311
کنز الدعاء المجلد الثالث

اضطِراري .
إلهي ! أخرِجني مِن ذُلِّ نَفسي ، وطَهِّرني مِن شَكّي وشِركي ، قَبلَ حُلولِ رَمسي ۱ .
بِكَ أنتَصِرُ فَانصُرني ، وعَلَيكَ أتَوَكَّلُ فَلا تَكِلني ، وإيّاكَ أسأَلُ فَلا تُخَيِّبني ، وفي فَضلِكَ أرغَبُ فَلا تَحرِمني ، وبِجَنابِكَ أنتَسِبُ فَلا تُبعِدني ، وبِبابِكَ أقِفُ فَلا تَطرُدني .
إلهي ! تَقَدَّسَ رِضاكَ أن تَكونَ لَهُ عِلَّةٌ مِنكَ ، فَكَيفَ يَكونُ لَهُ عِلَّةٌ مِنّي ؟
إلهي ! أنتَ الغَنِيُّ بِذاتِكَ أن يَصِلَ إلَيكَ النَّفعُ مِنكَ ، فَكَيفَ لا تَكونُ غَنِيّاً عَنّي ؟
إلهي ! إنَّ القَضاءَ وَالقَدَرَ يُمَنّيني ، وإنَّ الهَوى‏ ۲ بِوَثائِقِ الشَّهوَةِ أسَرَني ، فَكُن أنتَ النَّصيرَ لي حَتّى‏ تَنصُرَني وتُبَصِّرَني ، وأَغنِني بِفَضلِكَ حَتّى‏ أستَغنِيَ بِكَ عَن طَلَبي .
أنتَ الَّذي أشرَقتَ الأَنوارَ في قُلوبِ أولِيائِكَ حَتّى‏ عَرَفوكَ ووَحَّدوكَ ، وأَنتَ الَّذي أزَلتَ الأَغيارَ عَن قُلوبِ أحِبّائِكَ حَتّى‏ لَم يُحِبّوا سِواكَ ، ولَم يَلجَؤوا إلى‏ غَيرِكَ . أنتَ المونِسُ لَهُم حَيثُ أوحَشَتهُمُ العَوالِمُ ، وأَنتَ الَّذي هَدَيتَهُم حَيثُ استَبانَت لَهُمُ المَعالِمُ .
ماذا وَجَدَ مَن فَقَدَكَ ؟ ومَا الَّذي فَقَدَ مَن وَجَدَكَ ؟ لَقَد خابَ مَن رَضِيَ دونَكَ بَدَلاً ، ولَقَد خَسِرَ مَن بَغى‏ عَنكَ مُتَحَوِّلاً .
كَيفَ يُرجى‏ سِواكَ وأَنتَ ما قَطَعتَ الإِحسانَ ؟ وكَيفَ يُطلَبُ مِن غَيرِكَ وأَنتَ ما بَدَّلتَ عادَةَ الاِمتِنانِ ؟
يا مَن أذاقَ أحِبّاءَهُ حَلاوَةَ المُؤانَسَةِ فَقاموا بَينَ يَدَيهِ مُتَمَلِّقينَ ، ويا مَن ألبَسَ أولِياءَهُ مَلابِسَ هَيبَتِهِ فَقاموا بَينَ يَدَيهِ مُستَغفِرينَ ، أنتَ الذّاكِرُ قَبلَ الذّاكِرينَ ، وأَنتَ البادي بِالإِحسانِ قَبلَ تَوَجُّهِ العابِدينَ ، وأَنتَ الجَوادُ بِالعَطاءِ قَبلَ طَلَبِ الطّالِبينَ ، وأَنتَ الوَهّابُ

1.الرَّمس : الدَّفن ، والقَبر (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۲۲۰ «رمس») .

2.في المصدر : «الهواء» ، والتصويب من بحار الأنوار .


