217
کنز الدعاء المجلد الثالث

إلهي ! قَد غُيِّرَ عَقلي فيما وَجِلتُ مِن مُباشَرَةِ عِصيانِكَ ، وبَقيتُ حَيراناً مُتَعَلِّقاً بِعَمودِ عَفوِكَ ، فَأَقِلني يا مَولايَ وإلهي بِالاِعتِرافِ ، فَها أنَا ذا بَينَ يَدَيكَ ؛ عَبدٌ ذَليلٌ خاضِعٌ صاغِرٌ داخِرٌ راغِمٌ ، إن تَرحَمني فَقَديماً شَمَلَني عَفوُكَ وأَلبَستَني عافِيَتَكَ ، وإن تُعَذِّبني فَإِنّي لِذلِكَ أهلٌ وهُوَ مِنكَ يا رَبِّ عَدلٌ .
اللَّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِالمَخزونِ مِن أسمائِكَ ، وما وارَتِ الحُجُبُ مِن بَهائِكَ ، أن تُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ وتَرحَمَ هذِهِ النَّفسَ الجَزوعَةَ ، وهذَا البَدَنَ الهَلوعَ ، وَالجِلدَ الرَّقيقَ ، وَالعَظمَ الدَّقيقَ ، مَولايَ عَفوَكَ عَفوَكَ - مِئَةَ مَرَّةٍ - .
اللَّهُمَّ قَد غَرَّقَتنِي الذُّنوبُ وغَمَرَتنِي النِّعَمُ ، وقَلَّ شُكري وضَعُفَ عَمَلي ، ولَيسَ لي ما أرجوهُ إلّا رَحمَتُكَ ، فَاعفُ عَنّي فَإِنِّي امرُؤٌ حَقيرٌ وخَطَري يَسيرٌ .
اللَّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وإن تَعفُ عَنّي فَإِنَّ عَفوَكَ أرجى‏ لي مِن عَمَلي ، وإن تَرحَمني فَإِنَّ رَحمَتَكَ أوسَعُ مِن ذُنوبي ، وأَنتَ الَّذي لا تُخَيِّبُ السّائِلَ ، ولا يَنقُصُكَ النّائِلُ ، يا خيرَ مَسؤولٍ ، وأَكرَمَ مَأمولٍ ، هذا مَقامُ المُستَجيرِ بِكَ مِنَ النّارِ - مِئَةَ مَرَّةٍ - هذا مَقامُ العائِذِ بِكَ مِنَ النّارِ - مِئَةَ مَرَّةٍ - هذا مَقامُ الذَّليلِ ، هذا مَقامُ البائِسِ الفَقيرِ ، هذا مَقامُ المُستَجيرِ ، هذا مَقامُ مَن لا أمَلَ لَهُ سِواكَ ، هذا مَقامُ مَن لا يُفَرِّجُ كَربَهُ سِواكَ ، ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِىَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِ‏ّ ) ۱ .
اللَّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَلى‏ ما رَزَقتَني ، ولَكَ الحَمدُ عَلى‏ ما مَنَحتَني ، ولَكَ الحَمدُ عَلى‏ ما ألهَمتَني ، ولَكَ الحَمدُ عَلى‏ ما وَفَّقتَني ، ولَكَ الحَمدُ عَلى‏ ما شَفَيتَني ، ولَكَ الحَمدُ عَلى‏ ما عافَيتَني ، ولَكَ الحَمدُ عَلى‏ ما هَدَيتَني ، ولَكَ الحَمدُ عَلَى السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ ، ولَكَ الحَمدُ عَلى‏ ذلِكَ كُلِّهِ ، ولَكَ الحَمدُ عَلى‏ كُلِّ نِعمَةٍ أنعَمتَ عَلَيَّ ظاهِرَةً وباطِنَةً ، حَمداً كَثيراً دائِماً

1.الأعراف : ۴۳ .


