اللَّهُمَّ لاتَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن صِيامي لِشَهرِ رَمَضانَ ، وأَعوذُ بِكَ أن يَطلُعَ فَجرُ هذِهِ اللَّيلَةِ إلّا وقَد غَفَرتَ لي .
غَفَرَ اللَّهُ تَعالى لَهُ قَبلَ أن يُصبِحَ ورَزَقَهُ الإِنابَةَ إلَيهِ . ۱
ج - دُعاءُ الإمامِ زَينِ العابِدينَ عليه السلام في وَداعِ الشَّهرِ
۱۹۲۶.الإمام زين العابدين عليه السلام :
اللَّهُمَّ يا مَن لايَرغَبُ فِي الجَزاءِ ، ويا مَن لايَندَمُ عَلَى العَطاءِ ، ويا مَن لا يُكافِئُ عَبدَهُ عَلَى السَّواءِ ، مِنَّتُكَ ابتِداءٌ ، وعَفوُكَ تَفَضُّلٌ ، وعُقوبَتُكَ عَدلٌ ، وقَضاؤُكَ خِيَرَةٌ ، إن أعطَيتَ لَم تَشُب ۲ عَطاءَكَ بِمَنٍّ ، وإن مَنَعتَ لَم يَكُن مَنعُكَ تَعَدِّياً ، تَشكُرُ مَن شَكَرَكَ وأَنتَ ألهَمتَهُ شُكرَكَ ، وتُكافِئُ مِن حَمدِكَ وأَنتَ عَلَّمتَهُ حَمدَكَ .
تَستُرُ عَلى مَن لَو شِئتَ فَضَحتَهُ ، وتَجودُ عَلى مَن لَو شِئتَ مَنَعتَهُ ، وكِلاهُما أهلٌ مِنكَ لِلفَضيحَةِ وَالمَنعِ ، غَيرَ أنَّكَ بَنَيتَ أفعالَكَ عَلَى التَّفَضُلِ ، وأَجرَيتَ قُدرَتَكَ عَلَى التَّجاوُزِ ، وتَلَقَّيتَ مَن عَصاكَ بِالحِلمِ ، وأَمهَلتَ مَن قَصَدَ لِنَفسِهِ بِالظُّلمِ ، تَستَنظِرُهُم بِأَناتِكَ إلَى الإِنابَةِ ، وتَترُكُ مُعاجَلَتَهُم إلَى التَّوبَةِ لِكَيلا يَهلِكَ عَلَيكَ هالِكُهُم ، ولايَشقى بِنِعمَتِكَ شَقِيُّهُم إلّا عَن طولِ الإِعذارِ إلَيهِ ، وبَعدَ تَرادُفِ الحُجَّةِ عَلَيهِ ، كَرَماً مِن عَفوِكَ يا كَريمُ ، وعائِدَةً ۳ مِن عَطفِكَ يا حَليمُ .
أنتَ الَّذي فَتَحتَ لِعِبادِك باباً إلى عَفوِكَ وسَمَّيتَهُ التَّوبَةَ ، وجَعَلتَ عَلى ذلِكَ البابِ دَليلاً مِن وَحيِكَ لِئَلّا يَضِلّوا عَنهُ ، فَقُلتَ تَبارَكَ اسمُك : (تُوبُواْ إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيَِّاتِكُمْ وَ يُدْخِلَكُمْ جَنَّتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَرُ يَوْمَ لَا يُخْزِى اللَّهُ النَّبِىَّ
1.الإقبال : ج ۱ ص ۴۳۶ ، بحار الأنوار : ج ۹۸ ص ۱۸۱ ح ۲ .
2.الشَّوْب : الخلط (لسان العرب : ج ۱ ص ۵۱۰) .
3.العائدة : التعطّف والإحسان . وعاد إليه بعائدة : أي تكرّم عليه بكرامة (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۲۹۰) .