339
کنز الدعاء المجلد الثالث

سَيِّدي ، لَو أنَّ عَذابي يَزيدُ في مُلكِكَ لَسَأَلتُكَ الصَّبرَ عَلَيهِ ، غَيرَ أنّي أعلَمُ أنَّهُ لا يَزيدُ في مُلكِكَ طاعَةُ المُطيعينَ ، ولا يَنقُصُ مِنهُ مَعصِيَةُ العاصينَ .
سَيِّدي ، ما أنَا وما خَطَري ؟ هَب لي خَطايايَ بِفَضلِكَ ، وجَلِّلني بِسِترِكَ ، وَاعفُ عَن تَوبيخي بِكَرَمِ وَجهِكَ .
إلهي وسَيِّدي ! ارحَمني مَطروحاً عَلَى الفِراشِ تُقَلِّبُني أيدي أحِبَّتي ، وَارحَمني مَطروحاً عَلَى المُغتَسَلِ يُغَسِّلُني صالِحُ جيرَتي ، وَارحَمني مَحمولاً قَد تَناوَلَ الأَقرِباءُ أطرافَ جِنازَتي ، وَارحَم في ذلِكَ البَيتِ المُظلِمِ وَحشَتي وغُربَتي ووَحدَتي ، فَما لِلعَبدِ مَن يَرحَمُهُ إلّا مَولاهُ !» .
ثُمَّ سَجَدَ وقالَ :
«أعوذُ بِكَ مِن نارٍ حَرُّها لا يُطفى‏ ، وجَديدُها لا يَبلى‏ ، وعَطشانُها لا يَروى‏» .
وقَلَبَ خَدَّهُ الأَيمَنَ وقالَ :
«اللَّهُمَّ لا تُقَلِّب وَجهي فِي النّارِ بَعدَ تَعفيري وسُجودي لَكَ بِغَيرِ مَنٍّ مِنّي عَلَيكَ ، بَل لَكَ الحَمدُ وَالمَنُّ عَلَيَّ» .
ثُمَّ قَلَبَ خَدَّهُ الأَيسَرَ وقالَ :
«اِرحَم مَن أساءَ وَاقتَرَفَ ، وَاستَكانَ ۱ وَاعتَرَفَ» .
ثُمَّ عادَ إلَى السُّجودِ وقالَ :
«إن كُنتُ بِئسَ العَبدُ ، فَأَنتَ نِعمَ الرَّبُّ ، العَفوَ العَفوَ - مِئَةَ مَرَّةٍ - » .
قالَ طاووسٌ : فَبَكَيتُ حَتّى‏ عَلا نَحيبي ، فَالتَفَتَ إلَيَّ وقالَ : ما يُبكيكَ يا يَمانِيُّ ؟ أوَ لَيسَ هذا مَقامَ المُذنِبينَ ؟ ! فَقُلتُ : حَبيبي ! حَقيقٌ عَلَى اللَّهِ أن لا يَرُدَّكَ وجَدُّكَ

1.استكانَ : إذا خَضَع وذَلَّ ( المصباح المنير : ص ۲۸۳ « سكن » ) .


کنز الدعاء المجلد الثالث
338

۲۱۰۸.رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله : مَن صَلّى‏ في رَجَبٍ سِتّينَ رَكعَةً في كُلِّ لَيلَةٍ مِنهُ رَكعَتَينِ ، يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ مِنهُما فاتِحَةَ الكِتابِ مَرَّةً ، و «قُل يا أيُّهَا الكافِرونَ » ثَلاثَ مَرّاتٍ ، و «قُل هُوَ اللَّهُ أحَدٌ » مَرَّةً ، فَإِذا سَلَّمَ مِنهُما رَفَعَ يَدَيهِ وقالَ :
« لا إله إلَّا اللَّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ ، يُحيي ويُميتُ وهُوَ حَيٌّ لا يَموتُ ، بِيَدِهِ الخَيرُ وهُوَ عَلى‏ كُلِّ شَي‏ءٍ قَديرٌ ، وإلَيهِ المَصيرُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وعَلى‏ آل مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الاُمِّيِّ وآلِهِ» .
ويَمسَحُ بِيَدَيهِ وَجهَهُ ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبحانَهُ يَستَجيبُ الدُّعاءَ ، ويُعطي ثَوابَ سِتّينَ حَجَّةً وسِتّينَ عُمرَةً . ۱

۲۱۰۹.المزار الكبير عن طاووس اليماني : مَرَرتُ بِالحِجرِ في رَجَبٍ ، وإذا أنَا بِشَخصٍ راكِعٍ وساجِدٍ ، فَتَأَمَّلتُهُ فَإِذا هُوَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهما السلام ، فَقُلتُ : يا نَفسي ، رَجُلٌ صالِحٌ مِن أهلِ بَيتِ النُّبُوَّةِ ، وَاللَّهِ لَأَغتَنِمَنَّ دُعاءَهُ ، فَجَعَلتُ أرقُبُهُ حَتّى‏ فَرَغَ مِن صَلاتِهِ ، ورَفَعَ باطِنَ كَفَّيهِ إلَى السَّماءِ وجَعَلَ يَقولُ :
«سَيِّدي سَيِّدي ، وهذِهِ يَدايَ قَد مَدَدتُهُما إلَيكَ بِالذُّنوبِ مَملُوَّةً ، وعَينايَ إلَيكَ بِالرَّجاءِ مَمدودَةً ، وحَقٌّ لِمَن دَعاكَ بِالنَّدَمِ تَذَلُّلاً ، أن تُجيبَهُ بِالكَرَمِ تَفَضُّلاً .
سَيِّدي ، أ مِن أهلِ الشَّقاءِ خَلَقتَني فَاُطيلَ بُكائي ؟ أم مِن أهلِ السَّعادَةِ خَلَقتَني فَاُبَشِّرَ رَجائي ؟
سَيِّدي ، أ لِضَربِ المَقامِعِ خَلَقتَ أعضائي ؟ أم لِشُربِ الحَميمِ ۲ خَلَقتَ أمعائي ؟
سَيِّدي ، لَو أنَّ عَبداً استَطاعَ الهَرَبَ مِن مَولاهُ لَكُنتُ أوَّلَ الهارِبينَ مِنكَ ، لكِنّي أعلَمُ أنّي لا أفوتُكَ .

1.الإقبال : ج ۳ ص ۱۷۸ ، بحار الأنوار : ج ۹۸ ص ۳۸۰ ح ۱ .

2.الحَميمُ : الماء الحارّ الشديد الحرارة يسقى منه أهل النار ( مجمع البحرين : ج ۱ ص ۴۶۰ « حمم » ) .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 30190
صفحه از 666
پرینت  ارسال به