165
کنز الدعاء المجلد الثالث

المَسجِدَ فَدَخَلتُهُ ، فَما وَجَدتُ فيهِ إلّا سَيِّدي عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليهما السلام قائِماً ۱ يُصَلّي صَلاةَ الفَجرِ وَحدَهُ ، فَوَقَفتُ وصَلَّيتُ بِصَلاتِهِ ، فَلَمّا أن فَرَغَ مِن صَلاتِهِ سَجَدَ سَجدَةَ الشُّكرِ .
ثُمَّ إنَّهُ جَلَسَ يَدعو وجَعَلتُ اُؤَمِّنُ عَلى‏ دُعائِهِ ، فَما أتى‏ إلى‏ آخِرِ دُعائِهِ حَتّى‏ بَزَغَتِ الشَّمسُ ، فَوَثَبَ قائِماً عَلى‏ قَدَمَيهِ تُجاهَ القِبلَةِ وتُجاهَ قَبرِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله .
ثُمَّ إنَّهُ رَفَعَ يَدَيهِ حَتّى‏ صارَتا بِإِزاءِ وَجهِهِ وقالَ :
إلهي وسَيِّدي أنتَ فَطَرتَني وَابتَدَأتَ خَلقي لا لِحاجَةٍ مِنكَ إلَيَّ بَل تَفَضُّلاً مِنكَ عَلَيَّ ، وقَدَّرتَ لي أجَلاً ورِزقاً لا أتَعَدّاهُما ولايَنقُصُني أحَدٌ مِنهُما شَيئاً ، وكَنَفتَني ۲ منِكَ بِأَنواعِ النِّعَمِ وَالكِفايَةِ طِفلاً وناشِئاً ، مِن غَيرِ عَمَلٍ عَمِلتُهُ فَعَلِمتَهُ مِنّي فَجازَيتَني عَلَيهِ ، بَل كانَ ذلِكَ مِنكَ تَطَوُّلاً عَلَيَّ وَامتِناناً ، فَلَمّا بَلَغتَ بي أجَلَ الكِتابِ مِن عِلمِكَ بي ووَفَّقتَني لِمَعرِفَةِ وَحدانِيَّتِكَ وَالإِقرارِ بِرُبوبِيَّتِكَ ، فَوَحَّدتُكَ مُخلِصاً لَم أدعُ لَكَ شَريكاً في مُلكِكَ ، ولا مُعيناً عَلى‏ قُدرَتِكَ ، ولَم أنسِب إلَيكَ صاحِبَةً ولا وَلَداً .
فَلَمّا بَلَغتَ بي تَناهِي الرَّحمَةِ مِنكَ عَلَيَّ ، مَنَنتَ بِمَن هَدَيتَني بِهِ مِنَ الضَّلالَةِ ، وَاستَنقَذتَني بِهِ مِنَ الهَلَكَةِ ، وَاستَخلَصتَني بِهِ مِنَ الحَيرَةِ وفَكَكتَني بِهِ مِنَ الجَهالَةِ ، وهُوَ حَبيبُكَ ونَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صلى اللَّه عليه وآله ، أزلَفُ ۳ خَلقِكَ عِندَكَ وأَكرَمُهُم مَنزِلَةً لَدَيكَ ، فَشَهِدتُ مَعَهُ بِالوَحدانِيَّةِ وأَقرَرتُ لَكَ بِالرُّبوبِيَّةِ وَالرِّسالَةِ ، وأَوجَبتَ لَهُ عَلَيَّ الطّاعَةَ ، فَأَطَعتُهُ كَما أمَرتَ وصَدَّقتُهُ فيما حَتَمتَ ، وخَصَصتَهُ بِالكِتابِ المُنزَلِ عَلَيهِ وَالسَّبعِ المَثانِي المُوحاةِ إلَيهِ ، وأَسمَيتَهُ القُرآنَ وأَكنَيتَهُ الفُرقانَ العَظيمَ .
فَقُلتَ جَلَّ اسمُكَ : (وَ لَقَدْ ءَاتَيْنَكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِى وَ الْقُرْءَانَ الْعَظِيمَ) . ۴ وقُلتَ - جَلَّ

1.في المصدر : «قائم» ، وما أثبتناه من بحار الأنوار .

