147
کنز الدعاء المجلد الثالث

المَرعِيَّةُ ، وَالحَقُّ المَقضِيُّ ، فَنَحنُ قائِلونَ :
السَّلامُ عَلَيكَ يا شَهرَ اللَّهِ الأَكبَرَ ويا عيدَ أولِيائِهِ .
السَّلامُ عَلَيكَ يا أكرَمَ مَصحوبٍ مِنَ الأَوقاتِ ، ويا خَيرَ شَهرٍ في الأَيّامِ وَالسّاعاتِ .
السَّلامُ عَلَيكَ مِن شَهرٍ قَرُبَت فيهِ الآمالُ ، ونُشِرت فيهِ الأَعمالُ .
السَّلامُ عَلَيكَ مِن قَرينٍ جَلَّ قَدرُهُ مَوجوداً ، وأَفجَعَ فَقدُهُ مَفقوداً ومَرجُوٍّ آلَمَ فِراقُهُ .
السَّلامُ عَلَيكَ مِن أليفٍ آنَسَ مُقبِلاً فَسَرَّ ، وأَوحَشَ مُنقَضِياً فَمَضَّ .
السَّلامُ عَلَيكَ مِن مُجاوِرٍ رَقَّت فيهِ القُلوبُ ، وقَلَّت فيهِ الذُّنوبُ .
السَّلامُ عَلَيكَ مِن ناصِرٍ أعانَ عَلَى الشَّيطانِ ، وصاحِبٍ سَهَّلَ سُبَلَ الإِحسانِ .
السَّلامُ عَلَيكَ ما أكثَرَ عُتَقاءَ اللَّهِ فيكَ ، وما أسعَدَ مَن رَعى‏ حُرمَتَكَ بِكَ.
السَّلامُ عَلَيكَ ما كانَ أمحاكَ لِلذُّنوبِ وأَستَرَكَ لِأَنواعِ العُيوبِ .
السَّلامُ عَلَيكَ ما كانَ أطولَكَ عَلَى المُجرِمينَ ، وأَهيَبَكَ في صُدورِ المُؤمِنينَ .
السَّلامُ عَلَيكَ مِن شَهرٍ لا تُنافِسُهُ الأَياّمُ .
السَّلامُ عَلَيكَ مِن شَهرٍ هُوَ مِن كُلِّ أمرٍ سَلامٌ .
السَّلامُ عَلَيكَ غَيرَ كَريهِ المُصاحَبَةِ ، ولا ذَميمِ المُلابَسَةِ . ۱
السَّلامُ عَلَيكَ كَما وَفَدتَ عَلَينا بِالبَرَكاتِ ، وغَسَلتَ عَنّا دَنَسَ الخَطيئاتِ .
السَّلامُ عَلَيكَ غَيرَ مُوَدِّعٍ بَرَماً ۲ ، ولامَتروكٍ صِيامُهُ سَأَماً .
السَّلامُ عَلَيكَ مِن مَطلوبٍ قَبلَ وَقتِهِ ، ومَحزونٍ عَلَيهِ قَبلَ فَوتِهِ .
السَّلامُ عَلَيكَ كَم مِن سوءٍ صُرِفَ بِكَ عَنّا ، وكَم مِن خَيرٍ اُفيضَ بِكَ عَلَينا .

1.الملابَسَة : المخالطة (لسان العرب : ج ۶ ص ۲۰۳) .

2.بَرَماً : مصدر برم : إذا سئمه وملّه (النهاية : ج ۱ ص ۲۲۱) .


