197
کنز الدعاء المجلد الثالث

رَبِّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ صَلاةً تُجاوِزُ رِضوانَكَ ، ويَتَّصِلُ اتِّصالُها بِبَقائِكَ ، ولا يَنفَدُ كَما لا تَنفَدُ كَلِماتُكَ .
رَبِّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، صَلاةً تَنتَظِمُ صَلَواتِ مَلائِكَتِكَ وأَنبِيائِكَ ورُسُلِكَ وأَهلِ طاعَتِكَ ، وتَشتَمِلُ عَلى‏ صَلَواتِ عِبادِكَ مِن جِنِّكَ وإنسِكَ وأَهلِ إجابَتِكَ ، وتَجتَمِعُ عَلى‏ صَلاةِ كُلِّ مَن ذَرَأتَ وبَرَأتَ مِن أصنافِ خَلقِكَ .
رَبِّ صَلِّ عَلَيهِ وآلِهِ ، صَلاةً تُحيطُ بِكُلِّ صَلاةٍ سالِفَةٍ ومُستَأنَفَةٍ ، وصَلِّ عَلَيهِ وعَلى‏ آلِهِ صَلاةً مَرضِيَّةً لَكَ ولِمَن دونَكَ ، وتُنشِئُ مَعَ ذلِكَ صَلَواتٍ تُضاعِفُ مَعَها تِلكَ الصَّلَواتِ عِندَها ، وتَزيدُها عَلى‏ كُرورِ الأَيّامِ زِيادَةً في تَضاعيفَ لا يَعُدُّها غَيرُكَ .
رَبِّ صَلِّ عَلى‏ أطائِبِ أهلِ بَيتِهِ الَّذينَ اختَرتَهُم لِأَمرِكَ ، وجَعَلتَهُم خَزَنَةَ عِلمِكَ ، وحَفَظَةَ دينِكَ ، وخُلَفاءَكَ في أرضِكَ ، وحُجَجَكَ عَلى‏ عِبادِكَ ، وطَهَّرتَهُم مِنَ الرِّجسِ وَالدَّنَسِ تَطهيراً بِإِرادَتِكَ ، وجَعَلتَهُمُ الوَسيلَةَ إلَيكَ ، وَالمَسلَكَ إلى‏ جَنَّتِكَ ، رَبِّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، صَلاةً تُجزِلُ لَهُم بِها مِن نِحَلِكَ وكَرامَتِكَ ، وتُكمِلُ لَهُمُ الأَشياءَ مِن عَطاياكَ ونَوافِلِكَ ، وتُوَفِّرُ عَلَيهِمُ الحَظَّ مِن عَوائِدِكَ وفَوائِدِكَ .
رَبِّ صَلِّ عَلَيهِ وعَلَيهِم صَلاةً لا أمَدَ في أوَّلِها ، ولا غايَةَ لِأَمَدِها ، ولا نِهايَةَ لِآخِرِها .
رَبِّ صَلِّ عَلَيهِم زِنَةَ عَرشِكَ وما دونَهُ ، ومِل‏ءَ سَماواتِكَ وما فَوقَهُنَّ ، وعَدَدَ أرَضيكَ وما تَحتَهُنَّ وما بَينَهُنَّ ، صَلاةً تُقَرِّبُهُم مِنكَ زُلفى‏ ، وتَكونُ لَكَ ولَهُم رِضىً ، ومُتَّصِلَةً بِنَظائِرِهِنَّ أبَداً .
اللَّهُمَّ إنَّكَ أيَّدتَ دينَكَ في كُلِّ أوانٍ بِإِمامٍ أقَمتَهُ عَلَماً لِعِبادِكَ ومَناراً في بِلادِكَ ، بَعدَ أن وَصَلتَ حَبلَهُ بِحَبلِكَ ، وجَعَلتَهُ الذَّريعَةَ إلى‏ رِضوانِكَ ، وَافتَرَضتَ طاعَتَهُ ، وحَذَّرتَ مَعصِيَتَهُ ، وأَمَرتَ بِامتِثالِ أوامِرِهِ ، وَالاِنتِهاءِ عِندَ نَهيِهِ ، وأَلّا يَتَقَدَّمَهُ مُتَقَدِّمٌ ولا يَتَأَخَّرَ عَنهُ مُتَأَخِّرٌ ، فَهُوَ عِصمَةُ اللّائِذينَ ، وكَهفُ المُؤمِنينَ وعُروَةُ المُتَمَسِّكينَ ، وبَهاءُ العالَمينَ .