2.كَنَفه : حاطَهُ (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۱۹۲) .

3.الزُلفة والزُلفى : القربة والمنزلة (الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۷۰).

4.الحِجر : ۸۷ .


کنز الدعاء المجلد الثالث
164

رَغبَتي ، فَلا تُخَيِّبني في رَجائي يا سَيِّدي ومَولايَ ، ولا تُبطِل طَمَعي ورَجائى .
فَقَد تَوجَّهتُ إلَيكَ بِمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وقَدَّمتُهُم إلَيكَ أمامي وأَمامَ حاجَتي وطَلِبَتي وتَضَرُّعي ومَسأَلَتي ، فَاجعَلني بِهِم وَجيهاً فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ومِنَ المُقَرَّبينَ ، فَإِنَّكَ مَنَنتَ عَلَيَّ بِمَعرِفَتِهِم فَاختِم لي بِهِمُ السَّعادَةَ ، إنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَي‏ءٍ قَديرٌ .
زِيادَةٌ فيهِ :
مَنَنتَ عَلَيَّ بِهِم ، فَاختِم لي بِالسَّعادَةِ وَالأَمنِ ، وَالسَّلامَةِ وَالإِيمانِ وَالمَغفِرَةِ وَالرِّضوانِ ، وَالسَّعادَةِ وَالحِفظِ .
يا أللَّهُ أنتَ لِكُلِّ حاجَةٍ لَنا ، فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ وعافِنا ، ولا تُسَلِّط عَلَينا أحَداً مِن خَلقِكَ لاطاقَةَ لَنا بِهِ ، وَاكفِنا كُلَّ أمرٍ مِن أمرِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وتَرَحَّم عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وسَلِّم عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، كَأَفضَلِ ما صَلَّيتَ وبارَكتَ وتَرَحَّمتَ وسَلَّمتَ وتَحَنَّنتَ عَلى‏ إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ . ۱

۱۹۳۴.الإقبال عن جابر بن عبد اللَّه الأنصاري : كُنتُ بِالمَدينَةِ وقَد وُلِّيَها مَروانُ بنُ الحَكَمِ مِن قِبَلِ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ، وكانَ شَهرُ رَمَضانَ ، فَلَمّا كانَ في آخِرِ لَيلَةٍ مِنهُ أمَرَ مُنادِيَهُ أن يُنادِيَ بِالنّاسِ فِي الخُروجِ إلَى البَقيعِ لِصَلاةِ العيدِ ، فَغَدَوتُ مِن مَنزِلي اُريدُ إلى‏ سَيِّدي عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليهما السلام غَلَساً ۲ ، فَما مَرَرتُ بِسِكَّةٍ مِن سِكَكِ المَدينَةِ إلّا رَأيتُ أهلَها خارِجينَ إلَى البَقيعِ ، فَيَقولونَ : إلى‏ أينَ تُريدُ يا جابِرُ؟ فَأَقولُ : إلى‏ مَسجِدِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، حَتّى‏ أتَيتُ

1.الإقبال : ج ۱ ص ۴۶۸ ، المقنعة : ص ۱۹۵ ، المهذّب للقاضي ابن البرّاج : ج ۱ ص ۱۱۸ ، تهذيب الأحكام : ج ۳ ص ۱۴۰ ح ۳۱۵ ، مصباح المتهجّد : ص ۶۵۵ ح ۷۲۶ ، المصباح للكفعمي : ص ۸۶۶ ، البلد الأمين : ص ۲۴۱ وذُكِر الدعاء في الأربعة الأخيرة بعد صلاة العيد وكلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۹۱ ص ۱ ح ۱ و ج ۹۸ ص ۲۰۳ ح ۱ .

2.الغَلَس : ظلام آخر الليل (لسان العرب : ج ۶ ص ۱۵۶)

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27718
صفحه از 666
پرینت  ارسال به