کنز الدعاء المجلد الثالث
146

لِمَزيدِكَ ، وفيها كانَت نَجاتُهُم مِن غَضَبِكَ ، وفَوزُهِم بِرِضاكَ .
ولَو دَلَّ مَخلوقٌ مَخلوقاً مِن نَفسِهِ عَلى‏ مِثلِ الَّذي دَلَلتَ عَلَيهِ عِبادَكَ مِنكَ ، كانَ مَوصوفاً بِالإِحسانِ ، ومَنعوتاً بِالاِمتِنانِ ، ومَحموداً بِكُلِّ لِسانٍ ، فَلَكَ ۱ الحَمدُ ما وُجِدَ في حَمدِكَ مَذهَبٌ ، وما بَقِيَ لِلحَمدِ لَفظٌ تُحمَدُ بِهِ ، ومَعنىً يَنصَرِفُ إلَيهِ ، يا مَن تَحَمَّدَ إلى عِبادِهِ بِالإِحسانِ وَالفَضلِ ، وغَمَرَهُم بِالمَنِّ وَالطَّولِ ۲ ، ما أفشى‏ فينا نِعمَتَكَ ، وأَسبَغَ عَلَينا مِنَّتَكَ ، وأَخَصَّنا بِبِرِّكَ ، هَدَيتَنا لِدينِكَ الَّذِي اصطَفَيتَ ، ومِلَّتِكَ الَّتِي ارتَضَيتَ ، وسَبيلِكَ الَّذي سَهَّلتَ ، وبَصَّرتَنَا الزُّلفَةَ ۳ لَدَيكَ ، وَالوُصولَ إلى كَرامَتِكَ .
اللَّهُمَّ وأَنتَ جَعَلتَ مِن صَفايا تِلكَ الوَظائِفِ ، وخَصائِصِ تِلكَ الفُروضِ شَهرَ رَمَضانَ الَّذي اختَصَصتَهُ مِن سائِرِ الشُّهورِ ، وتَخَيَّرتَهُ مِن جَميعِ الأَزمِنَةِ وَالدُّهورِ ، وآثَرتَهُ عَلى‏ كُلِّ أوقاتِ السَّنَةِ بِما أنزَلتَ فيهِ مِنَ القُرآنِ وَالنّورِ ، وضاعَفتَ فيهِ مِنَ الإِيمانِ ، وفَرَضتَ فيهِ مِنَ الصِّيامِ ، ورَغَّبتَ فيهِ مِنَ القِيامِ ، وأَجلَلتَ فيهِ مِن لَيلَةِ القَدرِ الَّتي هِيَ خَيرٌ مِن ألفِ شَهرٍ .
ثُمَّ آثَرتَنا بِهِ عَلى‏ سائِرِ الاُمَمِ ، وَاصطَفَيتَنا بِفَضلِهِ دونَ أهلِ المِلَلِ ، فَصُمنا بِأَمرِكَ نَهارَهُ ، وُقمنا بِعَونِكَ لَيلَهُ مُتَعَرِّضينَ بِصِيامِهِ وقِيامِهِ لِما عَرَّضتَنا لَهُ مِن رَحمَتِكَ ، وتَسَبَّبنا إلَيهِ مِن مَثوبَتِكَ . وأَنتَ المَلي‏ءُ بِما رُغِبَ فيهِ إلَيكَ ، الجَوادُ بِما سُئِلَت مِن فَضلِكَ ، القَريبُ إلى مَن حاوَلَ قُربَكَ .
وقَد أقامَ فينا هذَا الشَّهرُ مُقامَ حَمدٍ ، وصَحِبَنا صُحبَةَ مَبرورٍ ، وأَربَحَنا أفضَلَ أرباحِ العالَمينَ ، ثُمَّ قَد فارَقَنا عِندَ تَمامِ وَقتِهِ وانقِطاعِ مُدَّتِهِ ، ووَفاءِ عَدَدِهِ ، فَنَحنُ مُوَدِّعوهُ وَداعَ مَن عَزَّ فِراقُهُ عَلَينا ، وغَمَّنا وأَوحَشَنَا انصِرافُهُ عَنّا ، ولَزِمَنا لَهُ الذِّمامُ المَحفوظُ وَالحُرمَةُ

1.في نسخة : «كان محموداً فلك الحمد ...» .

2.الطَوْل : الفضل والعلوّ على الأعداء (النهاية : ج ۳ ص ۱۴۵) .

3.الزلفى : القربى والمنزلة (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۷۷۸) .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27630
صفحه از 666
پرینت  ارسال به