259
کنز الدعاء المجلد الثالث

فَبَيَّنَ لِيَ القَرابَةَ فَقالَ سُبحانَهُ : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ۱ ، فَبَيَّنَ لِيَ البَيتَ ۲ بَعدَ القَرابَةِ ، ثُمَّ قالَ تَعالى‏ مُبَيِّناً عَنِ الصّادِقينَ الَّذينَ أمَرَنا بِالكَونِ مَعَهُم وَالرَّدِّ إلَيهِم بِقَولِهِ سُبحانَهُ : ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَ كُونُواْ مَعَ الصَّدِقِينَ ) ۳ ، فَأَوضَحَ عَنهُم وأَبانَ عَن صِفَتِهِم بِقَولِهِ جَلَّ ثَناؤُهُ : ( فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَذِبِينَ ) ؛ فَلَكَ الشُّكرُ يا رَبِّ ولَكَ المَنُّ حَيثُ هَدَيتَني وأَرشَدتَني ، حَتّى‏ لَم يَخفَ عَلَيَّ الأَهلُ وَالبَيتُ وَالقَرابَةُ ، فَعَرَّفتَني نِساءَهُم وأَولادَهُم ورِجالَهُم .
اللَّهُمَّ إنّي أتَقَرَّبُ إلَيكَ بِذلِكَ المَقامِ الَّذي لا يَكونُ أعظَمَ مِنهُ فَضلاً لِلمُؤمِنينَ ، ولا أكثَرَ رَحمَةً لَهُم ، بِتَعريفِكَ إيّاهُم شَأنَهُ ، وإبانَتِكَ فَضلَ أهلِهِ الَّذينَ بِهِم أدحَضتَ باطِلَ أعدائِكَ ، وثَبَّتَّ بِهِم قَواعِدَ دينِكَ ، ولَولا هذَا المَقامُ المَحمودُ الَّذي أنقَذتَنا بِهِ ودَلَلتَنا عَلَى اتِّباعِ المُحِقّينَ مِن أهلِ بَيتِ نَبِيِّكَ الصّادِقينَ عَنكَ ، الَّذينَ عَصَمتَهُم مِن لَغوِ المَقالِ ومَدانِسِ الأَفعالِ ، لَخُصِمَ أهلُ الإِسلامِ وظَهَرَت كَلِمَةُ أهلِ الإِلحادِ وفِعلُ اُولِي العِنادِ ، فَلَكَ الحَمدُ ولَكَ المَنُّ ولَكَ الشُّكرُ عَلى‏ نَعمائِكَ وأَياديكَ .
اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، الَّذينَ افتَرَضتَ عَلَينا طاعَتَهُم ، وعَقَدتَ في رِقابِنا وِلايَتَهُم ، وأَكرَمتَنا بِمَعرِفَتِهِم ، وشَرَّفتَنا بِاتِّباعِ آثارِهِم ، وثَبَّتَّنا بِالقَولِ الثّابِتِ الَّذي عَرَّفوناهُ ، فَأَعِنّا عَلَى الأَخذِ بِما بَصَّروناهُ ، وَاجزِ مُحَمَّداً عَنّا أفضَلَ الجَزاءِ بِما نَصَحَ لِخَلقِكَ ، وبَذَلَ وُسعَهُ في إبلاغِ رِسالَتِكَ ، وأَخطَرَ بِنَفسِهِ في إقامَةِ دينِكَ ، وعَلى‏ أخيهِ ووَصِيِّهِ وَالهادي إلى‏ دينِهِ وَالقَيِّمِ بِسُنَّتِهِ عَلِيٍّ أميرِ المُؤمِنينَ ، وصَلِّ عَلَى الأَئِمَّةِ مِن بنائِهِ الصّادِقينَ الَّذينَ وَصَلتَ طاعَتَهُم بِطاعَتِكَ ، وأَدخِلنا بِشَفاعَتِهِم دارَ كَرامَتِكَ ،

1.الأحزاب : ۳۳ .

2.في المصباح للكفعمي : «أهل البيت» .

3.التوبة : ۱۱۹ .


کنز الدعاء المجلد الثالث
258

يا سَيِّدُ أنتَ سَيِّدي وعِمادي ومُعتَمَدي ، وذُخري وذَخيرَتي وكَهفي ، فَلا تَخذُلني .
يا مُحيطُ أحاطَ بِكُلِّ شَي‏ءٍ عِلمُكَ ، ووَسِعَت كُلَّ شَي‏ءٍ رَحمَتُكَ ، فَاجعَلني في ضِمانِكَ ، وحُطني مِن كُلِّ سوءٍ بِقُدرَتِكَ .
يا مُجيرُ أجِرني مِن عِقابِكَ ، وآمِنّي مِن عَذابِكَ .
اللَّهُمَّ إنّي خائِفٌ ، وإنّي مُستَجيرٌ بِكَ ، فَأَجِرني مِنَ النّارِ بِرَحمَتِكَ ، يا أهلَ التَّقوى‏ وأَهلَ المَغفِرَةِ ، يا عَدلُ أنتَ أعدَلُ الحاكِمينَ وأَرحَمُ الرّاحِمينَ ، فَالطُف لَنا بِرَحمَتِكَ ، وآتِنا شَيئاً بِقُدرَتِكَ ، ووَفِّقنا لِطاعَتِكَ ، ولا تَبتَلِنا بِما لا طاقَةَ لَنا بِهِ ، وخَلِّصنا مِن مَظالِمِ العِبادِ ، وأَجِرنا مِن ظُلمِ الظّالِمينَ وغَشمِ الغاشِمينَ بِقُدرَتِكَ ، إنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَي‏ءٍ قَديرٌ .
اللَّهُمَّ اسمَع دُعائي ، وَاقبَل ثَنائي ، وعَجِّل إجابَتي ، وآتِني فِي الدُّنيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً ، وقِني بِرَحمَتِكَ عَذابَ النّارِ ، وصَلَّى اللَّهُ عَلى‏ خِيَرَتِهِ مِن خَلقِهِ مُحَمَّدٍ وعِترَتِهِ الطّاهِرينَ . ۱

۱۹۷۳.الإمام الكاظم عليه السلام : يَومُ المُباهَلَةِ اليَومُ الرّابِعُ وَالعِشرونَ مِن ذِي الحِجَّةِ ، تُصَلّي في ذلِكَ اليَومِ ما أرَدتَ مِنَ الصَّلاةِ ، فَكُلَّما صَلَّيتَ رَكعَتَينِ استَغفَرتَ اللَّهَ تَعالى‏ بِعَقِبِها سَبعينَ مَرَّةً ، ثُمَّ تَقومُ قائِماً وتَرمي ۲ بِطَرفِكَ في مَوضِعِ سُجودِكَ وتَقولُ وأَنتَ عَلى‏ غُسلٍ :
الحَمدُ للَّهِ‏ِ رَبِّ العالَمينَ ، الحَمدُ للَّهِ‏ِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالأَرضِ ، الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ ، ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى خَلَقَ السَّمَوَ تِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ) ۳ ، الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي عَرَّفَني ما كُنتُ بِهِ جاهِلاً ، ولَو لا تَعريفُهُ إيّايَ لَكُنتُ هالِكاً ، إذ قالَ وقَولُهُ الحَقُّ : ( قُل لَّا أَسَْلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى‏ ) ۴ ،

1.الإقبال : ج ۲ ص ۳۵۹ - ۳۶۸ .

2.في المصباح للكفعمي : «تُؤمي» .

3.الأنعام : ۱ .

4.الشورى : ۲۳ .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 30904
صفحه از 666
پرینت  ارسال به