299
کنز الدعاء المجلد الثالث

وعُروقي ، وجَميعِ جَوارِحي ، ومَا انتَسَجَ عَلى‏ ذلِكَ أيّامَ رِضاعي ، وما أقَلَّتِ الأَرضُ مِنّي ، ونَومي ويَقَظَتي ، وسُكوني وحَرَكَتي ، وحَرَكاتِ رُكوعي وسُجودي ؛ أن لَو حاوَلتُ وَاجتَهَدتُ مَدَى الأَعصارِ وَالأَحقابِ لَو عُمِّرتُها ، أن اُؤَدِّيَ شُكرَ واحِدَةٍ مِن أنعُمِكَ ، مَا استَطَعتُ ذلِكَ ! إلّا بِمَنِّكَ الموجِبِ عَلَيَّ شُكراً آنِفاً جَديداً ، وثَناءً طارِفاً ۱ عَتيداً .
أجَل ، ولَو حَرَصتُ وَالعادّونَ مِن أنامِكَ أن نُحصِيَ مَدى‏ إِنعامِكَ ، سالِفَةً وآنِفَةً ۲ ، لَما حَصَرناهُ عَدَداً ، ولا أحَصيناهُ أبَداً ، هَيهاتَ ! أنّى‏ ذلِكَ ، وأَنتَ المُخبِرُ عَن نَفسِكَ في كِتابِكَ النّاطِقِ ، وَالنَّبَأِ الصّادقِ : ( وَ إِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ) ۳ ، صَدَقَ كِتابُكَ اللَّهُمَّ ونَبَؤُكَ ، وبَلَّغَت أنبِياؤُكَ ورُسُلُكَ ما أنزَلتَ عَلَيهِم مِن وَحيِكَ ، وشَرَعتَ لَهُم مِن دينِكَ ، غَيرَ أنّي أشهَدُ بِجِدّي وجَهدي ، ومَبالِغِ طاقَتي ووُسعي ، وأَقولُ مُؤمِناً موقِناً : الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي لَم يَتَّخِذ وَلَداً فَيَكونَ مَوروثاً ، ولَم يَكُن لَهُ شَريكٌ فِي المُلكِ فَيُضادَّهُ فيمَا ابتَدَعَ ، ولا وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ فَيُرفِدَهُ ۴ فيما صَنَعَ ، سُبحانَهُ سُبحانَهُ سُبحانَهُ ! لَو كانَ فيهِما آلِهَةٌ إلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا وتَفَطَّرَتا ، فَسُبحانَ اللَّهِ الواحِدِ الحَقِّ الأَحَدِ الصَّمَدِ ، الَّذي لَم يَلِد ولَم يولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُواً أحَدٌ .
الحَمدُ للَّهِ‏ِ حَمداً يَعدِلُ حَمدَ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبينَ ، وأَنبيائِهِ المُرسَلينَ ، وصَلَّى اللَّهُ عَلى‏ خِيَرَتِهِ مِن خَلقِهِ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ ، وآلِهِ الطّاهِرينَ المُخلَصينَ .
[ ثُمَّ اندَفَعَ عليه السلام فِي المَسأَلَةِ وَاجتَهَدَ فِي الدُّعاءِ وقالَ - وعَيناهُ تَكِفانِ ۵ دُموعاً - :] ۶

1.الطارف : المستحدث ، خلاف التالد والتليد (الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۹۴ «طرف») .

2.في البلد الأمين : «سالفه وآنفه» .

3.إبراهيم : ۳۴ ، النحل : ۱۸ .

4.الرِفْدُ : العَطَاءُ والصلة (الصحاح : ج ۲ ص ۴۷۵ «رفد») .

5.وَكَفَ الدَّمعُ : إذا تَقَاطَر (النهاية : ج ۵ ص ۲۲۰ «وكف») .

6.ما بين المعقوفين أثبتناه من البلد الأمين : ص ۲۵۳ . وراجع بحار الأنوار : ج ۹۸ ص ۲۱۳ ح ۲ ومستدرك الوسائل : ج ۱۰ ص ۲۵ ح ۱۱۳۷۰ .


