209
کنز الدعاء المجلد الثالث

يا غايَةَ المُستَضعَفينَ ، ويا صَريخَ المُستَصرِخينَ ، ومُعتَمَدَ المُضطَهَدينَ ، ومُنجِيَ المُؤمِنينَ ، ومُثيبَ الصّابِرينَ ، وعِصمَةَ الصّالِحينَ ، وحِرزَ العارِفينَ ، وأَمانَ الخائِفينَ ، وظَهرَ اللّاجِئينَ ، وجارَ المُستَجيرينَ ، وطالِبَ الغادِرينَ ، ومُدرِكَ الهارِبينَ ، وأَرحَمَ الرّاحِمينَ ، وخَيرَ النّاصِرينَ ، وخَيرَ الفاصِلينَ ، وخَيرَ الغافِرينَ ، وأَحكَمَ الحاكِمينَ ، وأَسرَعَ الحاسِبينَ ، لا يَمتَنِعُ مِن بَطشِهِ شَي‏ءٌ ، ولا يُنتَصَرُ مِن عُقوبَتِهِ ولا مَحيصَ عَن قَدَرِهِ ۱ ، ولا يُحتالُ لِكَيدِهِ ، ولا يُدرَكُ عِلمُهُ ، ولا يُدرَأُ مُلكُهُ ، ولا يُقهَرُ عِزُّهُ ، ولا يُذَلُّ استِكبارُهُ ، ولا يُبلَغُ جَبَروتُهُ ، ولا تَصغُرُ عَظَمَتُهُ . ولا يَضمَحِلُّ فَخرُهُ ، ولا يَتَضَعضَعُ رُكنُهُ ، ولا تُرامُ قُوَّتُهُ .
المُحصي لِبَرِيَّتِهِ ، الحافِظُ أعمالَ خَلقِهِ ، ولا ضِدَّ لَهُ ولا نِدَّ لَهُ ، ولا وَلَدَ لَهُ ولا صاحِبَةَ لَهُ ، ولا سَمِيَّ لَهُ ولا قَريبَ لَهُ ، ولا كُفوَ لَهُ ولا شِبهَ لَهُ ولا نَظيرَ لَهُ ، ولا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ ، ولا يَبلُغُ [ شَي‏ءٌ] ۲ مَبلَغَهُ ، ولا يَقدِرُ شَي‏ءٌ قُدرَتَهُ ، ولا يُدرِكُ شَي‏ءٌ أثَرَهُ ، ولا يَنزِلُ شَي‏ءٌ مَنزِلَتَهُ ، ولا يُدرَكُ شَي‏ءٌ أحرَزَهُ ، ولا يَحولُ دونَهُ شَي‏ءٌ ، بَنَى السَّماواتِ فَأَتقَنَهُنَّ وما فيهِنَّ بِعَظَمَتِهِ ، ودَبَّرَ أمرَهُ فيهِنَّ بِحِكمَتِهِ ، وكانَ كَما هُوَ أهلُهُ لا بِأَوَّلِيَّةٍ قَبلَهُ ولا بِآخِرِيَّةٍ بَعدَهُ ، وكانَ كَما يَنبَغي لَهُ يَرى‏ ولا يُرى‏ وهُوَ بِالمَنظَرِ الأَعلى‏ ، يَعلَمُ السِّرَّ وَالعَلانِيَةَ ولا تَخفى‏ عَلَيهِ خافِيَةٌ ، ولَيسَ لِنَقِمَتِهِ واقِيَةٌ ، يَبطِشُ البَطشَةَ الكُبرى‏ ، ولا تُحَصِّنُ مِنهُ القُصورُ ولا تُجِنُّ ۳ مِنهُ السُّتورُ ، ولا تُكِنُّ مِنهُ الجُدورُ ، ولا تُواري مِنهُ البُحورُ ، وهُوَ عَلى‏ كُلِّ شَي‏ءٍ قَديرٌ ، وهُوَ بِكُلِّ شَي‏ءٍ عَلَيمٌ ، يَعلَمُ هَماهِمَ الأَنفُسِ وما تُخفِي الصُّدورُ ووَساوِسَها ، ونِيّاتِ القُلوبِ ونُطقَ الأَلسُنِ ، ورَجعَ الشِّفاهِ وبَطشَ الأَيدي ، ونَقلَ الأَقدامِ وخائِنَةَ الأَعيُنِ ، وَالسِّرَّ وأَخفى‏ ، وَالنَّجوى‏ وما تَحتَ الثَّرى‏ ، ولا يَشغَلُهُ شَي‏ءٌ عَن شَي‏ءٍ ، ولا يُفَرِّطُ في شَي‏ءٍ ، ولا

1.مرّت عبارة «ولا مَحيصَ عَن قَدَرِهِ» قبل قليل ، ولعلّها هنا زائدة إذ لم ترد في واحد من المصادر الاُخرى‏ .

2.أثبتناه من المصادر الاُخرى‏ .

3.جَنَّ عَليهِ : سَتَرَهُ (المصباح المنير : ص ۱۱۲ «جنن») .


