۲۰۳۴.تهذيب الأحكام عن ذريح : سَمِعتُ أبا عَبدِ اللَّهِ عليه السلام فِي الكَعبَةِ ، وهُوَ ساجِدٌ ، وهُوَ يَقولُ :
لا يَرُدُّ غَضَبَكَ إلّا حِلمُكَ ، ولا يُجيرُ مِن عَذابِكَ إلّا رَحمَتُكَ ، ولا نَجاءَ مِنكَ إلّا بِالتَّضَرُّعِ إلَيكَ ، فَهَب لي يا إلهي فَرَجاً بِالقُدرَةِ الَّتي بِها تُحيي أمواتَ العِبادِ ، وبِها تَنشُرُ مَيتَ البِلادِ ، ولا تُهلِكني يا إلهي غَمّاً حَتّى تَستَجيبَ لي دُعائي وتُعَرِّفَنِي الإِجابَةَ .
اللَّهُمَّ ارزُقنِي العافِيَةَ إلى مُنتَهى أجَلي ، ولا تُشمِت بي عَدُوّي ولا تُمَكِّنهُ مِن عُنُقي . مَن ذَا الَّذي يَرفَعُني إن وَضَعتَني ؟ ! ومَن ذَا الَّذي يَضَعُني إن رَفَعتَني ؟ ! وإن أهلَكتَني فَمَن ذَا الَّذي يَعرِضُ لَكَ في عَبدِكَ أو يَسأَ لُكَ عَن أمرِكَ ؟ ! فَقَد عَلِمتُ يا إلهي أنَّهُ لَيسَ في حُكمِكَ ظُلمٌ ، ولا في نَقِمَتِكَ عَجَلَةٌ ، وانَّما يَعجَلُ مَن يَخافُ الفَوتَ ويَحتاجُ إلَى الظُّلمِ الضَّعيفُ ، وقَد تَعالَيتَ يا إلهي عَن ذلِكَ .
إلهي ! فَلا تَجعَلني لِلبَلاءِ غَرَضاً ، ولا لِنَقِمَتِكَ نَصَباً ، ومَهِّلني ونَفسي ، وأَقِلني عَثرَتي ، ولا تَرُدَّ يَدي في نَحري ، ولا تُتبِعني بِبَلاءٍ عَلى أثَرِ بَلاءٍ ، فَقَد تَرى ضَعفي وتَضَرُّعي إلَيكَ ، ووَحشَتي مِنَ النّاسِ واُنسي بِكَ ، أعوذُ بِكَ اليَومَ فَأَعِذني ، وأَستَجيرُ بِكَ فَأَجِرني ، وأَستَعينُ بِكَ عَلَى الضَّرّاءِ فَأَعِنّي ، وأَستَنصِرُكَ فَانصُرني ، وأَتَوَكَّلُ عَلَيكَ فَاكفِني ، واُؤمِنُ بِكَ فَآمِنّي ، وأَستَهديكَ فَاهدِني ، وأَستَرحِمُكَ فَارحَمني ، وأَستَغفِرُكَ مِمّا تَعلَمُ فَاغفِر لي ، وأَستَرزِقُكَ مِن فَضلِكَ الواسِعِ فَارزُقني ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظيمِ . ۱
۲۰۳۵.الكافي عن أبي حمزة : رَأَيتُ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام في فِناءِ الكَعبَةِ فِي اللَّيلِ وهُوَ يُصَلّي ، فَأَطالَ القِيامَ حَتّى جَعَلَ مَرَّةً يَتَوَكَّأُ عَلى رِجلِهِ اليُمنى ومَرَّةً عَلى رِجلِهِ اليُسرى ، ثُمَّ سَمِعتُهُ يَقولُ بِصَوتٍ كَأَنَّهُ باكٍ :
يا سَيِّدي ، تُعَذِّبُني وحُبُّكَ في قَلبي ؟ ! أما وعِزَّتِكَ لَئِن فَعَلتَ لَتَجمَعَنَّ بَيني وبَينَ قَومٍ