235
کنز الدعاء المجلد الثالث

ذِي الحِجَّةِ فَوَجَدتُهُ صائِماً ، فَقالَ : إنَّ هذَا اليَومَ يَومٌ عَظَّمَ اللَّهُ حُرمَتَهُ عَلَى المُؤمِنينَ ، إذ أكمَلَ اللَّهُ لَهُم فيهِ الدّينَ وتَمَّمَ عَلَيهِمُ النِّعمَةَ ، وجَدَّدَ لَهُم ما أخَذَ عَلَيهِم مِنَ الميثاقِ وَالعَهدِ فِي الخَلقِ الأَوَّلِ ، إذ أنساهُمُ اللَّهُ ذلِكَ المَوقِفَ ووَفَّقَهُم لِلقَبولِ مِنهُ ، ولَم يَجعَلهُم مِن أهلِ الإِنكارِ الَّذينَ جَحَدوا .
فَقُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ فَما ثَوابُ صَومِ هذَا اليَومِ ؟
فَقالَ : إنَّهُ يَومُ عيدٍ وفَرَحٍ وسُرورٍ وصَومٍ شُكراً للَّهِ‏ِ عزّ وجلّ ، فَإِنَّ صَومَهُ يَعدِلُ سِتّينَ شَهراً مِنَ الأَشهُرِ الحُرُمِ ، ومَن صَلّى‏ فيهِ رَكعَتَينِ أيَّ وَقتٍ شاءَ ، وأَفضَلُ ذلِكَ قُربُ الزَّوالِ وهِيَ السّاعَةُ الَّتي اُقيمَ فيها أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام بِغَديرِ خُمٍّ عَلَماً لِلنّاسِ ، وذلِكَ أنَّهُم كانوا قَرُبوا مِنَ المَنزِلِ في ذلِكَ الوَقتِ ، فَمَن صَلّى‏ رَكعَتَينِ ثُمَّ سَجَدَ وشَكَرَ اللَّهَ عزّ وجلّ مِئَةَ مَرَّةٍ ، ودَعا بِهذَا الدُّعاءِ بَعدَ رَفعِ رَأسِهِ مِنَ السُّجودِ ، الدُّعاءُ :
«اللَّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِأَنَّ لَكَ الحَمدَ وَحدَكَ لا شَريكَ لَكَ ، وأَنَّكَ واحِدٌ أحَدٌ صَمَدٌ لَم تَلِد ولَم تولَد ولَم يَكُن لَكَ كُفُواً أحَدٌ ، وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُكَ ورَسولُكَ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ .
يا مَن هُوَ كُلَّ يَومِ في شَأنٍ ، كَما كانَ مِن شَأنِكَ أن تَفَضَّلتَ عَلَيَّ بِأَن جَعَلتَني مِن أهلِ إجابَتِكَ وأَهلِ دينِكَ وأَهلِ دَعوَتِكَ ، ووَفَّقتَني لِذلِكَ في مُبتَدَءِ خَلقي تَفَضُّلاً مِنكَ وكَرَماً وجوداً ، ثُمَّ أردَفتَ الفَضلَ فَضلاً وَالجودَ جوداً وَالكَرَمَ كَرَماً ، رَأفَةً مِنكَ ورَحمَةً إلَيَّ أن جَدَّدتَ ذلِكَ العَهدَ لي تَجديداً بَعدَ تَجديدِكَ خَلقي ، وكُنتُ نَسياً مَنسِيّاً ناسِياً ساهِياً غافِلاً ، فَأَتمَمتَ نِعمَتَكَ بِأَن ذَكَّرتَني ذلِكَ ، ومَنَنتَ بِهِ عَلَيَّ وهَدَيتَني لَهُ ، فَليَكُن مِن شَأنِكَ يا إلهي وسَيِّدي ومَولايَ ، أن تُتِمَّ لي ذلِكَ ولا تَسلُبنيهِ حَتّى‏ تَتَوَفّاني عَلى‏ ذلِكَ وأَنتَ عَنّي راضٍ ، فَإِنَّكَ أحَقُّ المُنعِمينَ أن تُتِمَّ نِعمَتَكَ عَلَيَّ .
اللَّهُمَّ سَمِعنا وأَطَعنا وأَجَبنا داعِيَكَ بِمَنِّكَ ، فَلَكَ الحَمدُ ( غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) ۱

1.البقرة : ۲۸۵ .


