وَالأَقرَبينَ إلَيهِم ، فَخَصَصتَهُم بِوَحيِكَ ، وأَنزَلتَ إلَيهِم كِتابَكَ ، وأَمَرتَنا بِالتَّمَسُّكِ بِهِم وَالرَّدِّ إلَيهِم وَالاِستِنباطِ مِنهُم .
اللَّهُمَّ إنّا قَد تَمَسَّكنا بِكِتابِكَ وبِعِترَةِ نَبِيِّكَ - صَلَواتُكَ عَلَيهِمُ - الَّذينَ أقَمتَهُم لَنا دَليلاً وعَلَماً ، وأَمَرتَنا بِاتِّباعِهِم ، اللَّهُمَّ فَإِنّا قَد تَمَسَّكنا بِهِم فَارزُقنا شَفاعَتَهُم حينَ يَقولُ الخائِبونَ : ( فَمَا لَنَا مِن شَفِعِينَ * وَ لَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ) ۱ ، وَاجعَلنا مِنَ الصّادِقينَ المُصَدِّقينَ لَهُمُ ، المُنتَظِرينَ لِأَيّامِهِمُ ، النّاظِرينَ إلى شَفاعَتِهِم ، ولا تُضِلَّنا بَعدَ إذ هَدَيتَنا ، وهَب لَنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً ، إنَّكَ أنتَ الوَهّابُ ، آمينَ رَبَّ العالَمينَ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى أخيهِ وصِنوِهِ ؛ أميرِ المُؤمِنينَ ، وقِبلَةِ العارِفينَ ، وعَلَمِ المُهتَدينَ ، وثانِي الخَمسَةِ المَيامينَ ، الَّذينَ فَخَرَ بِهِمُ الرّوحُ الأَمينُ ، وباهَلَ اللَّهُ بِهِمُ المُباهِلينَ ، فَقالَ وهُوَ أصدَقُ القائِلينَ : ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ ) إلى آخِرِ الآيَةِ ۲ .
ذلِكَ الإِمامُ المَخصوصُ بِمُؤاخاتِهِ يَومَ الإِخاءِ ، وَالمُؤثِرُ بِالقوتِ بَعدَ ضُرِّ الطَّوى ۳ ، ومَن شَكَرَ اللَّهُ سَعيَهُ في «هَل أتى» ، ومَن شَهِدَ بِفَضلِهِ مُعادوهُ ، وأَقَرَّ بِمَناقِبِهِ جاحِدوهُ ، مَولَى الأَنامِ ومُكَسِّرُ الأَصنامِ ، ومَن لَم تَأخُذهُ فِي اللَّهِ لَومَةُ لائِمٍ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وآلِهِ ما طَلَعَت شَمسُ النَّهارِ وأَورَقَتِ الأَشجارُ ، وعَلَى النُّجومِ المُشرِقاتِ مِن عِترَتِهِ وَالحُجَجِ الواضِحاتِ مِن ذُرِّيَّتِهِ . ۴