کنز الدعاء المجلد الثالث
196

ولا تُماطُ ، ولا تُنازَعُ ولا تُجارى‏ ولا تُمارى‏ ، ولا تُخادَعُ ولا تُماكَرُ ! سُبحانَكَ سَبيلُكَ جَدَدٌ ، وأَمرُكَ رَشَدٌ ، وأَنتَ حَيٌّ صَمَدٌ ! سُبحانَكَ قَولُكَ حُكمٌ ، وقَضاؤُكَ حَتمٌ ، وإرادَتُكَ عَزمٌ ! سُبحانَكَ لا رادَّ لِمَشِيَّتِكَ ، ولا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِكَ ! سُبحانَكَ باهِرَ الآياتِ ، فاطِرَ السَّماواتِ ، بارِئَ النَّسَماتِ ، لَكَ الحَمدُ حَمداً يَدومُ بِدَوامِكَ .
ولَكَ الحَمدُ حَمداً خالِداً بِنِعمَتِكَ ، ولَكَ الحَمدُ حَمداً يُوازي صُنعَكَ ، ولَكَ الحَمدُ حَمداً يَزيدُ عَلَى رِضاكَ ، ولَكَ الحَمدُ حَمداً مَعَ حَمدِ كُلِّ حامِدٍ ، وشُكراً يَقصُرُ عَنهُ شُكرُ كُلِّ شاكِرٍ . حَمداً لا يَنبَغي إلّا لَكَ ، ولا يُتَقَرَّبُ بِهِ إلّا إلَيكَ . حَمداً يُستَدامُ بِهِ الأَوَّلُ ، ويُستَدعى‏ بِهِ دَوامُ الآخِرِ . حَمداً يَتَضاعَفُ عَلَى كُرورِ الأَزمِنَةِ ، ويَتَزايَدُ أضعافاً مُتَرادِفَةً . حَمداً يَعجِزُ عَن إحصائِهِ الحَفَظَةُ ، ويَزيدُ عَلى‏ ما أحصَتهُ في كِتابِكَ الكَتَبَةُ . حَمداً يُوازِنُ عَرشَكَ المَجيدَ ويُعادِلُ كُرسِيَّكَ الرَّفيعَ . حَمداً يَكمُلُ لَدَيكَ ثَوابُهُ ، ويَستَغرِقُ كُلَّ جَزاءٍ جَزاؤُهُ . حَمداً ظاهِرُهُ وَفقٌ لِباطِنِهِ ، وباطِنُهُ وَفقٌ لِصِدقِ النِّيَّةِ . حَمداً لَم يَحمَدكَ خَلقٌ مِثلَهُ ، ولا يَعرِفُ أحَدٌ سِواكَ فَضلَهُ . حَمداً يُعانُ مَنِ اجتَهَدَ في تَعديدِهِ ، ويُؤَيَّدُ مَن أغرَقَ نَزعاً في تَوفِيَتِهِ . حَمداً يَجمَعُ ما خَلَقتَ مِنَ الحَمدِ ، ويَنتَظِمُ ما أنتَ خالِقُهُ مِن بَعدُ . حَمداً لا حَمدَ أقرَبُ إلى‏ قَولِكَ مِنهُ ، ولا أحمَدَ مِمَّن يَحمَدُكَ بِهِ . حَمداً يوجِبُ بِكَرَمِكَ المَزيدَ بِوُفورِهِ ، وتَصِلُهُ بِمَزيدٍ بَعدَ مَزيدٍ طَولاً مِنكَ . حَمداً يَجِبُ لِكَرَمِ وَجهِكَ ، ويُقابِلُ عِزَّ جَلالِكَ .
رَبِّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، المُنتَجَبِ المُصطَفَى المُكَرَّمِ المُقَرَّبِ ، أفضَلَ صَلَواتِكَ ، وبارِك عَلَيهِ أتَمَّ بَرَكاتِكَ ، وتَرَحَّم عَلَيهِ أمتَعَ رَحَماتِكَ .
رَبِّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، صَلاةً زاكِيَةً لا تَكونُ صَلاةٌ أزكى‏ مِنها ، وصَلِّ عَلَيهِ صَلاةً نامِيَةً لا تَكونُ صَلاةٌ أنمى‏ مِنها ، وصَلِّ عَلَيهِ صَلاةً راضِيَةً لا تَكونُ صَلاةٌ فَوقَها .
رَبِّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، صَلاةً تُرضيهِ وتَزيدُ عَلى‏ رِضاهُ ، وصَلِّ عَلَيهِ صَلاةً تُرضيكَ وتَزيدُ عَلى‏ رِضاكَ لَهُ ، وصَلِّ عَلَيهِ صَلاةً لا تَرضى‏ لَهُ إلّا بِها ، ولا تَرى‏ غَيرَهُ لَها أهلاً .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27742
صفحه از 666
پرینت  ارسال به