کنز الدعاء المجلد الثالث
234

۲۷ / ۸

الدَّعَواتُ المَأثورَةُ لِيَومِ الغَديرِ

۱۹۶۶.الإقبال : عوذَةٌ تَعَوَّذَ بِهَا النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله في يَومِ الغَديرِ ، فَتَعَوَّذ بِها أنتَ أيضاً قَبلَ شُروعِكَ في عَمَلِ اليَومِ المَذكورِ ؛ لِيَكونَ حِرزاً لَكَ مِنَ المَحذورِ ، وهِيَ :
بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، بِسمِ اللَّهِ خَيرِ الأَسماءِ ، بِسمِ اللَّهِ رَبِّ الآخِرَةِ وَالاُولى‏ ورَبِّ الأَرضِ وَالسَّماءِ ، الَّذي لا يَضُرُّ مَعَ اسمِهِ كَيدُ الأَعداءِ ، وبِها تُدفَعُ كُلُّ الأَسواءِ ، وبِالقِسَمِ بِها يَكفي مَنِ استَكفى‏ .
اللَّهُمَّ أنتَ رَبُّ كُلِّ شَي‏ءٍ وخالِقُهُ ، وبارِئُ كُلِّ مَخلوقٍ ورازِقُهُ ، ومُحصي كُلِّ شَي‏ءٍ وعالِمُهُ ، وكافي كُلِّ جَبّارٍ وقاصِمُهُ ، ومُعينُ كُلِّ مُتَوَكِّلٍ عَلَيهِ وعاصِمُهُ ، وبَرُّ كُلِّ مَخلوقٍ وراحِمُهُ ، لَيسَ لَكَ ضِدٌّ فَيُعانِدَكَ ، ولا نِدٌّ فَيُقاوِمَكَ ، ولا شَبيهٌ فَيُعادِلَكَ ، تَعالَيتَ عَن ذلِكَ عُلُوّاً كَبيراً .
اللَّهُمَّ بِكَ اعتَصَمتُ وَاستَقَمتُ ، وإلَيكَ تَوَجَّهتُ وعَلَيكَ اعتَمَدتُ ، يا خَيرَ عاصِمٍ وأَكرَمَ راحِمٍ ، وأَحكَمَ حاكِمٍ وأَعلَمَ عالِمٍ ، مَنِ اعتَصَمَ بِكَ عَصَمتَهُ ، ومَنِ استَرحَمَكَ رَحِمتَهُ ، ومَنِ استَكفاكَ كَفَيتَهُ ، ومَن تَوَكَّلَ عَلَيكَ أمِنتَهُ وهَدَيتَهُ ، سَمعاً لِقَولِكَ يا رَبِّ وطاعَةً لِأَمرِكَ .
اللَّهُمَّ أقولُ وبِتَوفيقِكَ أقولُ ، وعَلى‏ كِفايَتِكَ اُعَوِّلُ ، وبِقُدرَتِكَ أطولُ ، وبِكَ أستَكفي وأَصولُ ، فَاكفِنِي اللَّهُمَّ وأَنقِذني وتَوَلَّني وَاعصِمني وعافِني ، وَامنَع مِنّي وخُذ لي ، وكُن لي بِعَينِكَ ولا تَكُن عَلَيَّ ، اللَّهُمَّ أنتَ رَبّي ، عَلَيكَ تَوَكَّلتُ وإلَيكَ أنَبتُ وإليكَ المَصيرُ ، وأَنتَ عَلى‏ كُلِّ شَي‏ءٍ قَديرٌ . ۱

۱۹۶۷.الإقبال عن عمارة بن جوين العبدي : دَخَلتُ عَلى‏ أبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام فِي اليَومِ الثّامِنِ عَشَرَ مِن

1.الإقبال : ج ۲ ص ۲۷۵ .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 29470
صفحه از 666
پرینت  ارسال به