کنز الدعاء المجلد الثالث
208

مِثالٍ نَظَرتَ إلَيهِ مِن أحَدٍ سَبَقَكَ إلى‏ صَنعَةِ شَي‏ءٍ مِنهُ ، ولَم تُشارَك في خَلقِكَ ، ولَم تَستَعِن بِأَحَدٍ في شَي‏ءٍ مِن أمرِكَ ، ولَطُفتَ في عَظَمَتِكَ ، وَانقادَ لِعَظَمَتِكَ كُلُّ شَي‏ءٍ ، وذَلَّ لِعِزِّكَ كُلُّ شَي‏ءٍ .
اُثني عَلَيكَ يا سَيِّدي وما عَسى‏ أن يَبلُغَ في مِدحَتِكَ ثَنائي مَعَ قِلَّةِ عَمَلي وقِصَرِ رَأيي ! وأَنتَ يا رَبِّ الخالِقُ وأَ نَا المَخلوقُ ، وأَنتَ المالِكُ وأَ نَا المَملوكُ ، وأَنتَ الرَّبُّ وأَ نَا العَبدُ ، وأَنتَ الغَنِيُّ وأَ نَا الفَقيرُ ، وأَنتَ المُعطي وأَ نَا السّائِلُ ، وأَنتَ الغَفورُ وأَ نَا الخاطِئُ ، وأَنتَ الحَيُّ الَّذي لا يَموتُ وأَ نَا خَلقٌ أموتُ .
يا مَن خَلَقَ الخَلقَ ودَبَّرَ الاُمورَ فَلَم يُقايِس شَيئاً بِشَي‏ءٍ مِن خَلقِهِ ، ولَم يَستَعِن عَلى‏ خَلقِهِ بِغَيرِهِ ، ثُمَّ أمضَى الاُمورَ عَلى‏ خَلقِهِ بِغَيرِهِ ، ثُمَّ أمضَى الاُمورَ عَلى‏ قَضائِهِ وأَجَّلَها إلى‏ أجَلٍ [ مُسَمّىً‏] ۱ ، قَضى‏ فيها بِعَدلِهِ ، وعَدَلَ فيها بِفَصلِهِ ، وفَصَلَ فيها بِحُكمِهِ ، وحَكَمَ فيها بِعَدلِهِ ، وعَلِمَها بِحِفظِهِ ، ثُمَّ جَعَلَ مُنتَهاها إلى‏ مَشِيَّتِهِ ، ومُستَقَرَّها إلى‏ مَحَبَّتِهِ ، ومَواقيتَها إلى‏ قَضائِهِ ، لا مُبَدِّلَ لِكَلمِاتِهِ ولا مُعَقِّبَ لِحُكمِهِ ، ولا رادَّ لِقَضائِهِ ، ولا مُستَراحَ عَن أمرِهِ ، ولا مَحيصَ لِقَدَرِهِ ، ولا خُلفَ لِوَعدِهِ ، ولا مُتَخَلِّفَ عَن دَعوَتِهِ ، ولا يُعجِزُهُ شَي‏ءٌ طَلَبَهُ ، ولا يَمتَنِعُ مِنهُ أحَدٌ أرادَهُ ، ولا يَعظُمُ عَلَيهِ شَي‏ءٌ فَعَلَهُ ، ولا يَكبُرُ عَلَيهِ شَي‏ءٌ صَنَعَهُ ، ولا يَزيدُ في سُلطانِهِ طاعَةُ مُطيعٍ ، ولا تَنقُصُهُ مَعصِيَةُ عاصٍ ، و لا يُبَدَّلُ القَولُ لَدَيهِ ، ولا يُشرِكُ في حُكمِهِ أحَداً ، الَّذي مَلَكَ المُلوكَ بِقُدرَتِهِ ، وَاستَعبَدَ الأَربابَ بِعِزِّهِ ، وسادَ العُظَماءَ بِجودِهِ ، وعَلَا السّادَةَ بِمَجدِهِ ، وَانهَدَّتِ المُلوكُ لِهَيبَتِهِ ، وعَلا أهلَ السُّلطانِ بِسُلطانِهِ ورُبوبِيَّتِهِ ، وأَبادَ الجَبابِرَةَ بِقَهرِهِ ، وأَذَلَّ العُظَماءَ بِعِزِّهِ ، وأَسَّسَ الاُمورَ بِقُدرَتِهِ ، وبَنَى المَعالِيَ بِسُؤدَدِهِ ، وتَمَجَّدَ بِفَخرِهِ ، وفَخَرَ بِعِزِّهِ ، وعَزَّ بِجَبَروتِهِ ، وعَمَّ بِنِعمَتِهِ ، ووَسِعَ كُلَّ شَي‏ءٍ بِرَحمَتِهِ .
إيّاكَ أدعو وإيّاكَ أسأَلُ ، ومِنكَ أطلُبُ وإلَيكَ أرغَبُ .

1.أثبتناه من الإقبال .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 30003
صفحه از 666
پرینت  ارسال به