151
کنز الدعاء المجلد الثالث

أعَنتَهُم عَلى‏ أداءِ حَقِّكَ مِن أصنافِ خَلقِكَ ، مِنَ المَلائِكَةِ المُقَرَّبينَ وَالنَّبِيِّينَ وَالمُرسَلينَ ، وأَصنافِ النّاطِقينَ المُسَبِّحينَ لَكَ مِن جَميعِ العالَمينَ ، عَلى‏ أنَّكَ بَلَّغتَنا شَهرَ رَمَضانَ وعَلَينا مِن نِعَمِكَ ، وعِندَنا مِن قِسَمِكَ وإحسانِكَ وتَظاهُرِ امتِنانِكَ بِذلِكَ ، لَكَ مُنتَهَى الحَمدِ الخالِدِ الدّائِمِ الرّاكِدِ المُخَلَّدِ السَّرمَدِ ۱ الَّذي لا يَنفَدُ طولَ الأَبَدِ ، جَلَّ ثَناؤُكَ أعَنتَنا عَلَيهِ حَتّى‏ قَضَيتَ عَنّا صِيامَهُ وقِيامَهُ ، مِن صَلاةٍ وما كانَ مِنّا فيهِ مِن بِرٍّ أو شُكرٍ أو ذِكرٍ .
اللَّهُمَّ فَتَقَبَّلهُ مِنّا بِأَحسَنِ قَبولِكَ وتَجاوُزِكَ وعَفوِكَ ، وصَفحِكَ وغُفرانِكَ وحَقيقَةِ رِضوانِكَ،حَتّى‏ تُظفِرَنا فيهِ بِكُلِّ خَيرٍ مَطلوبٍ، وجَزيلِ عَطاءٍ مَوهوبٍ ، وتُؤمِنَنا فيهِ مِن كُلِّ أمرٍ مَرهوبٍ وذَنبٍ مَكسُوبٍ .
اللَّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِعَظيمِ ما سَأَلَكَ أحَدٌ مِن خَلقِكَ ، مِن كَريمِ أسمائِكَ وجَزيلِ ثَنائِكَ وخاصَّةِ دُعائِكَ ، أن تُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأَن تَجعَلَ شَهرَنا هذا أعظَمَ شَهرِ رَمَضانَ مَرَّ عَلَينا مُنذُ أنزَلتَنا إلَى الدُّنيا بَرَكَةً ، في عِصمَةِ ديني وخَلاصِ نَفسي ، وقَضاءِ حاجَتي وَتَشفيعي في مَسائِلي وتَمامِ النِّعمَةِ عَلَيَّ ، وصَرفِ السُّوءِ عَنّي ولِباسِ العافِيَةِ لي ، وأَن تَجعَلَني بِرَحمَتِكَ مِمَّن حُزتَ لَهُ لَيلَةَ القَدرِ وجَعَلتَها لَهُ خَيراً مِن ألفِ شَهرٍ ، في أعظَمِ الأَجرِ وكَرائِمِ الذُّخرِ ، وطولِ العُمُرِ وحُسنِ الشُّكرِ ودَوامِ اليُسرِ .
اللَّهُمَّ وأَسأَ لُكَ بِرَحمَتِكَ وطَولِكَ وعَفوِكَ ونَعمائِكَ ، وجَلالِكَ وقَديمِ إحسانِكَ وَامتِنانِكَ ، أن لا تَجعَلَهُ آخِرَ العَهدِ مِنّا بِشَهرِ رَمَضانَ حَتّى‏ تُبَلِّغَناهُ مِن قابِلٍ عَلى‏ أحسَنِ حالٍ ، وتُعَرِّفَني هِلالَهُ مَعَ النَّاظِرينَ إلَيهِ والمُتَعَرِّفينَ لَهُ في أعفى‏ عافِيَتِكَ ، وأَنعَمِ نِعمَتِكَ وأَوسَعِ رَحمَتِكَ وأَجزَلِ قَسمِكَ .
اللَّهُمَّ يا رَبِّيَ الَّذي لَيسَ لي رَبٌّ غَيرُهُ ، لا يَكونُ هذَا الوَداعُ مِنّي وَداعَ فَناءٍ ولا آخِرَ

1.السَرْمَد : الدائِم الّذي لاينقطع (النهاية : ج ۲ ص ۳۶۲) .


