ومِن فَجأَةِ نَقِمَتِكَ ، يا أمَلي ، يا رَجائي ، يا خَيرَ مُستَعانٍ ، يا أجوَدَ المُعطينَ ، يا مَن سَبَقَت رَحمَتُهُ غَضَبَهُ ، يا سَيِّدي ومَولايَ وثِقَتي ورَجائي ومُعتَمَدي ، ويا ذُخري ويا ظَهري وعُدَّتي وغايَةَ أمَلي ورَغبَتي ، يا غِياثي يا وارِثي ، ما أنتَ صانِعٌ بي في هذَا اليَومِ الَّذي قَد فَزِعَت فيهِ إلَيكَ الأَصواتُ ، أسأَ لُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأَن تَقلِبَني فيهِ مُفلِحاً مُنجِحاً بِأَفضلِ مَا انقَلَبَ بِهِ مَن رَضيتَ عَنهُ ، وَاستَجَبتَ دُعاءَهُ وقَبِلتَهُ ، وأَجزَلتَ حِباءَهُ وغَفَرتَ ذُنوبَهُ ، وأَكرَمتَهُ ولَم تَستَبدِل بِهِ سِواهُ ، وشَرَّفتَ مَقامَهُ وباهَيتَ بِهِ مَن هُوَ خَيرٌ مِنهُ ، وقَلَبتَهُ بِكُلِّ حَوائِجِهِ ، وأَحيَيتَهُ بَعدَ المَماتِ حَياةً طَيِّبَةً ، وخَتَمتَ لَهُ بِالمَغفِرَةِ ، وأَلحَقتَهُ بِمَن تَوَلّاهُ .
اللَّهُمَّ إنَّ لِكُلِّ وافِدٍ جائِزَةً ، ولِكُلِّ زائِرٍ كَرامَةً ، ولِكُلِّ سائِلٍ لَكَ عَطِيَّةً ، ولِكُلِّ راجٍ لَكَ ثَواباً ، ولِكُلِّ مُلتَمِسٍ ما عِندَكَ جَزاءً ، ولِكُلِّ راغِبٍ إلَيكَ هِبَةً ، ولِكُلِّ مَن فَزِعَ إلَيكَ رَحمَةً ، ولِكُلِّ راغِبٍ فيكَ زُلفى ، ولِكُلِّ مُتَضَرِّعٍ إلَيكَ إجابَةً ، ولِكُلِّ مُستَكينٍ إلَيكَ رَأفَةً ، ولِكُلِّ نازِلٍ بِكَ حِفظاً ، ولِكُلِّ مُتَوَسِّلٍ إلَيكَ عَفواً ، وقَد وَفَدتُ إلَيكَ ووَقَفتُ بَينَ يَدَيكَ في هذَا المَوضِعِ الَّذي شَرَّفتَهُ ، رَجاءً لِما عِندَكَ ورَغبَةً إلَيكَ ، فَلا تَجعَلنِي اليَومَ أخيَبَ وَفدِكَ ، وأَكرِمني بِالجَنَّةِ ، ومُنَّ عَلَيَّ بِالمَغفِرَةِ ، وجَمِّلني بِالعافِيَةِ ، وأَجِرني مِنَ النّارِ ، وأَوسِع عَلَيَّ مِن رِزقِكَ الحَلالِ الطَّيِّبِ ، وَادرَأ عَنّي شَرَّ فَسَقَةِ العَرَبِ وَالعَجَمِ ، وشَرَّ شَياطينِ الإِنسِ وَالجِنِّ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ولا تَرُدَّني خائِباً ، وسَلِّمني ما بَيني وبَينَ لِقائِكَ حَتّى تُبَلِّغَنِي الدَّرَجَةَ الَّتي فيها مُرافَقَةُ أولِيائِكَ ، وَاسقِني مِن حَوضِهِم مَشرَباً رَوِيّاً لا أظمَأُ بَعدَهُ أبَداً ، وَاحشُرني في زُمرَتِهِم ، وتَوَفَّني في حِزبِهِم ، وعَرِّفني وُجوهَهُم في رِضوانِكَ وَالجَنَّةِ ، فَإِنّي رَضيتُ بِهِم هُداةً ، يا كافِيَ كُلِّ شَيءٍ ولا يَكفي مِنكَ شَيءٌ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاكفِني شَرَّ ما أحذَرُ وشَرَّ ما لا أحذَرُ ، ولا تَكِلني إلى أحَدٍ