعِها ، يا مَن خَصَّ نَفسَهُ بِالشُّموخِ وَالرِّفعَةِ ، فَأَولِياؤُهُ بِعِزِّهِ يَتَعَزَّزونَ ، يا مَن وَضَعَت لَهُ المُلوكُ نيرَ ۱ المَذَلَّةِ عَلى‏ أعناقِهِم ، فَهُم مِن سَطَواتِهِ خائِفونَ .
أسأَ لُكَ بِكَينونِيَّتِكَ الَّتِي اشتَقَقتَها مِن كِبرِيائِكَ ، وأَسأَ لُكَ بِكِبرِيائِكَ الَّتِي اشتَقَقتَها مِن عِزَّتِكَ ، وأَسأَ لُكَ بِعِزَّتِكَ الَّتِي استَوَيتَ بِها عَلى‏ عَرشِكَ فَخَلَقتَ بِها جَميعَ خَلقِكَ فَهُم لَكَ مُذعِنونَ ، أن تُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَيتِهِ» .
قالَ : ثُمَّ تَكَلَّمَ بِشَي‏ءٍ خَفِيَ عَنّي ، ثُمَّ التَفَتَ إلَيَّ فَقالَ :
يا عَدِيُّ ، أ سَمِعتَ ؟ قُلتُ : نَعَم . قالَ : أ حَفِظتَ ؟ قُلتُ : نَعَم .
قالَ : وَيحَكَ احفَظهُ وأَعرِبهُ ، فَوَالَّذي فَلَقَ الحَبَّةَ ونَصَبَ الكَعبَةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ ! ما هُوَ عِندَ أحَدٍ مِن أهلِ الأَرضِ ، ولا دَعا بِهِ مَكروبٌ إلّا نَفَّسَ اللَّهُ كُربَتَهُ . ۲

۲۱۲۱.الإقبال : اِعلَم أنَّ هذَا الدُّعاءَ الَّذي نَذكُرُهُ في هذَا الفَصلِ دُعاءٌ عَظيمُ الفَضلِ مَعروفٌ بِدُعاءِ

1.نِيرُ الفَدّان : الخشبة المعترضة في عنق الثورين ، وقد يُستعارُ للإذلال ( مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۸۵۳ « نير » ) .

2.الإقبال : ج ۳ ص ۲۳۷ ، مصباح الزائر : ص ۳۱۰ .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27647
صفحه از 666
پرینت  ارسال به