317
کنز الدعاء المجلد الثالث

وإيّاكَ وَالوَجيفَ ۱ الَّذي يَصنَعُهُ النّاسُ ؛ فَإِنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله قالَ : أيُّهَا النّاسُ ، إنَّ الحَجَّ لَيسَ بِوَجيفِ الخَيلِ ولا إيضاعِ ۲ الإِبِلِ . ولكِنِ اتَّقُوا اللَّهَ وسيروا سَيراً جَميلاً ، لا تُوطِئوا ضَعيفاً ، ولا تُوطِئوا مُسلِماً ، وتَوَأَّدوا وَاقتَصِدوا فِي السَّيرِ ؛ فَإِنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله كانَ يَكُفُّ ناقَتَهُ حَتّى‏ يُصيبَ رَأسُها مُقَدَّمَ الرَّحلِ ، ويَقولُ : «أيُّهَا النّاسُ ! عَلَيكُم بِالدَّعَةِ» ، فَسُنَّةُ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله تُتَّبَعُ .
قالَ مُعاوِيَةُ : وسَمِعتُ أبا عَبدِ اللَّهِ عليه السلام يَقولُ : «اللَّهُمَّ أعتِقني مِنَ النّارِ» ، وكَرَّرَها حَتّى‏ أفاضَ [ النّاسُ‏] ، فَقُلتُ : ألا تُفيضُ ، فَقَد أفاضَ النّاسُ ؟ فَقالَ : إنّي أخافُ الزِّحامَ ، وأَخافُ أن أشرَكَ في عَنَتِ إنسانٍ . ۳

۲۰۵۹.الكافي عن هارون بن خارجة : سَمِعتُ أبا عَبدِ اللَّهِ عليه السلام يَقولُ في آخِرِ كَلامِهِ حينَ أفاضَ : اللَّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن أظلِمَ ، أو اُظلَمَ ، أو أقطَعَ رَحِماً ، أو اُوذِيَ جاراً . ۴

۲۸ / ۱۷

الدُّعاءُ المَأثورُ عِندَ الوُقوفِ بِمُزدَلِفَةَ

۲۰۶۰.الإمام الصادق عليه السلام : أصبِح عَلى‏ طُهرٍ بَعدَما تُصَلِّي الفَجرَ ، فَقِف إن شِئتَ قَريباً مِنَ الجَبَلِ ، وإن شِئتَ حَيثُ شِئتَ ، فَإِذا وَقَفتَ فَاحمَدِ اللَّهَ عزّ وجلّ وأَثنِ عَلَيهِ وَاذكُر مِن آلائِهِ وبَلائِهِ ما قَدَرتَ عَلَيهِ ، وصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله ، ثُمَّ ليَكُن مِن قَولِكَ :
اللَّهُمَّ رَبَّ المَشعَرِ الحَرامِ ، فُكَّ رَقَبَتي مِنَ النّارِ ، وأَوسِع عَلَيَّ مِن رِزقِكَ الحَلالِ ، وَادرَأ عَنّي شَرَّ فَسَقَةِ الجِنِّ وَالإِنسِ . اللَّهُمَّ أنتَ خَيرُ مَطلوبٍ إلَيهِ ، وخَيرُ مَدعُوٍّ وخَيرُ مَسؤولٍ ،

1.الوجيف والإيجاف : سُرعَةُ السير (النهاية : ج ۵ ص ۱۵۶ «وجف») .

2.أوضَعَهُ إيضاعاً : حَمَلَهُ على سرعة السير (النهاية : ج ۵ ص ۱۹۶ «وضع») .

3.الكافي : ج ۴ ص ۴۶۷ ح ۲ ، تهذيب الأحكام : ج ۵ ص ۱۸۶ ح ۶۱۹ ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۲ ص ۵۴۴ ح ۳۱۳۷ عن أبي بصير وكلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۲۱ ص ۳۷۹ ح ۴ .

4.الكافي : ج ۴ ص ۴۶۸ ح ۳ ، وسائل الشيعة : ج ۱۰ ص ۳۵ ح ۱۸۴۵۲ .