کنز الدعاء المجلد الثالث
310

إلهي ! حُكمُكَ النّافِذُ ، ومَشِيَّتُكَ القاهِرَةُ ، لَم يَترُكا لِذي مَقالٍ مَقالاً ، ولا لِذي حالٍ حالاً .
إلهي ! كَم مِن طاعَةٍ بَنَيتُها ، وحالَةٍ شَيَّدتُها ، هَدَمَ اعتِمادي عَلَيها عَدلُكَ ، بل أقالَني مِنها فَضلُكَ .
إلهي ! إنَّكَ تَعلَمُ أنّي وإن لَم تَدُمِ الطّاعَةُ مِنّي فِعلاً جَزماً ، فَقَد دامَت مَحَبَّةً وعَزماً .
إلهي ! كَيفَ أعزِمُ وأَنتَ القاهِرُ ؟ وكَيفَ لا أعزِمُ وأَنتَ الآمِرُ ؟
إلهي ! تَرَدُّدي فِي الآثارِ يوجِبُ بُعدَ المَزارِ ، فَاجمَعني عَلَيكَ بِخِدمَةٍ توصِلُني إلَيكَ .
كَيفَ يُستَدَلُّ عَلَيكَ بِما هُوَ في وُجودِهِ مُفتَقِرٌ إلَيكَ ، أيَكونُ لِغَيرِكَ مِنَ الظُّهورِ ما لَيسَ لَكَ ، حَتّى‏ يَكونَ هُوَ المُظهِرَ لَكَ ؟ مَتى‏ غِبتَ حَتّى‏ تَحتاجَ إلى‏ دَليلٍ يَدُلُّ عَلَيكَ ؟ ومَتى‏ بَعِدتَ حَتّى‏ تَكونَ الآثارُ هِيَ الَّتي توصِلُ إلَيكَ ؟ عَمِيَت عَينٌ لا تَراكَ ۱ عَلَيها رَقيباً ، وخَسِرَت صَفقَةُ عَبدٍ لَم تَجعَل لَهُ مِن حُبِّكَ نَصيباً .
إلهي ! أمَرتَ بِالرُّجوعِ إلَى الآثارِ ، فَأَرجِعني إلَيكَ بِكِسوَةِ الأَنوارِ وهِدايَةِ الاِستِبصارِ ، حَتّى‏ أرجِعَ إلَيكَ مِنها كَما دَخَلتُ إلَيكَ مِنها ؛ مَصونَ السِّرِّ عَنِ النَّظَرِ إلَيها ، ومَرفوعَ الهِمَّةِ عَنِ الاِعتِمادِ عَلَيها ، إنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَي‏ءٍ قَديرٌ .
إلهي ! هذا ذُلّي ظاهِرٌ بَينَ يَدَيكَ ، وهذا حالي لا يَخفى‏ عَلَيكَ ، مِنكَ أطلُبُ الوُصولَ إلَيكَ ، وبِكَ أستَدِلُّ عَلَيكَ ، فَاهدِني بِنورِكَ إلَيكَ ، وأَقِمني بِصِدقِ العُبودِيَّةِ بَينَ يَدَيكَ .
إلهي ! عَلِّمني مِن عِلمِكَ المَخزونِ ، وصُنّي بِسِرِّكَ المَصونِ .
إلهي ! حَقِّقني بِحَقايِقِ أهلِ القُربِ ، وَاسلُك بي مَسلَكَ أهلِ الجَذبِ .
إلهي ! أغنِني بِتَدبيرِكَ لي عَن تَدبيري ، وبِاختِيارِكَ عَنِ اختِياري ، وأَوقِفني عَلى‏ مَراكِزِ

1.في المصدر : «لا تَزال» ، وما في المتن أثبتناه من بحار الأنوار . وفي بحار الأنوار : ج ۶۷ ص ۱۴۲ : «عَمِيَت عَينٌ لا تَراكَ ولا تَزالُ عَلَيها رَقيباً» .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27693
صفحه از 666
پرینت  ارسال به