207
کنز الدعاء المجلد الثالث

بِسَيِّئاتي ، حَتّى‏ كَأَنَّ الثَّوابَ لَيسَ مِنكَ ، وكَأَنَّ العِقابَ لَيسَ إلَيكَ ، قَسوَةً مِن مَخافَتِكَ مِن قَلبي ، وزَلَلاً عَن قُدرَتِكَ مِن جَهلي ، فَيَحِلَّ بي غَضَبُكَ ويَنالَني مَقتُكَ ، فَأَعِذني مِن ذلِكَ كُلِّهِ ، وقِني بِوِقايَتِكَ الَّتي وَقَيتَ بِها عِبادَكَ الصّالِحينَ .
اللَّهُمَّ تَقَبَّل مِنّي ما كانَ صالِحاً ، وأَصلِح مِنّي ما كانَ فاسِداً ، ولا تُسَلِّط عَلَيَّ مَن لا يَرحَمُني ولا باغِياً ولا حاسِداً .
اللَّهُمَّ أذهِب عَنّي كُلَّ هَمٍّ ، وفَرِّج عَنّي كُلَّ غَمٍّ ، وثَبِّتني في كُلِّ مَقامٍ ، وَاهدِني في كُلِّ سَبيلٍ مِن سُبُلِ الحَقِّ ، وحُطَّ عَنّي كُلَّ خَطيئَةٍ ، وأَنقِذني مِن كُلِّ هَلَكَةٍ وبَلِيَّةٍ ، وعافِني أبَداً ما أبقَيتَني ، وَاغفِر لي إذا تَوَفَّيتَني ، ولَقِّني رَوحاً ورَيحاناً وجَنَّةَ نَعيمٍ أبَدَ الآبِدينَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ، وصَلَّى اللَّهُ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّاهِرينَ . ۱

ج - الدُّعاءُ الثّالِثُ‏

۱۹۵۸.المزار للمفيد : إذا حَضَرتَ مَشهَدَ الحُسَينِ عليه السلام يَومَ عَرَفَةَ أو عَرَفاتٍ نَفسَها أو حَيثُ حَلَلتَ مِنَ البِلادِ ، فَاغتَسِل قَبلَ الزَّوالِ وَابرُز تَحتَ السَّماءِ ، وَادعُ بِهذَا الدُّعاءِ ۲
:
اللَّهُمَّ أنتَ اللَّهُ رَبُّ العالَمينَ ، وأَنتَ اللَّهُ الرَّحمنُ الرَّحيمُ ، وأَنتَ اللَّهُ الدّائِبُ في غَيرِ وَصَبٍ ولا نَصَبٍ ، ولا تَشغَلُكَ رَحمَتُكَ عَن عَذابِكَ ولا عَذابُكَ عَن رَحمَتِكَ . خَفيتَ مِن غَيرِ مَوتٍ ، وظَهَرتَ فَلا شَي‏ءَ فَوقَكَ ، وتَقَدَّستَ في عُلُوِّكَ ، وتَرَدَّيتَ بِالكِبرِياءِ فِي الأَرضِ وفِي السَّماءِ ، وقَويتَ في سُلطانِكَ ، ودَنَوتَ مِن كُلِّ شَي‏ءٍ فِي ارتِفاعِكَ ، وخَلَقتَ الخَلقَ بِقُدرَتِكَ ، وقَدَّرتَ الاُمورَ بِعِلمِكَ ، وقَسَمتَ الأَرزاقَ بِعَدلِكَ ، ونَفَذَ في كُلِّ شَي‏ءٍ عِلمُكَ ، وحارَتِ الأَبصارُ دونَكَ ، وقَصُرَ دونَكَ طَرفُ كُلِّ طارِفٍ ، وكَلَّتِ الأَلسُنُ عَن صِفاتِكَ ، وغَشِيَ بَصَرَ كُلِّ ناظِرٍ نورُكَ ، ومَلَأتَ بِعَظَمَتِكَ أركانَ عَرشِكَ ، وَابتَدَأتَ الخَلقَ عَلى‏ غَيرِ

1.الإقبال : ص ۲ ح ۱۱۳ ، مصباح الزائر : ص ۳۶۲ ، بحار الأنوار : ج ۹۸ ص ۲۳۶ ح ۳ .

2.وهو الدعاء المعروف بدعاء الموقف له عليه السلام .


