مَن عَنَدَ عَن لَوائِحِ حَقِّ المَنهَجِ وسَلَكَ سَوادِفَ ۱ سُبُلِ المُرتَتَجِ ۲ ، أستَغفِرُ اللَّهَ استِغفارَ مَن لَم يُهمِل شُكري ولَم يَضرِب عَنهُ صَفحاً ، أستَغفِرُ اللَّهَ استِغفارَ مَن لَم يُنجِهِ المَفَرُّ مِن مُعاناةِ ضَنكِ المُنقَلَبِ ، ولَم يُجِرهُ المَهرَبُ مِن أهاويلِ عِبءِ المَكسَبِ ، أستَغفِرُ اللَّهَ استِغفارَ مَن تَمَرَّدَ في طُغيانِهِ عُدُوّاً وبارَزَهُ بِالخَطيئَةِ عُتُوّاً ، أستَغفِرُ اللَّهَ استِغفارَ مَن أحصى عَلَيهِ كُرورَ لَوافِظِ ألسِنَتِهِ وزِنَةَ مَخانِقِ الجَنَّةِ ، أستَغفِرُ اللَّهَ استِغفارَ مَن لا يرجو سِواهُ ، أستَغفِرُ اللَّهَ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ الحَيُّ القَيّومُ مِمّا أحصاهُ العُقولُ وَالقَلبُ الجَهولُ ، وَاقتَرَفَتهُ الجَوارِحُ الخاطِئَةُ وَاكتَسَبَتهُ اليَدُ الباغِيَةُ ، أستَغفِرُ اللَّهَ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ بِمِقدارِ ومِقياسِ ومِكيالِ ومَبلَغِ ما أحصى وعَدَدِ ما خَلَقَ وما فَلَقَ وذَرَأَ وبَرَأَ وأَنشَأَ وصَوَّرَ ودَوَّنَ ، وأَستَغفِرُ اللَّهَ أضعافَ ذلِكَ كُلِّهِ وأَضعافاً مُضاعَفَةً وأَمثالاً مُمَثَّلَةً حَتّى أبلُغَ رِضَا اللَّهِ وأَفوزَ بِعَفوِهِ .
وَالحَمدُ للَّهِِ الَّذي هَداني لِدينِهِ الَّذي لا يُقبَلُ عَمَلٌ ۳ إلّا بِهِ ولا يَغفِرُ ذَنباً إلّا لِأَهلِهِ ، وَالحَمدُ للَّهِِ الَّذي جَعَلَني مُسلِماً لَهُ ولِرَسولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وآلِهِ فيما أمَرَ بِهِ ونَهى عَنهُ ، وَالحَمدُ للَّهِِ الَّذي لَم يَجعَلني أعبُدُ شَيئاً غَيرَهُ ولَم يُكرِم بِهَواني أحَداً مِن خَلقِهِ ، وَالحَمدُ للَّهِِ عَلى ما صَرَفَ عَنّي مِن أنواعِ البَلاءِ في نَفسي وأَهلي ومالي ووَلَدي وأَهلِ حُزانَتي ، وَالحَمدُ للَّهِِ رَبِّ العالَمينَ عَلى كُلِّ حالٍ .
ولا إلهَ إلَّا اللَّهُ المَلِكُ الرَّحمنُ ، ولا إلهَ إلَّا اللَّهُ المُفضِلُ المَنّانُ ، ولا إلهَ إلَّا اللَّهُ الأَوَّلُ وَالآخِرُ ، ولا إلهَ إلَّا اللَّهُ ذُو الطَّولِ وإلَيهِ المَصيرُ ، ولا إلهَ إلَّا اللَّهُ الظّاهِرُ الباطِنُ .
وَاللَّهُ أكبَرُ مِدادَ كَلِماتِهِ ، وَاللَّهُ أكبَرُ مِلءَ عَرشِهِ ، وَاللَّهُ أكبَرُ عَدَدَ ما أحصى كِتابُهُ .
وسُبحانَ اللَّهِ الحَليمِ الكَريمِ ، وسُبحانَ اللَّهِ الغَفورِ الرَّحيمِ ، وسُبحانَ اللَّهِ الَّذي لا يَنبَغِي
1.السُّدفَةُ : من الأضداد تقع على الضياء والظلمة (النهاية : ج ۲ ص ۳۵۴ «سدف») .
2.المراتِجُ : الطُرقُ الضيِّقةُ (الصحاح : ج ۱ ص ۳۱۷ «رتج») .
3.هكذا في المصدر وبحار الأنوار ، ولعلّ الصواب : «لا يَقبَلُ عَمَلاً» بالمعلوم كما يقتضيه السياق .