201
کنز الدعاء المجلد الثالث

سَقطَةِ المُتَرَدّينَ ، ووَهلَةِ المُتَعَسِّفينَ ، وزَلَّةِ المَغرورينَ ، ووَرطَةِ الهالِكينَ ، وعافِني مِمَّا ابتَلَيتَ بِهِ طَبَقاتِ عَبيدِكَ وإمائِكَ ، وبَلِّغني مَبالِغَ مَن عُنيتَ بِهِ ، وأَنعَمتَ عَلَيهِ ، ورَضيتَ عَنهُ ، فَأَعَشتَهُ حَميداً ، وتَوَفَّيتَهُ سَعيداً .
وطَوِّقني طَوقَ الإِقلاعِ عَمّا يُحبِطُ الحَسَناتِ ، ويَذهَبُ بِالبَرَكاتِ ، وأَشعِر قَلبِيَ الاِزدِجارَ عَن قَبائِحِ السَّيِّئاتِ ، وفَواضِحِ الحَوباتِ ۱ ، ولا تَشغَلني بِما لا اُدرِكُهُ إلّا بِكَ عَمّا لا يُرضيكَ عَنّي غَيرُهُ ، وَانزِع مِن قَلبي حُبَّ دُنيا دَنِيَّةٍ تَنهى‏ عَمّا عِندَكَ ، وتَصُدُّ عَنِ ابتِغاءِ الوَسيلَةِ إلَيكَ ، وتُذهِلُ عَنِ التَّقَرُّبِ مِنكَ ، وزَيِّن لِيَ التَّفَرُّدَ بِمُناجاتِكَ بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ ، وهَب لي عِصمَةً تُدنيني مِن خَشيَتِكَ ، وتَقطَعُني عَن رُكوبِ مَحارِمِكَ ، وتَفُكُّني مِن أسرِ العَظائِمِ ، وهَب لِيَ التَّطهيرَ مِن دَنَسِ العِصيانِ ، وأَذهِب عَنّي دَرَنَ الخَطايا ، وسَربِلني بِسِربالِ عافِيَتِكَ ، ورَدِّني رِداءَ مُعافاتِكَ ، وجَلِّلني سَوابِغَ نَعمائِكَ ، وظاهِر لَدَيَّ فَضلَكَ وطَولَكَ ، وأَيِّدني بِتَوفيقِكَ وتَسديدِكَ ، وأَعِنّي عَلى‏ صالِحِ النِّيَّةِ ، ومَرضِيِّ القَولِ ، ومُستَحسَنِ العَمَلِ ، ولا تَكِلني إلى‏ حَولي وقُوَّتي دونَ حَولِكَ وقُوَّتِكَ .
ولا تُخزِني يَومَ تَبعَثُني لِلِقائِكَ ، ولا تَفضَحني بَينَ يَدَي أولِيائِكَ ، ولا تُنسِني ذِكرَكَ ، ولا تُذهِب عَنّي شُكرَكَ ، بَل ألزِمنيهِ في أحوالِ السَّهوِ عِندَ غَفَلاتِ الجاهِلينَ لِآلائِكَ ، وأَوزِعني أن اُثنِيَ بِما أولَيتَنيهِ ، وأَعتَرِفَ بِما أسدَيتَهُ إلَيَّ . وَاجعَل رَغبَتي إلَيكَ فَوقَ رَغبَةِ الرّاغِبينَ ، وحَمدِي إيّاكَ فَوقَ حَمدِ الحامِدينَ ، ولا تَخذُلني عِندَ فاقَتي إلَيكَ ، ولا تُهلِكني بِما أسدَيتُهُ إلَيكَ ، ولا تَجبَهني بِما جَبَهتَ بِهِ المُعانِدينَ لَكَ ، فَإِنّي لَكَ مُسَلِّمٌ ، أعلَمُ أنَّ الحُجَّةَ لَكَ ، وأَنَّكَ أولى‏ بِالفَضلِ ، وأَعوَدُ بِالإِحسانِ ، وأَهلُ التَّقوى‏ وأَهلُ المَغفِرَةِ ، وأَنَّكَ بِأَن تَعفُوَ أولى‏ مِنكَ بِأَن تُعاقِبَ ، وأَنَّكَ بِأَن تَستُرَ أقرَبُ مِنكَ إلى‏ أن تَشهَرَ . فَأَحيِني حَياةً طَيِّبَةً تَنتَظِمُ بِما اُريدُ ، وتَبلُغُ ما اُحِبُّ مِن حَيثُ لا آتي ما تَكرَهُ ، ولا أرتَكِبُ ما نَهَيتَ

1.الحَوبَةُ : الإثمُ (النهاية : ج ۱ ص ۴۵۵ «حوب») .