کنز الدعاء المجلد الثالث
298

فَسُبحانَكَ سُبحانَكَ ! مِن مُبدِئٍ مُعيدٍ حَميدٍ مَجيدٍ ، وتَقَدَّسَت أسماؤُكَ ، وعَظُمَت آلاؤُكَ ، فَأَيُّ أنعُمِكَ يا إلهي اُحصي عَدَداً أو ذِكراً ، أم أيُّ عَطاياكَ أقومُ بِها شُكراً ، وهِيَ يا رَبِّ أكثَرُ مِن أن يُحصِيَهَا العادّونَ ، أو يَبلُغَ عِلماً بِهَا الحافِظونَ ! ثُمَّ ما صَرَفتَ ودَرَأتَ ۱ عَنِّي اللَّهُمَّ مِنَ الضُّرِّ وَالضَّرّاءِ أكثَرُ مِمّا ظَهَرَ لي مِنَ العافِيَةِ وَالسَّرّاءِ .
وأَ نَا أشهَدُ يا إلهي بِحَقيقَةِ إيماني ، وعَقدِ عَزَماتِ يَقيني ، وخالِصِ صَريحِ تَوحيدي ، وباطِنِ مَكنونِ ضَميري ، وعَلائِقِ مَجاري نورِ بَصَري ، وأَساريرِ صَفحَةِ جَبيني ، وخُرقِ مَسارِبِ نَفَسي ، وخَذاريفِ ۲ مارِنِ ۳ عِرنيني ۴ ، ومَسارِبِ صِماخِ ۵ سَمعي ، وما ضَمَّت وأَطبَقَت عَلَيهِ شَفَتايَ ، وحَرَكاتِ لَفظِ لِساني ، ومَغرَزِ حَنَكِ فَمي وفَكّي ، ومَنابِتِ أضراسي ، وبُلوغِ حَبائِلِ بارِعِ عُنُقي ، ومَساغِ مَطعَمي ومَشرَبي ، وحِمالَةِ ۶ اُمِّ رَأسي ، وجُمَلِ حَمائِلِ حَبلِ وَتيني ۷ ، ومَا اشتَمَلَ عَلَيهِ تامورُ ۸ صَدري ، ونِياطِ ۹ حِجابِ قَلبي ، وأَفلاذِ حَواشي كَبِدي ، وما حَوَتهُ شَراسيفُ ۱۰ أضلاعي ، وحِقاقِ مَفاصلي ، وأَطرافِ أنامِلي ، وقَبضِ عَوامِلي ، ودَمي وشَعري وبَشَري ، وعَصَبي وقَصَبي ۱۱ وعِظامي ، ومُخّي

1.الدَّرأُ : الدَّفع (الصحاح : ج ۱ ص ۴۸ «درأ») .

2.الخُذروف : عُوَيد ، أو قصَبَة مشقوقة ، يفرضُ في وسطه ... (تاج العروس : ج ۱۲ ص ۱۵۷ «خذرف») . وقد استعاره عليه السلام لمجاري الأنف هنا .

3.المارِن : ما لان من الأنفِ وفَضَل عن القصَبَة (الصحاح : ج ۶ ص ۲۲۰۲ «مرن») .

4.العِرنِينُ : الأنف (النهاية : ج ۳ ص ۲۲۳ «عرن») .

5.الصِّماخ : قناة الاُذن التي تُفضي إلى طبلته (المعجم الوسيط : ج ۱ ص ۵۲۲ «صمخ») .

6.مَحامِلُ الشي‏ء وحَمائِله : العروق التي في أصله وجلده (لسان العرب : ج ۱۱ ص ۱۸۰ «حمل») .

7.الوَتِينُ : عِرْقٌ في القلب إذا انقطع مات صاحبه (الصحاح : ج ۶ ص ۲۲۱۰ «وتن») .

8.التامور : علقة القلب ودمه (النهاية : ج ۱ ص ۱۹۶ «تمر») .

9.نياط القلب : هو العرق الذي القلب معلّق به (النهاية : ج ۵ ص ۱۴۱ «نيط») .

10.الشراسيف : وهي أطراف الأضلاع المشرفة على البطن (النهاية : ج ۲ ص ۴۵۹ «شرسف») .

11.القَصَبُ : عظام الأَصابع من اليدين والرجلين ؛ وقيل : هي ما بين كل مَفْصِلَيْن من الأَصابع . وشُعَبُ الحَلْق . وعُروق الرِّئَة ، و هي مَخارِجُ الأَنْفاس و مجاريها . والأخير من المعاني أنسب للمتن (لسان العرب : ج ص ۶۷۵ «قصب») .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 30214
صفحه از 666
پرینت  ارسال به