فَأَصحَرَني ۱ لِغَضَبِكَ فَريداً ، وأَخرَجَني إلى فِناءِ نَقِمَتِكَ طَريداً ، لا شَفيعٌ يَشفَعُ لي إلَيكَ ، ولا خَفيرٌ يَقيني مِنكَ ، ولا حِصنٌ يَحجُبُني عَنكَ ، ولا مَلاذٌ ألجَأُ إلَيهِ مِنكَ ، فَهذا مَقامُ العائِذِ بِكَ مِنَ النّارِ ، ومَحَلُّ المُعتَرِفِ لَكَ ، ولا يَضيقَنَّ عَنّي فَضلُكَ ، ولا يَقصُرَنَّ دوني عَفوُكَ ، ولا أكُن أخيَبَ وَفدِكَ مِن عِبادِكَ التّائِبينَ ، ولا أقنَطَ وُفودِكَ الآمِلينَ .
اللَّهُمَّ اغفِر لي إنَّكَ أرحَمُ الرّاحِمينَ ، فَطالَما أغفَلتُ مِن وَظائِفِ فُروضِكَ ، وتَعَدَّيتُ عَن مَقاماتِ حُدودِكَ ، فَهذا مَقامُ مَنِ استَحيا لِنَفسِهِ مِنكَ ، وسَخِطَ عَلَيها ورَضِيَ عَنكَ ، وتَلَقّاكَ بِنَفسٍ خاشِعَةٍ ورَقَبَةٍ خاضِعَةٍ وظَهرٍ مُثقَلٍ مِنَ الذُّنوبِ ، واقِفاً بَينَ الرَّغبَةِ إلَيكَ وَالرَّهبَةِ مِنكَ ، فَأَنتَ أولى مَن وَثِقَ بِهِ مَن رَجاهُ ، وآمَنَ مَن خَشِيَهُ وَاتَّقاهُ ، اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وأَعطِني ما رَجَوتُ وآمِنّي مِمّا حَذِرتُ ، وعُد عَلَيَّ بِعائِدَةٍ مِن رَحمَتِكَ .
اللَّهُمَّ وإذ سَتَرتَني بِفَضلِكَ وتَغَمَّدتَني بِعَفوِكَ في دارِ الحَياةِ وَالفَناءِ بِحَضرَةِ الأَكفاءِ ، فَأَجِرني مِن فَضيحاتِ دارِ البَقاءِ عِندَ مَواقِفِ الأَشهادِ ، مِنَ المَلائِكَةِ المُقَرَّبينَ وَالرُّسُلِ المُكَرَّمينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ ، فَحَقِّق رَجائي فَأَنتَ أصدَقُ القائِلينَ : ( يَعِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ) ۲ .
اللَّهُمَّ إنّي سائِلُكَ القاصِدُ ، ومِسكينُكَ المُستَجيرُ الوافِدُ ، وضَعيفُكَ الفَقيرُ ، ناصِيَتي بِيَدِكَ وأَجَلي بِعِلمِكَ ، أسأَ لُكَ أن تُوَفِّقَني لِما يُرضيكَ عَنّي ، وأَن تُبارِكَ لي في يَومي هذَا الَّذي فَزِعَت فيهِ إلَيكَ الأَصواتُ ، وتَقَرَّبوا إلَيكَ عِبادُكَ بِالقُرُباتِ ، أسأَ لُكَ بِعَظيمِ ما سَأَلَكَ بِهِ أحَدٌ مِن خَلقِكَ مِن كَريمِ أسمائِكَ ، وجَميلِ ثَنائِكَ وخاصَّةِ دُعائِكَ بِآلائِكَ ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وأَن تَجعَلَ يَومي هذا أعظَمَ يَومٍ مَرَّ عَلَيَّ مُنذُ أنزَلتَني إلَى الدُّنيا بَرَكَةً في عِصمَةِ ديني ، وخاصَّةِ نَفسي ، وقَضاءِ حاجَتي ، وتَشفيعي في مَسائلي ، وإتمامِ النِّعمَةِ