241
کنز الدعاء المجلد الثالث

أنتَ المَعبودُ فَلا مَعبودَ سِواكَ ، تَعالَيتَ عَمّا يَقولُ الظّالِمونَ عُلُوّاً كَبيراً ، وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وآلِهِ عَبدُكَ ورَسولُكَ ، وأَشهَدُ أنَّ عَلِيّاً صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيهِ أميرُ المُؤمِنينَ ووَلِيُّهُم ومَولاهُم ، رَبَّنا إنَّنا سَمِعنا بِالنِّداءِ وصَدَّقنَا المُنادِيَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وآلِهِ ، إذا نادى‏ بِنِداءٍ عَنكَ بِالَّذي أمَرتَهُ بِهِ أن يُبَلِّغَ ما أنزَلتَ إلَيهِ مِن وِلايَةِ وَلِيِّ أمرِكَ ، فَحَذَّرتَهُ وأَنذَرتَهُ إن لَم يُبَلِّغ أن تَسخَطَ عَلَيهِ ، وأَنَّهُ إن بَلَّغَ رِسالاتِكَ عَصَمتَهُ مِنَ النّاسِ ، فَنادى‏ مُبَلِّغاً وَحيَكَ ورِسالاتِكَ : «ألا مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ ومَن كُنتُ وَلِيَّهُ فَعَلِيٌّ وَلِيُّهُ ومَن كُنتُ نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ أميرُهُ» .
رَبَّنا فَقَد أجَبنا داعِيَكَ النَّذيرَ المُنذِرَ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وآلِهِ عَبدَكَ ورَسولَكَ إلى‏ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عَلَيهِ السَّلامُ ، الَّذي أنعَمتَ عَلَيهِ وجَعَلتَهُ مَثَلاً لِبَني إسرائيلَ ، إنَّهُ أميرُ المُؤمِنينَ ومَولاهُم ووَلِيُّهُم إلى‏ يَومِ القِيامَةِ يَومِ الدّينِ ، فَإِنَّكَ قُلتَ : ( إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَ جَعَلْنَهُ مَثَلاً لِّبَنِى إِسْرَ ءِيلَ ) ۱ رَبَّنا آمَنّا وَاتَّبَعنا مَولانا ووَلِيَّنا ، وهادِيَنا وداعِيَنا وداعِيَ الأَنامِ وصِراطَكَ المُستَقيمَ السَّوِيَّ ، وحُجَّتَكَ وسَبيلَكَ الدّاعِيَ إلَيكَ عَلَى بَصيرَةٍ هُوَ ومَنِ اتَّبَعَهُ ، وسُبحانَ اللَّهِ عَمّا يُشرِكونَ بِوِلايَتِهِ وبِما يُلحِدونَ بِاتِّخاذِ الوَلائِجِ ۲ دونَهُ ، فَأَشهَدُ يا إلهي أنَّهُ الإِمامُ الهادِي المُرشِدُ الرَّشيدُ عَلِيٌّ أميرُ المُؤمِنينَ ، الَّذي ذَكَرتَهُ في كِتابِكَ فَقُلتَ : ( وَ إِنَّهُ فِى أُمِ‏ّ الْكِتَبِ لَدَيْنَا لَعَلِىٌّ حَكِيمٌ ) ۳ ، لا اُشرِكُ مَعَهُ إماماً ، ولا أتَّخِذُ مِن دونِهِ وَليجَةً .
اللَّهُمَّ فَإِنّا نَشهَدُ أنَّهُ عَبدُكَ الهادي مِن بَعدِ نَبِيِّكَ ، النَّذيرُ المُنذِرُ وصِراطُكَ المُستَقيمُ، وأَميرُ المُؤمِنينَ وقائِدُ الغُرِّ المُحَجَّلينَ ، وحُجَّتُكَ البالِغَةُ ولِسانُكَ المُعَبِّرُ عَنكَ في خَلقِكَ، وَالقائِمُ بِالقِسطِ مِن بَعدِ نَبِيِّكَ ، ودَيّانُ دينِكَ ، وخازِنُ عِلمِكَ ، ومَوضِعُ سِرِّكَ ، وعَيبَةُ ۴

1.الزخرف : ۵۹ .

2.وَليجَةُ الرجُل : بِطانَتُهُ وخاصَّتُه (لسان العرب : ج ۲ ص ۴۰۰ «ولج») .

