15
کنز الدعاء المجلد الثالث

ما أحلَلتَ ، ولا تَنطِقَ ألسِنَتُنا إلّا بِما مَثَّلتَ ، ولا نَتَكَلَّفَ إلّا ما يُدني مِن ثَوابِكَ ، ولا نَتَعاطى‏ إلَّا الَّذي يَقي مِن عِقابِكَ ، ثُمَّ خَلِّص ذلِكَ كُلَّهُ مِن رِياءِ المُرائينَ ، وسُمعَةِ المُسمِعينَ ، لا نُشرِكُ فيهِ أحَداً دونَكَ ، ولا نَبتَغي فيهِ مُراداً سِواكَ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وقِفنا ۱ فيهِ عَلى‏ مَواقيتِ الصَّلَواتِ الخَمسِ بِحُدودِهَا الَّتي حَدَّدتَ ، وفُروضِهَا الَّتي فَرَضتَ ، ووَظائِفِهَا الَّتي وَظَّفتَ ، وأَوقاتِهَا الَّتي وَقَّتَّ ، وأَنزِلنا فيها مَنزِلَةَ المُصيبينَ لِمَنازِلِها ؛ الحافِظينَ لِأَركانِها ؛ المُؤَدّينَ لَها في أوقاتِها ، عَلى‏ ما سَنَّهُ عَبدُكَ ورَسولُكَ - صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ - في رُكوعِها وسُجودِها وجَميعِ فَواضِلِها ، عَلى‏ أتَمِّ الطَّهورِ وأَسبَغِهِ ۲ ، وأَبيَنِ الخُشوعِ وأَبلَغِهِ .
ووَفِّقنا فيهِ لِأَن نَصِلَ أرحامَنا بِالبِرِّ وَالصِّلَةِ ، وأَن نَتَعاهَدَ جيرانَنا بِالْإِفضالِ وَالعَطِيَّةِ ، وأَن نُخَلِّصَ أموالَنا مِنَ التَّبِعاتِ ، وأَن نُطَهِّرَها بِإِخراجِ الزَّكَواتِ .
وأَن نُراجِعَ مَن هاجَرَنا ۳ ، وأَن نُنصِفَ مَن ظَلَمَنا ، وأَن نُسالِمَ مَن عادانا ، حاشا مَن عودِيَ فيكَ ولَكَ ؛ فَإِنَّهُ العَدُوُّ الَّذي لا نُواليهِ ، وَالحِزبُ الَّذي لا نُصافيهِ .
وأَن نَتَقَرَّبَ إلَيكَ فيهِ مِنَ الأَعمالِ الزّاكِيَةِ بِما تُطَهِّرُنا بِهِ مِنَ الذُّنوبِ ، وتَعصِمُنا فيهِ مِمّا نَستَأنِفُ مِنَ العُيوبِ ؛ حَتّى‏ لا يورِدَ عَلَيكَ أحَدٌ مِن مَلائِكَتِكَ إلّا دونَ ما نورِدُ مِن أبوابِ الطّاعَةِ لَكَ ، وأَنواعِ القُربَةِ إلَيكَ .
اللَّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِحَقِّ هذَا الشَّهرِ ، وبِحَقِّ مَن تَعَبَّدَ لَكَ فيهِ مِن ابتِدائِهِ إلى وَقتِ فَنائِهِ - مِن مَلَكٍ قَرَّبتَهُ ، أو نَبِيٍّ أرسَلتَهُ ، أو عَبدٍ صالِحٍ اِختَصَصتَهُ - أن تُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وأَهِّلنا ۴ فيهِ لِما وَعَدتَ أولِياءَكَ مِن كَرامَتِكَ ، وأَوجِب لَنا فيهِ ما أوجَبتَ لِأَهلِ المُبالَغَةِ

1.في مصباح المتهجّد : «اللّهم وفّقنا فيه للمحافظة على ...» و في الإقبال كما في المصدر .

2.أسبغَ الوضوء : أبلَغَهُ مواضعه ، ووفّى كلّ عضو حقّه (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۱۰۷) .

3.الهَجْر : ضدّ الوصل (النهاية : ج ۵ ص ۲۴۴) .