کنز الدعاء المجلد الثالث
200

اصطَفَيتَهُ لِنَفسِكَ ، بِحَقِّ مَنِ اختَرتَ مِن بَرِيَّتِكَ ، ومَنِ اجتَبَيتَ لِشَأنِكَ ، بِحَقِّ مَن وَصَلتَ طاعَتَهُ بِطاعَتِكَ ، ومَن جَعَلتَ مَعصِيَتَهُ كَمَعصِيَتِكَ ، بِحَقِّ مَن قَرَنتَ مُوالاتَهُ بِمُوالاتِكَ ، ومَن نُطتَ مُعاداتَهُ بِمُعاداتِكَ ، تَغَمَّدني في يَومي هذا بِما تَتَغَمَّدُ بِهِ مَن جَأَرَ إلَيكَ مُتَنَصِّلاً ، وعاذَ بِاستِغفارِكَ تائِباً ، وتَوَلَّني بِما تَتَوَلّى‏ بِهِ أهلَ طاعَتِكَ وَالزُّلفى‏ لَدَيكَ وَالمَكانَةِ مِنكَ ، وتَوَحَّدني بِما تَتَوَحَّدُ بِهِ مَن وَفى‏ بِعَهدِكَ ، وأَتعَبَ نَفسَهُ في ذاتِكَ ، وأَجهَدَها في مَرضاتِكَ .
ولا تُؤاخِذني بِتَفريطي في جَنبِكَ ، وتَعَدّي طَوري في حُدودِكَ ، ومُجاوَزَةِ أحكامِكَ ، ولا تَستَدرِجني بِإِملائِكَ لِيَ استِدراجَ مَن مَنَعَني خَيرَ ما عِندَهُ ولَم يَشرَككَ في حُلولِ نِعمَتِهِ بي ، ونَبِّهني مِن رَقدَةِ الغافِلينَ ، وسِنَةِ المُسرِفينَ ، ونَعسَةِ المَخذولينَ ، وخُذ بِقَلبي إلى‏ مَا استَعمَلتَ بِهِ القانِتينَ ، وَاستَعبَدتَ بِهِ المُتَعَبِّدينَ ، وَاستَنقَذتَ بِهِ المُتَهاوِنينَ .
وأَعِذني مِمّا يُباعِدُني عَنكَ ، ويَحولُ بَيني وبَينَ حَظّي مِنكَ ، ويَصُدُّني عَمّا اُحاوِلُ لَدَيكَ ، وسَهِّل لي مَسلَكَ الخَيراتِ إلَيكَ ، وَالمُسابَقَةَ إلَيها مِن حَيثُ أمَرتَ ، وَالمُشاحَّةَ فيها عَلى‏ ما أرَدتَ ، ولا تَمحَقني فيمَن تَمحَقُ مِنَ المُستَخِفّينَ بِما أوعَدتَ ، ولا تُهلِكني مَعَ مَن تُهلِكُ مِنَ المُتَعَرِّضينَ لِمَقتِكَ ، ولا تُتَبِّرني ۱ فيمَن تُتَبِّرُ مِنَ المُنحَرِفينَ عَن سُبُلِكَ ، ونَجِّني مِن غَمَراتِ الفِتنَةِ ، وخَلِّصني مِن لَهَواتِ البَلوى‏ ، وأَجِرني مِن أخذِ الإِملاءِ .
وحُل بَيني وبَينَ عَدُوٍّ يُضِلُّني ، وهَوىً يوبِقُني ، ومَنقَصَةٍ تَرهَقُني ، ولا تُعرِض عَنّي إعراضَ مَن لا تَرضى‏ عَنهُ بَعدَ غَضَبِكَ ، ولا تُؤيِسني مِنَ الأَمَلِ فيكَ فَيَغلِبَ عَلَيَّ القُنوطُ مِن رَحمَتِكَ ، ولا تَمنَحني بِما لا طاقَةَ لي بِهِ فَتَبهَظَني مِمّا تُحَمِّلُنيهِ مِن فَضلِ مَحَبَّتِكَ ، ولا تُرسِلني مِن يَدِكَ إرسالَ مَن لا خَيرَ فيهِ ، ولا حاجَةَ بِكَ إلَيهِ ، ولا إنابَةَ لَهُ ، ولا تَرمِ بي رَميَ مَن سَقَطَ مِن عَينِ رِعايَتِكَ ، ومَنِ اشتَمَلَ عَلَيهِ الخِزيُ مِن عِندِكَ ، بَل خُذ بِيَدي مِن

1.تَبَّرَهُ : أي كَسَرَهُ وأَهلَكَهُ (النهاية : ج ۱ ص ۱۷۹ «تبر») .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27735
صفحه از 666
پرینت  ارسال به