اللَّهُمَّ وَاجعَل مَحيانا خَيرَ المَحيا ، ومَماتَنا خَيرَ المَماتِ ، ومُنقَلَبَنا خَيرَ المُنقَلَبِ ، حَتّى تَوَفّانا وأَنتَ عَنّا راضٍ ، قَد أوجَبتَ لَنا حُلولَ جَنَّتِكَ بِرَحمَتِكَ ، وَالمَثوى في دارِكَ وَالإِنابَةَ إلى دارِ المُقامَةِ مِن فَضلِكَ ، لا يَمَسُّنا فيها نَصَبٌ ولا يَمَسُّنا فيها لُغوبٌ ۱ ، رَبَّنا إنَّكَ أمَرتَنا بِطاعَةِ وُلاةِ أمرِكَ ، وأَمَرتَنا أن نَكونَ مَعَ الصّادِقينَ ، فَقُلتَ : ( أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنكُمْ ) ۲وقُلتَ : ( اتَّقُواْ اللَّهَ وَ كُونُواْ مَعَ الصَّدِقِينَ ) ۳فَسَمِعنا وأَطَعنا ، رَبَّنا فَثَبِّت أقدامَنا وتَوَفَّنا مُسلِمينَ مُصَدِّقينَ لِأَولِيائِكَ ، ولا تُزِغ قُلوبَنا بَعدَ إذ هَدَيتَنا وهَب لَنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً إنَّكَ أنتَ الوَهّابُ .
اللَّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِالحَقِّ الَّذِي جَعَلتَهُ عِندَهُم ، وبِالَّذي فَضَّلتَهُم عَلَى العالَمينَ جَميعاً ، أن تُبارِكَ لَنا في يَومِنا هذَا الَّذي أكرَمتَنا فيهِ ، وأَن تُتِمَّ عَلَينا نِعمَتَكَ وتَجعَلَهُ عِندَنا مُستَقَرّاً ولا تَسلُبَناهُ أبَداً ، ولا تَجعَلَهُ مُستَودَعاً فَإِنَّكَ قُلتَ : ( فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ) ۴فَاجعَلهُ مُستَقَرّاً ولا تَجعَلهُ مُستَودَعاً ، وَارزُقنا نَصرَ دينِكَ مَعَ وَلِيٍّ هادٍ مَنصورٍ مِن أهلِ بَيتِ نَبِيِّكَ ، وَاجعَلنا مَعَهُ وتَحتَ رايَتِهِ شُهَداءَ صِدّيقينَ في سَبيلِكَ وعَلى نُصرَةِ دينِكَ» .
ثُمَّ تَسأَلُ بَعدَها حاجَتَكَ لِلدُّنيا وَالآخِرَةِ ، فَإِنَّها وَاللَّهِ مَقضِيَّةٌ في هذَا اليَومِ . ۵
۲۷ / ۹
الدَّعَواتُ المَأثورَةُ لِيَومِ المُباهَلَةِ ۶
۱۹۷۱.الإقبال عن الحسين بن خالد عن الإمام الصادق عليه السلام : قالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : لَو قُلتُ إنَّ في هذَا
1.اللُّغوبُ : التَّعَبُ والإعياءُ (الصحاح : ج ۱ ص ۲۲۰ «لغب») .
2.النساء : ۵۹ .
3.التوبة : ۱۱۹ .
4.الأنعام : ۹۸ .
5.تهذيب الأحكام : ج ۳ ص ۱۴۳ ح ۳۱۷ ، الإقبال : ج ۲ ص ۲۸۳ ، مصباح الزائر : ص ۱۶۷ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۹۸ ص ۳۰۳ ح ۲ .
6.كلمة «المباهلة» مشتقّة من مادة «بهل» وهو نوع من الدعاء يقترن مع الإخلاص ، والإصرار ، والتوسّل . يقول الفراهيدي : «باهَلتُ فُلاناً ، أي : دَعَونا عَلَى الظّالِمِ مِنّا ، وبَهَلتُهُ : لَعَنتُهُ . وَابتَهَلَ إلَى اللَّهِ فِي الدُّعاءِ ، أي : جَدَّ وَاجتَهَدَ (ترتيب كتاب العين : ص ۱۰۰ «بهل») .
الجدير بالذكر أنّ «المباهلة» هي دوماً علاقة بين شخصين ، أو مجموعتين متخاصمتين ، حيث يطلب كلّ واحد من اللَّه أن يرسل اللعنة على الطرف المقابل والذي يظنّه ظالماً لإثبات أنّه محقّ ، وأمّا «الابتهال» فقد يكون دعاء للشخص «المبتهل» فقط ، وبناءً على ذلك ، فإنّ كلّ «مباهلة» هي «ابتهال» أيضاً ، ولكن ليس كلّ «ابتهال» ، « مباهلة» . لمزيد الاطلاع راجع : موسوعة معارف الكتاب والسنّة : ج ۱۰ ص ۲۴۷ المباهلة .
تفيد بعض الروايات بأنّ اليوم الرابع والعشرين من ذي الحجّة ، هو يوم ميعاد مباهلة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله مع ممثّلي نصارى نجران ، حيث امتنعوا عن المباهلة وقبلوا المصالحة . وقد ذكرت روايات أهل البيت عليهم السلام آداباً وأعمالاً لهذا اليوم ينبغي للمجتمع المسلم وخاصة المعنيين أن يحيطها باهتمامهم من أجل الانتفاع من بركات هذا اليوم المبارك ، وإحياء ذكرى حادثة المباهلة . جديرٌ ذكره أنّ بعض الروايات ذكرت آداباً للمباهلة يؤدّي الالتزام بها إلى تعزيز الحضور القلبي للمباهِل والتفاته إلى اللَّه تعالى ، ويهيّىء الأرضيّة لاستجابة دعائه .