کنز الدعاء المجلد الثالث
316

الآخِرَةَ بِأَذانٍ واحِدٍ وإقامَتَينِ ، وَانزِل بِبَطنِ الوادي عَن يَمينِ الطَّريقِ قَريباً مِنَ المَشعَرِ ، ويُستَحَبُّ لِلصَّرورَةِ ۱ أن يَقِفَ عَلَى المَشعَرِ الحَرامِ ويَطَأَهُ بِرِجلِهِ ، ولا يُجاوِزَ الحِياضَ لَيلَةَ المُزدَلِفَةِ ۲ ، ويَقولُ :
«اللَّهُمَّ هذِهِ جَمعٌ ، اللَّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ أن تَجمَعَ لي فيها جَوامِعَ الخَيرِ ، اللَّهُمَّ لا تُؤيِسني مِنَ الخَيرِ الَّذي سَأَلتُكَ أن تَجمَعَهُ لي في قَلبي ، وأَطلُبُ إلَيكَ أن تُعَرِّفَني ما عَرَّفتَ أولِياءَكَ في مَنزِلي هذا ، وأَن تَقِيَني جَوامِعَ الشَّرِّ» .
وإنِ استَطَعتَ أن تُحيِيَ تِلكَ اللَّيلَةَ فَافعَل ؛ فَإِنَّهُ بَلَغَنا أنَّ أبوابَ السَّماءِ لا تُغلَقُ تِلكَ اللَّيلَةَ لِأَصواتِ المُؤمِنينَ ، لَهُم دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحلِ ، يَقولُ اللَّهُ جَلَّ ثَناؤُهُ : «أنَا رَبُّكُم وأَنتُم عِبادي أدَّيتُم حَقّي ، وحَقٌّ عَلَيَّ أن أستَجيبَ لَكُم» فَيَحُطُّ اللَّهُ تِلكَ اللَّيلَةَ عَمَّن أرادَ أن يَحُطَّ عَنهُ ذُنوبَهُ ، ويَغفِرُ لِمَن أرادَ أن يَغفِرَ لَهُ . ۳

۲۰۵۸.الكافي عن معاوية بن عمّار : قالَ أبو عَبدِ اللَّهِ عليه السلام : إنَّ المُشرِكينَ كانوا يُفيضونَ مِن قَبلِ أن تَغيبَ الشَّمسُ ، فَخالَفَهُم رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فَأَفاضَ بَعدَ غُروبِ الشَّمسِ .
وقالَ أبو عَبدِ اللَّهِ عليه السلام : إذا غَرَبَتِ الشَّمسُ فَأَفِض مَعَ النّاسِ ، وعَلَيكَ السَّكينَةُ وَالوَقارُ ، وأَفِض بِالاستِغفارِ ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ يَقولُ : (ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) ، فَإِذَا انتَهَيتَ إلَى الكَثيبِ الأَحمَرِ عَن يَمينِ الطَّريقِ فَقُل :
«اللَّهُمَّ ارحَم مَوقِفي ، وزِد في عِلمي ، وسَلِّم لي ديني ، وتَقَبَّل مَناسِكي» .

1.الصَّرورَةُ : الذي لم يحجّ قَطُّ (النهاية : ج ۳ ص ۲۲ «صرر») .

2.عن زرارة عن الباقر عليه السلام : إنّه قال للحكم بن عتيبة : ما حدّ المزدلفة ؟ فسكت ، فقال أبو جعفر عليه السلام : حدّها ما بين المأزَمين إلى الجبل إلى حِياض مُسحّر (تهذيب الأحكام : ج ۵ ص ۱۹۰ ح ۳۶۴ ، وراجع الكافي : ج ۴ ص ۴۷۱ ح ۵ و ۶) .

3.الكافي : ج ۴ ص ۴۶۸ ح ۱ ، تهذيب الأحكام : ج ۵ ص ۱۸۸ ح ۶۲۶ كلاهما عن الحلبي ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۳ ص ۵۴۴ ، مصباح المتهجّد : ص ۶۹۹ ح ۷۷۴ وليس فيه ذيله من «لهم دوىٌّ كدوىّ النحل» وكلاهما من دون إسناد إلى أحد من أهل البيت عليهم السلام ، وسائل الشيعة : ج ۱۴ ص ۱۹ ح ۱۸۴۸۸ .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 29503
صفحه از 666
پرینت  ارسال به