4.هو أهل لكذا : أي مستوجب له ومستحقّ . وأهَّلَه لذلك : رآه له أهلاً ومستحقّاً ، أو جعله أهلاً لذلك (تاج العروس : ج ۱۴ ص ۳۶) .


کنز الدعاء المجلد الثالث
14

ولِيَجزِيَنا عَلى‏ ذلِكَ جَزاءَ المُحسِنينَ .
وَالحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي حَبانا ۱ بِدينِهِ ، وَاختَصَّنا بِمِلَّتِهِ ، وسَبَّلَنا ۲ في سُبُلِ إحسانِهِ ، لِنَسلُكَها بِمَنِّهِ إلى رِضوانِهِ ؛ حَمداً يَتَقَبَّلُهُ مِنّا ، ويَرضى‏ بِهِ عَنّا .
وَالحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي جَعَلَ مِن تِلكَ السُّبُلِ شَهرَهُ رَمَضانَ ؛ شَهرَ الصِّيامِ ، وشَهرَ الإِسلامِ ، وشَهرَ الطَّهورِ ، وشَهرَ التَّمحيصِ ۳ ، وشَهرَ القِيامِ‏( الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَ بَيِّنَتٍ مِّنَ الْهُدَى‏ وَالْفُرْقَانِ ) ۴ .
فَأَبانَ فَضيلَتَهُ عَلى‏ سائِرِ الشُّهورِ بِما جَعَلَ لَهُ مِنَ الحُرُماتِ المَوفورَةِ وَالفَضائِلِ المَشهُورَةِ ، فَحَرَّمَ فيهِ ما أحَلَّ في غَيرِهِ إعظاماً ، وحَجَرَ ۵ فيهِ المَطاعِمَ وَالمَشارِبَ إكراماً ، وجَعَلَ لَهُ وَقتاً بَيِّناً ؛ لا يُجيزُ - جَلَّ وعَزَّ - أن يُقَدَّمَ قَبلَهُ ، ولا يَقبَلُ أن يُؤَخَّرَ عَنهُ .
ثُمَّ فَضَّلَ لَيلَةً واحِدَةً مِن لَياليهِ عَلى‏ لَيالي ألفِ شَهرٍ ، وسَمّاها لَيلَةَ القَدرِ ( تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِ‏ّ أَمْرٍ ) ۶ ، سَلامٌ دائِمُ البَرَكَةِ إلى طُلوعِ الفَجرِ عَلى‏ مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ بِما أحكَمَ مِن قَضائِهِ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وأَلهِمنا مَعرِفَةَ فَضلِهِ ، وإجلالَ حُرمَتِهِ ، وَالتَّحَفُّظَ مِمّا حَظَرتَ ۷ فيهِ ، وأَعِنّا عَلى‏ صِيامِهِ بِكَفِّ الجَوارِحِ عَن مَعاصيكَ ، وَاستِعمالِها فيهِ بِما يُرضيكَ ؛ حَتّى‏ لا نُصغِيَ بِأَسماعِنا إلى لَغوٍ ، ولا نُسرِعَ بِأَبصارِنا إلى لَهوٍ ، وحَتّى‏ لا نَبسُطَ أيدِيَنا إلى مَحظورٍ ، ولا نَخطُوَ بِأَقدامِنا إلى مَحجورٍ ، وحَتّى‏ لا تَعِيَ ۸ بُطونُنا إلّا

1.حبا فلاناً : أعطاه بلا جزاء ولا منّ ، وحاباه : اختصّه (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۳۱۵) .

2.السبيل : الطريق (النهاية : ج ۲ ص ۳۳۸) . وسبّل الشي‏ء : أباحه ، كأنّه جعل إليه طريقاً مطروقاً .

3.التمحيص : الابتلاء والاختبار . وتمحيص الذنوب : تطهيرها (تاج العروس : ج ۹ ص ۳۵۹ و۳۶۰) .

4.البقرة : ۱۸۵ .

5.أي حرّم . والحِجْرُ : الحرام (الصحاح : ج ۲ ص ۶۲۳) .

6.القدر : ۴ .

7.حظرتُ الشي‏ءَ : حرّمته (النهاية : ج ۱ ص ۴۰۵) .

8.وَعى‏ : جَمَع من الطعام والشراب (النهاية : ج ۵ ص ۲۰۷) .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 30103
صفحه از 666
پرینت  ارسال به