149
کنز الدعاء المجلد الثالث

وفِطرِنا ، وَاجعَلهُ مِن خَيرِ يَومٍ مَرَّ عَلَينا ، أجلَبِهِ لِعَفوٍ وأَمحاهُ لِذَنبٍ ، وَاغفِر لَنا ماخَفِيَ مِن ذُنوبِنا وما عَلَنَ .
اللَّهُمَّ اسلَخنا بِانسِلاخِ هذَا الشَّهرِ مِن خَطايانا ، وأَخرِجنا بِخُروجِهِ مِن سَيِّئاتِنا ، وَاجعَلنا مِن أسعَدِ أهلِهِ بِهِ وأَجزَلِهِم قِسماً فيهِ ، وأَوفَرِهِم حَظّاً مِنهُ .
اللَّهُمَّ ومَن رَعى‏ ۱ هذَا الشَّهرَ حَقَّ رِعايَتِهِ ، وحَفِظَ حُرمَتَهُ حَقَّ حِفظِها ، وقامَ بِحُدودِهِ حَقَّ قِيامِها ، وَاتَّقى‏ ذُنوبَهُ حَقَّ تُقاتِها ، أو تَقَرَّبَ إلَيكَ بِقُربَةٍ أوجَبَت رِضاكَ لَهُ ، وعَطَفَت رَحمَتَكَ عَلَيهِ ، فَهَب لَنا مِثلَهُ مِن وُجدِكَ ، وأَعطِنا أضعافَهُ مِن فَضلِكَ ، فَإِنَّ فَضلَكَ لايَغيضُ ۲ ، وإنَّ خَزائِنَكَ لاتَنقُصُ بَل تَفيضُ ، وإنَّ مَعادِنَ إحسانِكَ لاتَفنى‏ ، وإنَّ عَطاءَكَ لَلعَطاءُ المُهَنَّأُ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاكتُب لَنا مِثلَ اُجورِ مَن صامَهُ ، أو تَعَبَّدَ لَكَ فيهِ إلى يَومِ القِيامَةِ .
اللَّهُمَّ إنّا نَتوبُ إلَيكَ في يَومِ فِطرِنَا الَّذي جَعَلتَهُ لِلمُؤمِنينَ عيداً وسُروراً ، ولِأَهلِ مِلَّتِكَ مَجمَعاً ومُحتَشَداً مِن كُلِّ ذَنبٍ أذنَبناهُ ، أو سوءٍ أسلَفناهُ ، أو خاطِرِ شَرٍّ أضمَرناهُ ، تَوبَةَ مَن لا يَنطَوي عَلى‏ رُجوعٍ إلى ذَنبٍ ، ولا يَعودُ بَعدَها في خَطيئَةٍ ، تَوبَةً نَصوحاً خَلَصَت مِنَ الشَّكِ وَالِارتِيابِ ، فَتَقَبَّلها مِنّا وَارضَ عَنَّا وثَبِّتنا عَلَيها .
اللَّهُمَّ ارزُقنا خَوفَ عِقابِ الوَعيدِ ، وشَوقَ ثَوابِ المَوعودِ ، حَتّى‏ نَجِدَ لَذَّةَ ما نَدعوكَ بِهِ وكَآبَةَ ما نَستجيرُكَ مِنهُ ، وَاجعَلنا عِندَكَ مِنَ التَّوّابينَ الَّذينَ أوجَبتَ لَهُم مَحَبَّتَكَ ، وقَبِلتَ مِنهُم مُراجَعَة طاعَتِكَ ، يا أعدَلَ العادِلينَ .
اللَّهُمَّ تَجاوَز عَن آبائِنا واُمَّهاتِنا وأَهلِ دينِنا جَميعاً مَن سَلَفَ مِنهُم ومَن غَبَرَ ۳ إلى

1.في مصباح المتهجّد : «رعى حرمة هذا الشهر» ، وفي المصادر الاُخرى : «رعى حقّ هذا الشهر» .

2.غاضَ : قلّ ونَقَص (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۳۳۹) .

3.غَبَرَ : بَقِي ، والغابر : الباقي (لسان العرب : ج ۵ ص ۳) .