کنز الدعاء المجلد الثالث
206

بِلُطفِكَ حُجَّةً مِنكَ عَلَيَّ ، وسَمِعَت اُذُنايَ بِقُدرَتِكَ نَظَراً مِنكَ ، ودَلَلتَ عَقلي عَلى‏ تَوبيخِ نَفسي إلَيكَ .
أشكو ذُنوبي فَإِنَّها لا مَجرى‏ لِبَثِّها إلّا إلَيكَ ، فَفَرِّج عَنّي ما ضاقَ بِهِ صَدري ، وخَلِّصني مِن كُلِّ ما أخافُ عَلى‏ نَفسي مِن أمرِ ديني ودُنيايَ وأَهلي ومالي ، فَقَدِ استَصعَبَ عَلَيَّ شَأني وشُتِّتَ عَلَيَّ أمري ، وقَد أشرَفَت عَلى‏ هَلَكَتي نَفسي ، وإذا تَدارَكتَني مِنكَ بِرَحمَةٍ تُنقِذُني بِها فَمَن لي بَعدَكَ يا مَولايَ ؟ !
أنتَ الكَريمُ العَوّادُ بِالمَغفِرَةِ ، وأَ نَا اللَّئيمُ العَوّادُ بِالمَعاصي ، فَاحلُم يا حَليمُ عَن جَهلي ، وأَقِلني يا مُقيلُ عَثرَتي ، وتَقَبَّل يا رَحيمُ تَوبَتي .
سَيِّدي ومَولايَ ! لا بُدَّ مِن لِقائِكَ عَلى‏ كُلِّ حالٍ ، وكَيفَ يَستَغنِي العَبدُ عَن رَبِّهِ ؟ وكَيفَ يَستَغنِي المُذنِبُ عَمَّن يَملِكُ عُقوبَتَهُ ومَغفِرَتَهُ ؟
سَيِّدي ! لَم أزدَد إلَيكَ إلّا فَقراً ولَم تَزدَد عَنّي إلّا غِنىً ، ولَم تَزدَد ذُنوبي إلّا كَثرَةً ولَم يَزدَد عَفوُكَ إلّا سَعَةً .
سَيِّدِي ! ارحَم تَضَرُّعي إلَيكَ ، وَانتِصابي بَينَ يَدَيكَ ، وطَلَبي ما لَدَيكَ تَوبَةً فيما بَيني وبَينَكَ سَيِّدي مُتَعَوِّذاً بِكَ مُتَضَرِّعاً إلَيكَ ، بائِساً فَقيراً تائِباً غَيرَ مُستَنكِفٍ ولا مُستَكبِرٍ ولا مُستَسخِطٍ ، بَل مُستَسلِمٌ لِأَمرِكَ ، راضٍ بِقَضائِكَ ، لا آيِسٌ مِن رَوحِكَ ولا آمِنٌ مِن مَكرِكَ ، ولا قانِطٌ مِن رَحمَتِكَ سَيِّدي بَل مُشفِقٌ مِن عَذابِكَ راجٍ لِرَحمَتِكَ ؛ لِعِلمي بِكَ يا سَيِّدي ومَولايَ ، فَإِنَّهُ لَن يُجيرَني مِنكَ أحَدٌ ، ولا أجِدُ مِن دونِكَ مُلتَحَداً .
اللَّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن تُحسِنَ في رامِقَةِ ۱ العُيونِ عَلانِيَتي ، وتَفتَحَ فيما أخلو لَكَ سَريرَتي ، مُحافِظاً عَلى‏ رِئاءِ النّاسِ مِن نَفسي ، مُضَيِّعاً ما أنتَ مُطَّلِعٌ عَلَيهِ مِنّي ، فَاُبدِيَ لَكَ بِأَحسَنِ أمري ، وأَخلُوَ لَكَ بِشَرِّ فِعلي ، تَقَرُّباً إلَى المَخلوقينَ بِحَسَناتي وفِراراً مِنهُم إلَيكَ

1.رَمَقتُهُ ببصري ورامَقتُهُ : إذا أتبعتْه بصرُك تتعهَّده وتنظر إليه وتَرقُبه (لسان العرب : ج ۱۰ ص ۱۲۶ «رهق») .

تعداد بازدید : 27723
صفحه از 666
پرینت  ارسال به