195
کنز الدعاء المجلد الثالث

كُلِّ عَدَدٍ . وأَنتَ اللَّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، الدّاني في عُلُوِّهِ ، وَالعالي في دُنُوِّهِ . وأَنتَ اللَّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، ذُو البَهاءِ وَالمَجدِ ، وَالكِبرِياءِ وَالحَمدِ . وأَنتَ اللَّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، الَّذي أنشَأتَ الأَشياءَ مِن غَيرِ سِنخٍ ۱ ، وصَوَّرتَ ما صَوَّرتَ مِن غَيرِ مِثالٍ ، وَابتَدَعتَ المُبتَدَعاتِ بِلَا احتِذاءٍ .
أنتَ الَّذي قَدَّرتَ كُلَّ شَي‏ءٍ تَقديراً ، ويَسَّرتَ كُلَّ شَي‏ءٍ تَيسيراً ، ودَبَّرتَ ما دونَكَ تَدبيراً . أنتَ الَّذي لَم يُعِنكَ عَلى‏ خَلقِكَ شَريكٌ ، ولَم يُوازِركَ في أمرِكَ وَزيرٌ ، ولَم يَكُن لَكَ مُشاهِدٌ ولا نَظيرٌ . أنتَ الَّذي أرَدتَ فَكانَ حَتماً ما أرَدتَ ، وقَضَيتَ فَكانَ عَدلاً ما قَضَيتَ ، وحَكَمتَ فَكانَ نَصَفاً ما حَكَمتَ . أنتَ الَّذي لا يَحويكَ مَكانٌ ، ولَم يَقُم لِسُلطانِكَ سُلطانٌ ، ولَم يُعيِكَ بُرهانٌ ولا بَيانٌ . أنتَ الَّذي أحصَيتَ كُلَّ شَي‏ءٍ عَدَداً ، وجَعَلتَ لِكُلِّ شَي‏ءٍ أمَداً ، وقَدَّرتَ كُلَّ شَي‏ءٍ تَقديراً . أنتَ الَّذي قَصُرَتِ الأَوهامُ عَن ذاتِيَّتِكَ ، وعَجَزَتِ الأَفهامُ عَن كَيفِيَّتِكَ ، ولَم تُدرِكِ الأَبصارُ مَوضِعَ أينِيَّتِكَ . أنتَ الَّذي لا تُحَدُّ فَتَكونَ مَحدوداً ، ولَم تُمَثَّل فَتَكونَ مَوجوداً ، ولَم تَلِد فَتَكونَ مَولوداً . أنتَ الَّذي لا ضِدَّ مَعَكَ فَيُعانِدَكَ ، ولا عِدلَ لَكَ فَيُكاثِرَكَ ، ولا نِدَّ لَكَ فَيُعارِضَكَ . أنتَ الَّذِي ابتَدَأَ وَاختَرَعَ ، وَاستَحدَثَ وَابتَدَعَ ، وأَحسَنَ صُنعَ ما صَنَعَ .
سُبحانَكَ ما أجَلَّ شَأنَكَ ، وأَسنى‏ فِي الأَماكِنِ مَكانَكَ ، وأَصدَعَ بِالحَقِّ فُرقانَكَ ! سُبحانَكَ مِن لَطيفٍ ما ألطَفَكَ ، ورَؤُوفٍ ما أرأَفَكَ ، وحَكيمٍ ما أعرَفَكَ ! سُبحانَكَ مِن مَليكٍ ما أمنَعَكَ ، وجَوادٍ ما أوسَعَكَ ، ورَفيعٍ ما أرفَعَكَ ، ذُو البَهاءِ وَالمَجدِ وَالكِبرِياءِ وَالحَمدِ ! سُبحانَكَ بَسَطتَ بِالخَيراتِ يَدَكَ ، وعُرِفَتِ الهِدايَةُ مِن عِندِكَ ، فَمَنِ التَمَسَكَ لِدِينٍ أو دُنيا وَجَدَكَ ! سُبحانَكَ خَضَعَ لَكَ مَن جَرى‏ في عِلمِكَ ، وخَشَعَ لِعَظَمَتِكَ ما دونَ عَرشِكَ ، وَانقادَ لِلتَّسليمِ لَكَ كُلُّ خَلقِكَ . سُبحانَكَ لا تُحَسُّ ولا تُجَسُّ ولا تُمَسُّ ، ولا تُكادُ

1.السِّنخُ : الأصل (النهاية : ج ۲ ص ۴۰۸ «سنخ») .