3.الزخرف : ۴ .

4.العَيبَةُ : الوِعاءٌ (اُنظر : لسان العرب : ج ۱ ص ۶۳۴ «عيب») .


کنز الدعاء المجلد الثالث
240

«قُل هُوَ اللَّهُ أحَدٌ» وعَشرَ مَرّاتٍ «آيَةَ الكُرسِيِّ» وعَشرَ مَرّاتٍ «إنّا أنزَلناهُ» عَدَلَت عِندَ اللَّهِ عزّ وجلّ مِئَةَ ألفِ حَجَّةٍ ومِئَةَ ألفِ عُمرَةٍ ، وما سَأَلَ اللَّهَ عزّ وجلّ حاجَةً مِن حَوائِجِ الدُّنيا وحَوائِجِ الآخِرَةِ إلّا قُضِيَت كائِنَةً ما كانَتِ الحاجَةُ ، وإِن فاتَتكَ الرَّكعَتانِ وَالدُّعاءُ قَضَيتَهُما بَعدَ ذلِكَ ، ومَن فَطَّرَ فيهِ مُؤمِناً كانَ كَمَن أطعَمَ فِئاماً وفِئاماً وفِئاماً ، فَلَم يَزَل يَعُدُّ إلى‏ أن عَقَدَ بِيَدِهِ عَشراً ، ثُمَّ قالَ : أتَدري كَمِ الفِئامُ ؟ قُلتُ : لا ، قالَ : مِئَةُ ألفٍ كُلُّ فِئامٍ ، كانَ لَهُ ثَوابُ مَن أطعَمَ بِعَدَدِها مِنَ النَّبِيّينَ وَالصِّدِّيقينَ وَالشُّهَداءِ في حَرَمِ اللَّهِ عزّ وجلّ ، وسَقاهُم في يَومٍ ذِي مَسغَبَةٍ ۱ ، وَالدِّرهَمُ فيهِ بِأَلفِ ألفِ دِرهَمٍ . قالَ : لَعَلَّكَ تَرى‏ أنَّ اللَّهَ عزّ وجلّ خَلَقَ يَوماً أعظَمَ حُرمَةً مِنهُ ، لا وَاللَّهِ ! لا وَاللَّهِ ! لا وَاللَّهِ !
ثُمَّ قالَ : وَليَكُن مِن قَولِكُم إذَا التَقَيتُم أن تَقولوا :
الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي أكرَمَنا بِهذَا اليَومِ ، وجَعَلَنا مِنَ الموفينَ بِعَهدِهِ إلَينا وميثاقِهِ الَّذي واثَقَنا بِهِ مِن وِلايَةِ وُلاةِ أمرِهِ وَالقُوّامِ بِقِسطِهِ ، ولَم يَجعَلنا مِنَ الجاحِدِينَ وَالمُكَذِّبينَ بِيَومِ الدّينِ .
ثُمَّ قالَ : وَليَكُن مِن دُعائِكَ في دُبُرِ هاتَينِ الرَّكعَتَينِ أن تَقولَ :
( رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِى لِلْإِيمَنِ أَنْ ءَامِنُواْ بِرَبِّكُمْ فََامَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيَِّاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَءَاتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى‏ رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَمَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ) ۲ .
ثُمَّ تَقولُ بَعدَ ذلِكَ :
«اللَّهُمَّ إنّي اُشهِدُكَ وكَفى‏ بِكَ شَهيداً ، واُشهِدُ مَلائِكَتَكَ وحَمَلَةَ عَرشِكَ وسُكّانَ سَماواتِكَ وأَرضِكَ ، بِأَنَّكَ أنتَ اللَّهُ الَّذي لا إلهَ إلّا أنتَ ، المَعبودُ الَّذي لَيسَ مِن لَدُن عَرشِكَ إلى‏ قَرارِ أرضِكَ مَعبودٌ يُعبَدُ سِواكَ ، إلّا باطِلٌ مُضمَحِلٌّ غَيرُ وَجهِكَ الكَريمِ ، لا إلهَ إلّا

1.المَسغَبَة : المَجاعَة (المصباح المنير : ص ۲۷۸ «سغب») .

2.آل عمران : ۱۹۳ - ۱۹۴ .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 30034
صفحه از 666
پرینت  ارسال به