کنز الدعاء المجلد الثالث
150

يَومِ القِيامَةِ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ نَبِيِّنا وآلِهِ كَما صَلَّيتَ عَلى‏ مَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ ، وصَلِّ عَلَيهِ وآلِهِ كَما صَلَّيتَ عَلى‏ أنبِيائِكَ المُرسَلينَ ، وصَلِّ عَلَيهِ وآلِهِ كَما صَلَّيتَ عَلى‏ عِبادِكَ الصّالِحينَ ، وأَفضَلَ مِن ذلِكَ يا رَبَّ العالَمينَ ، صَلاةً تَبلُغُنا بَرَكَتُها ، ويَنالُنا نَفعُها ، ويُستَجابُ لَها دُعاؤُنا ، إنَّكَ أكرَمُ مَن رُغِبَ إلَيهِ ، وأَكفى‏ مَن تُوُكِّلَ عَلَيهِ ، وأَعطى‏ مَن سُئِلَ مِن فَضلِهِ ، وأَنتَ عَلى‏ كُلِّ شَي‏ءٍ قَديرٌ . ۱

د - دُعاءُ الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام في وَداعِ الشَّهرِ

۱۹۲۷.الإمام الصادق عليه السلام :
اللَّهُمَّ إنَّكَ قُلتَ في كِتابِكَ المُنزَلِ عَلى‏ لِسانِ نَبِيِّكَ المُرسَلِ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ وقَولُكَ حَقٌّ : ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ ) وهذَا شَهرُ رَمَضانَ قَد تَصَرَّمَ ، فَأَسأَ لُكَ بِوَجهِكَ الكَريمِ وكَلَماتِكَ التّامَّةِ ، إن كانَ بَقِيَ عَلَيَّ ذَنبٌ لَم تَغفِرهُ لِي ، أو تُرِيدُ أن تُعَذِّبَني عَلَيهِ أو تُقايِسَني ۲ بِهِ ، أن يَطلُعَ ۳ فَجرُ هذِهِ اللَّيلَةِ أو يَتَصَرَّمَ هذا الشَّهرُ إلّا وقَد غَفَرتَهُ لي ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ .
اللَّهُمَّ لَكَ الحَمدُ بِمَحامِدِكِ كُلِّها أوَّلِها وآخِرِها ، ما قُلتَ لِنَفسِكَ مِنها ، وما قالَ لَكَ الخَلائِقَ الحامِدونَ ، المُجتَهِدونَ ، المُعَدِّدونَ ۴ ، المُؤثِرونَ ۵ في ذِكرِكَ وَالشُّكرِ لَكَ ، الَّذينَ

1.الصحيفة السجّاديّة : ص ۱۷۱ الدعاء ۴۵ ، مصباح المتهجّد : ص ۶۴۲ ح ۷۱۸ ، الإقبال : ج ۱ ص ۴۲۲ كلاهما نحوه ، المزار الكبير : ص ۶۱۹ ، البلد الأمين : ص ۴۸۰ ، المصباح للكفعمي : ص ۸۴۵ ، بحار الأنوار : ج ۹۸ ص ۱۷۲ ح ۱ .

2.أي تحبط حسناتي بسببه (مرآة العقول : ج ۱۶ ص ۴۰۲) .

3.في مصباح المتهجّد : «أن لايطلع» وهو الظاهر (مرآة العقول : ج ۱۶ ص ۴۰۲) .

4.لعلّ المراد : الّذين يعدّدون نعماءك (ملاذ الأخيار : ج ۵ ص ۱۶۳) .

5.الإيثار : الاختيار أي يختارون ذكرك وشكرك على كلّ شي‏ء ، ولعلّ «في» زائدة ، أو ضمّن فيه معنى الخوض ونحوه ، ويمكن أن يقرأ على البناء للمفعول (ملاذ الأخيار : ج ۵ ص ۱۶۳) .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27395
صفحه از 666
پرینت  ارسال به