کنز الدعاء المجلد الثالث
148

السَّلامُ عَلَيكَ وعَلى‏ لَيلَةِ القَدرِ الَّتي هِيَ خَيرٌ مِن ألفِ شَهرٍ .
السَّلامُ عَلَيكَ ما كانَ أحرَصَنا بِالأَمسِ عَلَيكَ ، وأَشَدَّ شَوقَنا غَداً إلَيكَ .
السَّلامُ عَلَيكَ وعَلى‏ فَضلِكَ الَّذي حُرِمناهُ ، وعَلى‏ ماضٍ مِن بَرَكاتِكَ سُلِبناهُ .
اللَّهُمَّ إنّا أهلُ هذَا الشَّهرِ الَّذي شَرَّفتَنا بِهِ ، ووَفَّقتَنا بِمَنِّكَ لَهُ ، حينَ جَهِلَ الأَشقِياءُ وَقتَهُ ، وحُرِموا لِشَقائِهِم فَضلَهُ . أنتَ وَلِيُّ ما آثَرتَنا بِهِ مِن مَعرِفَتِهِ ، وهَدَيتَنا لَهُ مِن سُنَّتِهِ ، وقَد تَوَلَّينا بِتَوفيقِكَ صِيامَهُ وقِيامَهُ عَلى‏ تَقصيرٍ ، وأَدَّينا فيهِ قَليلاً مِن كَثيرٍ .
اللَّهُمَّ فَلَكَ الحَمدُ إقراراً بِالإِساءَةِ ، وَاعتِرافاً بِالإِضاعَةِ ، ولَكَ مِن قُلوبِنا عَقدُ النَّدَمِ ، ومِن ألسِنَتِنا صِدقُ الاِعتِذارِ ، فَأجُرنا عَلى‏ ما أصابَنا فيهِ مِنَ التَّفريطِ ۱ ، أجراً نَستَدرِكُ بِهِ الفَضلَ المَرغوبَ فيهِ ، ونَعتاضُ بِهِ مِن أنواعِ الذُّخرِ المَحروصِ عَلَيهِ ، وأَوجِب لَنا عُذرَكَ عَلى‏ ماقَصَّرنا فيهِ مِن حَقِّكَ ، وابلُغ بِأَعمارِنا ما بَينَ أيدينا مِن شَهرِ رَمَضانَ المُقبِلِ ، فَإِذا بَلَّغتَناهُ فَأَعِنّا عَلى‏ تَناوُلِ ما أنتَ أهلُهُ مِنَ العِبادَةِ ، وأَدِّنا إلَى القِيامِ بِما يَستَحِقُّهُ مِنَ الطّاعَةِ ، وأَجرِ لَنا مِن صالِحِ العَمَلِ ما يَكونُ دَرَكاً لِحَقِّكَ فِي الشَّهرَينِ مِن شُهورِ الدَّهرِ .
اللَّهُمَّ وما ألمَمنا ۲ بِهِ في شَهرِنا هذا مِن لَمَمٍ أو إثمٍ ، أو واقَعنا فيهِ مِن ذَنبٍ ، وَاكتَسَبنا فيهِ مِن خَطيئَةٍ عَلى‏ تَعَمُّدٍ مِنّا ، أو عَلى‏ نِسيانٍ ظَلَمنا فيهِ أنفُسَنا ، أوِ انتَهَكنا بِهِ حُرمَةً مِن غَيرِنا ؛ فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاستُرنا بِسِترِكَ ، وَاعفُ عَنّا بِعَفوِكَ ، ولا تَنصِبنا فيهِ لِأَعيُنِ الشّامِتينَ ، ولاتَبسُط عَلَينا فيهِ ألسُنَ الطَّاغينَ ، وَاستَعمِلنا بِما يَكونُ حِطَّةً ۳ وكَفّارَةً لِما أنكَرتَ مِنّا فيهِ ، بِرَأفَتِكَ الَّتي لاتَنفَدُ وفَضلِكَ الَّذي لايَنقُصُ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاجبُر مُصيبَتَنا بِشَهرِنا ، وبارِك لَنا في يَومِ عيدِنا

1.التفريط : التقصير عن الحدّ والتأخير فيه (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۳۸۴) .

2.ألممنا : قاربنا . وقيل : اللَّمَمُ : مقاربة المعصية من غير إيقاع فعل . وقيل : هو من اللَّمَم : صغار الذنوب (النهاية : ج ۴ ص ۲۷۲) .

3.أي يحطّ عنّا خطايانا وذنوبنا . وهي فعلةٌ من : حطَّ الشي‏ءَ : إذا أنزله وألقاه (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۴۲۳) .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27563
صفحه از 666
پرینت  ارسال به