وقَولٍ فيما لا أعلَمُ ، وأَكلِ الميتَةِ وَالدَّمِ ولَحمِ الخِنزيرِ وما اُهِلَّ ۱ لِغَيرِ اللَّهِ بِهِ ، وَالحَسَدِ وَالبَغيِ وَالدُّعاءِ إلَى الفاحِشَةِ .
وَالتَّمَنّي بِما فَضَّلَ اللَّهُ ، وَالإِعجابِ بِالنَّفسِ ، وَالمَنِّ بِالعَطِيَّةِ ، وَالِارتِكابِ إلَى الظُّلمِ ، وجُحودِ القُرآنِ ، وقَهرِ اليَتيمِ ، وَانتِهارِ السّائِلِ ۲ ، وَالحِنثِ ۳ فِي الأَيمانِ وكُلِّ يَمينٍ كاذِبَةٍ فاجِرَةٍ ، وظُلمِ أحَدٍ مِن خَلقِكَ في أموالِهِم وأَشعارِهِم ۴ وأَعراضِهِم وأَبشارِهِم . ۵
وما رَآهُ بَصَري ، وسَمِعَهُ سَمعي ، ونَطَقَ بِهِ لِساني ، وبَسَطَت إلَيهِ يَدي ، ونَقَلَت إلَيهِ قَدَمي ، وباشَرَهُ جِلدي ، وحَدَّثَت بِهِ نَفسي مِمّا هُوَ لَكَ مَعصِيَةٌ ، وكُلِّ يَمينٍ زورٍ .
ومِن كُلِّ فاحِشَةٍ وذَنبٍ وخَطيئَةٍ عَمِلتُها في سَوادِ اللَّيلِ وبَياضِ النَّهارِ ، فِي مَلاءٍ أو خَلاءٍ ، مِمّا عَلِمتُهُ أو لَم أعلَمهُ ، ذَكَرتُهُ أو لَم أذكُرهُ ، سَمِعتُهُ أو لَم أسمَعهُ ، عَصَيتُكَ فيهِ رَبّي طَرفَةَ عَينٍ ، وفيما سِواها مِن حِلٍّ أو حَرامٍ تَعَدَّيتُ فيهِ أو قَصَّرتُ عَنهُ ، مُنذُ يَومَ خَلَقتَني إلى أن جَلَستُ مَجلِسي هذا ، فَإِنّي أتوبُ إلَيكَ مِنهُ ، وأَنتَ يا كَريمُ تَوّابٌ رَحيمٌ .
اللَّهُمَّ يا ذَا المَنِّ وَالفَضلِ وَالمَحامِدِ الَّتي لا تُحصى ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاقبَل تَوبَتي ، ولا تَرُدَّها لِكَثرَةِ ذُنوبي وما أسرَفتُ عَلى نَفسي ؛ حَتّى لا أرجِعَ في ذَنبٍ تُبتُ إلَيكَ مِنهُ ، فَاجعَلها يا عَزيزُ تَوبَةً نَصوحاً صادِقَةً مَبرورَةً لَدَيكَ مَقبولةً مَرفوعَةً عِندَكَ ، في خَزائِنِكَ الَّتي ذَخَرتَها لِأَولِيائِكَ حينَ قَبِلتَها مِنهُم ورَضيتَ بِها عَنهُم .
اللَّهُمَّ إنَّ هذِهِ النَّفسَ نَفسُ عَبدِكَ ، وأَسأَ لُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأَن تُحَصِّنَها مِنَ الذُّنوبِ وتَمنَعَها مِنَ الخَطايا وتَحرُزَها مِنَ السَّيِّئاتِ ، وتَجعَلَها في حِصنٍ
1.أي ذكر عند ذبحه اسم غير اللَّه (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۸۷۸) .
2.انتهره : زجره (لسان العرب : ج ۵ ص ۲۳۹) .
3.الحِنْث : الخلف في اليمين (الصحاح : ج ۱ ص ۲۸۰) .
4.أشعار : جمع شَعَر (المصباح المنير : ص ۳۱۴) .
5.أبشار : جمعُ جمعِ بَشَرَة ، وهو ظاهر جلد الإنسان (تاج العروس : ج ۶ ص ۸۴) .