کنز الدعاء المجلد الثالث
194

اللَّهُمَّ إنَّكَ تَرى‏ مَكاني ، وتَسمَعُ كَلامي ، وتَعلَمُ سِرّي وعَلانِيَتي ، ولا يَخفى‏ عَلَيكَ شَي‏ءٌ مِن أمري ، أنَا البائِسُ الفَقيرُ ، المُستَغيثُ المُستَجيرُ ، الوَجِلُ المُشفِقُ ، المُقِرُّ المُعتَرِفُ بِذَنبِهِ ، أسأَ لُكَ مَسأَلَةَ المِسكينِ ، وأَبتَهِلُ إلَيكَ ابتِهالَ المُذنِبِ الذَّليلِ ، وأَدعوكَ دُعاءَ الخائِفِ الضَّريرِ ، مَن خَضَعَت لَكَ رَقَبَتُهُ ، وذَلَّ جَسَدُهُ ، ورَغِمَ أنفُهُ . اللَّهُمَّ لا تَجعَلني بِدُعائِكَ شَقِيّاً ، وكُن بي رَؤوفاً رَحيماً ، يا خَيرَ المَسؤولينَ ، ويا خَيرَ المُعطينَ . ۱

راجع : ص ۲۹۳ (دعوات الحجّ / الدعوات المأثورة عند الوقوف بعرفات / الأدعية المأثورة عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله) .

۲۷ / ۴

الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَينِ العابِدينَ عليه السلام لِيَومِ عَرَفَةَ

الف - الدُّعاءُ الأَوَّلُ‏

۱۹۵۶.الإمام زين العابدين عليه السلام - في دُعائِهِ يَومَ عَرَفَةَ - :
الحَمدُ للَّهِ‏ِ رَبِّ العالَمينَ ، اللَّهُمَّ لَكَ الحَمدُ بَديعَ السَّماواتِ وَالأَرضِ ، ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ ، رَبَّ الأَربابِ ، وإلهَ كُلِّ مَألُوهٍ ، وخالِقَ كُلِّ مَخلوقٍ ، ووارِثَ كُلِّ شَي‏ءٍ ، لَيسَ كَمِثلِهِ شَي‏ءٌ ، ولا يَعزُبُ عَنهُ عِلمُ شَي‏ءٍ ، وهُوَ بِكُلِّ شَي‏ءٍ مُحيطٌ ، وهُوَ عَلَى‏ كُلِّ شَي‏ءٍ رَقيبٌ .
أنتَ اللَّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، الأَحَدُ المُتَوَحِّدُ الفَردُ المُتَفَرِّدُ . وأَنتَ اللَّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، الكَريمُ المُتَكَرِّمُ ، العَظيمُ المُتَعَظِّمُ ، الكَبيرُ المُتَكَبِّرُ . وأَنتَ اللَّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، العَلِيُّ المُتَعالِ ، الشَّديدُ المِحالِ . وأَنتَ اللَّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، الرَّحمنُ الرَّحيمُ ، العَليمُ الحَكيمُ . وأَنتَ اللَّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، السَّميعُ البَصيرُ ، القَديمُ الخَبيرُ . وأَنتَ اللَّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، الكَريمُ الأَكرَمُ ، الدّائِمُ الأَدوَمُ . وأَنتَ اللَّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، الأَوَّلُ قَبلَ كُلِّ أحَدٍ ، وَالآخِرُ بَعدَ

1.المعجم الصغير : ص ۱ ح ۲۴۷ ، المعجم الكبير : ج ۱۱ ص ۱۴۰ ح ۱۱۴۰۵ ، الدعاء للطبراني : ص ۲۷۴ ح ۸۷۷ ، تاريخ بغداد : ج ۶ ص ۱۶۳ وفيها «في حجّة الوداع» بدل «عشية عرفة» ، كنز العمّال : ج ۲ ص ۱۷۵ ح ۳۶۱۴ .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27745
صفحه از 666
پرینت  ارسال به