کنز الدعاء المجلد الثالث
216

إلَيكَ ، وعِزَّتِكَ يا رَجائي لَأَمُدَّنَّ يَدَي مَعَ جُرمِها إلَيكَ .
إلهي ! فَمَن لي مَولايَ ، فَبِمَن ألوذُ سَيِّدي ، فَبِمَن أعوذُ أمَلي ، فَمَن أرجو ؟ ! أنتَ أنتَ ، انقَطَعَ الرَّجاءُ إلّا مِنكَ وَحدَكَ لا شَريكَ لَكَ ، يا أحَدَ مَن لا أحَدَ لَهُ ، يا أكرَمَ مَن اُقِرَّ لَهُ بِذَنبِ ، يا أعَزَّ مَن خُضِعَ لَهُ بِذُلٍّ ، يا أرحَمَ مَنِ اعتُرِفَ لَهُ بِجُرمٍ ، لِكَرَمِكَ أقرَرتُ بِذُنوبي ، ولِعِزَّتِكَ خَضَعتُ بِذِلَّتي ، فَما صانِعٌ مَولايَ ؟ ولِرَحمَتِكَ أنتَ اعتَرَفتُ بِجُرمي ، فَما أنتَ فاعِلٌ سَيِّدي لِمُقِرٍّ لَكَ بِذَنبِهِ ، خاضِعٌ لَكَ بِذُلِّهِ ، مُعتَرِفٌ لَكَ بِجُرمِهِ ؟ !
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاسمَعِ اللَّهُمَّ دُعائي إذا دَعَوتُكَ ، ونِدائي إذا نادَيتُكَ ، وأَقبِل عَلَيَّ إذا ناجَيتُكَ ، فَإِنّي اُقِرُّ لَكَ بِذُنوبي ، وأَعتَرِفُ وأَشكو إلَيكَ مَسكَنَتي وفاقَتي وقَساوَةَ قَلبي ، وضُرّي وحاجَتي ، يا خَيرَ مَن آنَستُ بِهِ وَحدَتي وناجَيتُهُ بِسِرّي ، يا أكرَمَ مَن بَسَطتُ إلَيهِ يَدي ، ويا أرحَمَ مَن مَدَدتُ إلَيهِ عُنُقي ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَاغفِر لي ذُنوبِيَ الَّتي نَظَرَت إلَيها عَينايَ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَاغفِر لي ذُنوبِيَ الَّتي نَطَقَ بِها لِساني ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَاغفِر لي ذُنوبِيَ الَّتِي اكتَسَبَتها يَدايَ ، وَاغفِر لي ذُنوبِيَ الَّتي باشَرَها جِلدي ، وَاغفِرِ اللَّهُمَّ ذُنوبِيَ الَّتِي احتَطَبتُ بِها عَلى‏ بَدَني ، وَاغفِرِ اللَّهُمَّ ذُنوبِيَ الَّتي قَدَّمَتها يَدايَ ، وَاغفِرِ اللَّهُمَّ ذُنوبِيَ الَّتي أحصاها كِتابُكَ ، وَاغفِرِ اللَّهُمَّ ذُنوبِيَ الَّتي سَتَرتَها مِنَ المَخلوقينَ ولَم أستُرها مِنكَ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاغفِر لي ذُنوبي أوَّلَها وآخِرَها ، صَغيرَها وكَبيرَها دَقيقَها وجَليلَها ، ما أعرِفُ مِنها وما لا أعرِفُ .
مَولايَ عَظُمَت ذُنوبي وجَلَّت وهِيَ صَغيرَةٌ في جَنبِ عَفوِكَ ، فَاعفُ عَنّي فَقَد قَيَّدَتني ، وَاشتَهَرَت عُيوبي ، وغَرَّقَتني خَطايايَ ، وأَسلَمَتني نَفسي إلَيكَ بَعدَما لَم أجِد مَلجَأً ولا مَنجى‏ مِنكَ إلّا إلَيكَ . مَولايَ استَوجَبتُ أن أكونَ لِعُقوبَتِكَ غَرَضاً ، ولِنَقِمَتِكَ مُستَحِقّاً .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 30141
صفحه از 666
پرینت  ارسال به