كَذا ، جِئتُ اللَّيلَةَ لِأَقضِيَ حَقَّكَ ، وآنَسَ وَحدَتَكَ ، وأَرفَعَ عَنكَ وَحشَتَكَ ، فَإِذا نُفِخَ فِي الصّورِ ظَلَلتُ في عَرصَةِ القِيامَةِ عَلى رَأسِكَ ، وإنَّكَ لَن تَعدَمَ الخَيرَ مِن مَولاكَ أبَداً . ۱
ج - الدُّعاءُ المَأثورُ بَعدَ الوَترِ مِن نافِلَةِ اللَّيلِ في رَجَبٍ
۲۱۱۹.مصباح المتهجّد : رَوَى ابنُ عَيّاشٍ عَن مُحَمَّدِ بنِ أحمَدَ الهاشِمِيِّ المَنصورِيِّ عَن أبيهِ أبي موسى عَن سَيِّدِنا أبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ [الهادي] عليه السلام أنَّهُ كانَ يَدعو في هذِهِ السّاعَةِ ۲ بِهِ ، فَادعُ بِهذا فَإِنَّهُ خَرَجَ عَنِ العَسكَرِيِّ في قَولِ ابنِ عَيّاشٍ :
يا نورَ النّورِ ، يا مُدَبِّرَ الاُمورِ ، يا مُجرِيَ البُحورِ ، يا باعِثَ مَن فِي القُبورِ ، يا كَهفي حينَ تُعيينِي المَذاهِبُ ، وكَنزي حينَ تُعجِزُنِي المَكاسِبُ ، ومونِسي حينَ تَجفونِي الأَباعِدُ ، وتَمَلُّنِي الأَقارِبُ ، ومُنَزِّهي بِمُجالَسَةِ أولِيائِهِ ومُرافَقَةِ أحِبّائِهِ في رِياضِهِ ، وساقِيَّ بِمُؤانَسَتِهِ مِن نَميرِ ۳ حِياضِهِ ، ورافِعي بِمُجاوَرَتِهِ مِن وَرطَةِ الذُّنوبِ إلى رَبوَةِ التَّقريبِ ، ومُبَدِّلي بِوِلايَتِهِ عِزَّةَ العَطايا مِن ذِلَّةِ الخَطايا .
أسأَ لُكَ يا مَولايَ بِالفَجرِ وَاللَّيالِي العَشرِ ، وَالشَّفعِ وَالوَترِ ، وَاللَّيلِ إذا يَسَرَ ، وبِما جَرى بِهِ قَلَمُ الأَقلامِ بِغَيرِ كَفٍّ ولا إبهامٍ ، وبِأَسمائِكَ العِظامِ ، وبِحُجَجِكَ عَلى جَميعِ الأَنامِ ، عَلَيهِم مِنكَ أفضَلُ السَّلامِ ، وبِمَا استَحفَظتَهُم مِن أسمائِكَ الكِرامِ ، أن تُصَلِّيَ عَلَيهِم وتَرحَمَنا في شَهرِنا هذا وما بَعدَهُ مِنَ الشُّهورِ وَالأَيّامِ ، وأَن تُبَلِّغَنا شَهرَ القِيامِ ۴ في عامِنا هذا وفي كُلِّ عامٍ ، يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ وَالمِنَنِ الجِسامِ ، وعَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ مِنّا أفضَلُ السَّلامِ . ۵
1.الإقبال : ج ۳ ص ۱۸۵ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۷ ص ۱۲۵ .
2.أي بعد الوتر من نافلة الليل من رجب .
3.النَميرُ : الماءُ الزاكي النامي ( لسان العرب : ج ۵ ص ۲۳۶ « نمر » ) .
4.في الإقبال : « الصيام » بدل « القيام » .
5.مصباح المتهجّد : ص ۸۰۰ ح ۸۶۱ ، الإقبال : ج ۳ ص ۱۸۸ ، بحار الأنوار : ج ۹۸ ص ۳۸۲ ح ۲ .