وخَفضٍ ۱ مُوَسَّعٍ ، ودَعَةٍ ومَهَلٍ ۲ ، إلى حينِ الأَجَلِ ، وخَيرِ مَصيرٍ ومَحَلٍّ ، فِي النَّعيمِ الأَزَلِ وَالعَيشِ المُقتَبَلِ ، ودَوامِ الاُكُلِ ، وشُربِ الرَّحيقِ وَالسَّلسَلِ ۳ ، وعَلٍّ ونَهَلٍ ۴ ، لا سَأَمَ مِنهُ ولا مَلَلَ ، ورَحمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُهُ وتَحِيّاتُهُ ، حَتَّى العَودِ إلى حَضرَتِكُم ، وَالفَوزِ في كَرَّتِكُم ، وَالحَشرِ في زُمرَتِكُم ، وَالسَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُهُ عَلَيكُم وصَلَواتُهُ وتَحِيّاتُهُ ، وهُوَ حَسبُنا ونِعمَ الوَكيلُ . ۵
۲۱۱۴.الإقبال - فيما رَواهُ مِن كِتابِ «مَعالِمُ الدّينِ» ۶ - : ذَكَرَ مُحَمَّدُ بنُ أبِي الرَّوّادِ الرَّوّاسِيُّ أنَّهُ خَرَجَ مَعَ مُحَمَّدِ بنِ جَعفَرٍ الدَّهّانِ إلى مَسجِدِ السَّهلَةِ في يَومٍ مِن أيّامِ رَجَبٍ ، فَقالَ : مِل بِنا إلى مَسجِدِ صَعصَعَةَ فَهُوَ مَسجِدٌ مُبارَكٌ ، وقَد صَلّى بِهِ أميرُ المُؤمِنينَ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيهِ وآلِهِ ، ووَطِئَهُ الحُجَجُ بِأَقدامِهِم ، فَمِلنا إلَيهِ ، فَبَينا نَحنُ نُصَلّي إذا بِرَجُلٍ قَد نَزَلَ عَن ناقَتِهِ وعَقَلَها بِالظِّلالِ ، ثُمَّ دَخَلَ وصَلّى رَكعَتَينِ أطالَ فيهِما ، ثُمَّ مَدَّ يَدَيهِ فَقالَ - : وذَكَرَ الدُّعاءَ الَّذي يَأتي ذِكرُهُ - ثُمَّ قامَ إلى راحِلَتِهِ ورَكِبَها ، فَقالَ لِيَ ابنُ ۷ جَعفرٍ الدَّهّانُ : ألا نَقومُ إلَيهِ فَنَسأَ لُهُ مَن هُوَ ؟ فَقُمنا إلَيهِ فَقُلنا لَهُ : ناشَدناكَ اللَّهَ مَن أنتَ ؟ فَقالَ : ناشَدتُكُمَا اللَّهَ مَن تَرَياني ؟ قالَ ابنُ جَعفَرٍ الدَّهّانُ : نَظُنُّكَ الخِضرَ عليه السلام فَقالَ : وأَنتَ أيضاً ؟ فَقُلتُ : أظُنُّكَ إيّاهُ ، فَقالَ : وَاللَّهِ ، إنّي لَمَن الخِضرُ مُفتَقِرٌ إلى رُؤيَتِهِ ، اِنصَرِفا فَأَنَا إمامُ زَمانِكُما ، وهذا لَفظُ دُعائِهِ عليه السلام :
1.الخَفض : الدَّعَة والسكون (النهاية : ج ۲ ص ۵۴ «خفض») .
2.المَهْل والمَهَل : السَّكينة والرِّفق (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۵۲ «مهل») .
3.ماءٌ سَلْسَل : سَهل الدخول في الحَلق ؛ لعذوبته وصفائه (الصحاح : ج ۵ ص ۱۷۳۲ «سلل») .
4.العَلّ : الشربة الثانية ، أو الشرب بعد الشرب تِباعاً . والنَّهَل : أوّل الشرب (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۲۰ «علّ» وص ۶۱ «نهل») .
5.مصباح المتهجّد : ص ۸۲۱ ، المزار الكبير : ص ۲۰۳ ح ۲ ، الإقبال : ج ۳ ص ۱۸۳ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۲ ص ۱۹۵ .
6.أبو طاهر محمّد بن الحسن النرسي (راجع : هامش الملهوف : ص ۱۵۹ ، الذريعة : ج ۲۱ ص ۱۹۸ وفيه القرسي (النرسي) .
7.في المصدر : « أبو جعفر » وما أثبتناه هو الصحيح ، كما يأتي فيما بعد .