145
کنز الدعاء المجلد الثالث

وَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى‏ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمَنِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَ اغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى‏ كُلِ‏ّ شَىْ‏ءٍ قَدِيرٌ ) ۱ فَما عُذرُ مَن أغفَلَ دُخولَ ذلِكَ المَنزِلِ بَعدَ فَتحِ البابِ ، وإقامَةِ الدَّليلِ .
وأَنتَ الَّذي زِدتَ فِي السَّومِ ۲ عَلى‏ نَفسِكَ لِعِبادِكَ تُريدُ رِبحَهُم في مُتاجَرَتِهِم لَكَ ، وفَوزَهُم بِالوِفادَةِ عَلَيكَ وَالزِّيادَةِ منِكَ ، فَقُلتَ تَبارَكَ اسمُكَ وتَعالَيتَ : (مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى‏ إِلَّا مِثْلَهَا) ۳ وقلتَ : (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَ لَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِى كُلِ‏ّ سُنبُلَةٍ مِّاْئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَعِفُ لِمَن يَشَاءُ) ۴ وقُلتَ :(مَّن ذَا الَّذِى يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً) ۵ وما أنزَلتَ مِن نظائِرِهِنَّ ۶ فِي القُرآنِ مِن تَضاعيفِ الحَسَناتِ .
وأَنتَ الَّذي دَلَلتَهُم بِقَولِكَ مِن غَيبِكَ وتَرغيبِكَ الَّذي فيهِ حَظُّهُم عَلى‏ ما لَو سَتَرتَهُ عَنهُم لَم تُدرِكهُ أبصارُهُم ، ولَم تَعِهِ أسماعُهُم ، ولَم تَلحَقهُ أوهامُهُم ، فَقلتَ : اذكُروني أَذكُركُم وَاشكُرُوا لي ولا تَكفُرونِ ۷ وقُلتَ : (لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ ) ۸وقُلتَ : (ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) ۹فَسَمَّيتَ دُعاءَكَ عِبادَةً وتَركَهُ استِكباراً ، وتَوَعَّدتَ عَلى‏ تَركِهِ دُخولَ جَهَنَّمَ داخِرينَ ، فَذَكَروكَ بِمَنِّكَ ، وشَكَروكَ بِفَضلِكَ ، ودَعَوكَ بِأَمرِكَ ، وتَصَدَّقوا لَكَ طَلَباً

1.التحريم : ۸ .

2.ساومت : غاليت ، والسوم : ذكر الثمن (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۳۱۰) .

3.الأنعام : ۱۶۰ .

4.البقرة : ۲۶۱ .

5.البقرة : ۲۴۵ .

6.النظائر : جمع نظير ، وهو المثل والشبه (النهاية : ج ۵ ص ۷۸) .

7.إشارة إلى قوله تعالى : ( فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ وَ اشْكُرُواْ لِى وَ لَا تَكْفُرُونِ ) (البقرة :۱۵۲) .

8.إبراهيم : ۷ .

9.غافر : ۶۰ .


کنز الدعاء المجلد الثالث
144

اللَّهُمَّ لاتَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن صِيامي لِشَهرِ رَمَضانَ ، وأَعوذُ بِكَ أن يَطلُعَ فَجرُ هذِهِ اللَّيلَةِ إلّا وقَد غَفَرتَ لي .
غَفَرَ اللَّهُ تَعالى‏ لَهُ قَبلَ أن يُصبِحَ ورَزَقَهُ الإِنابَةَ إلَيهِ . ۱

ج - دُعاءُ الإمامِ زَينِ العابِدينَ عليه السلام في وَداعِ الشَّهرِ

۱۹۲۶.الإمام زين العابدين عليه السلام :
اللَّهُمَّ يا مَن لايَرغَبُ فِي الجَزاءِ ، ويا مَن لايَندَمُ عَلَى العَطاءِ ، ويا مَن لا يُكافِئُ عَبدَهُ عَلَى السَّواءِ ، مِنَّتُكَ ابتِداءٌ ، وعَفوُكَ تَفَضُّلٌ ، وعُقوبَتُكَ عَدلٌ ، وقَضاؤُكَ خِيَرَةٌ ، إن أعطَيتَ لَم تَشُب ۲ عَطاءَكَ بِمَنٍّ ، وإن مَنَعتَ لَم يَكُن مَنعُكَ تَعَدِّياً ، تَشكُرُ مَن شَكَرَكَ وأَنتَ ألهَمتَهُ شُكرَكَ ، وتُكافِئُ مِن حَمدِكَ وأَنتَ عَلَّمتَهُ حَمدَكَ .
تَستُرُ عَلى‏ مَن لَو شِئتَ فَضَحتَهُ ، وتَجودُ عَلى‏ مَن لَو شِئتَ مَنَعتَهُ ، وكِلاهُما أهلٌ مِنكَ لِلفَضيحَةِ وَالمَنعِ ، غَيرَ أنَّكَ بَنَيتَ أفعالَكَ عَلَى التَّفَضُلِ ، وأَجرَيتَ قُدرَتَكَ عَلَى التَّجاوُزِ ، وتَلَقَّيتَ مَن عَصاكَ بِالحِلمِ ، وأَمهَلتَ مَن قَصَدَ لِنَفسِهِ بِالظُّلمِ ، تَستَنظِرُهُم بِأَناتِكَ إلَى الإِنابَةِ ، وتَترُكُ مُعاجَلَتَهُم إلَى التَّوبَةِ لِكَيلا يَهلِكَ عَلَيكَ هالِكُهُم ، ولايَشقى‏ بِنِعمَتِكَ شَقِيُّهُم إلّا عَن طولِ الإِعذارِ إلَيهِ ، وبَعدَ تَرادُفِ الحُجَّةِ عَلَيهِ ، كَرَماً مِن عَفوِكَ يا كَريمُ ، وعائِدَةً ۳ مِن عَطفِكَ يا حَليمُ .
أنتَ الَّذي فَتَحتَ لِعِبادِك باباً إلى عَفوِكَ وسَمَّيتَهُ التَّوبَةَ ، وجَعَلتَ عَلى‏ ذلِكَ البابِ دَليلاً مِن وَحيِكَ لِئَلّا يَضِلّوا عَنهُ ، فَقُلتَ تَبارَكَ اسمُك : (تُوبُواْ إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى‏ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيَِّاتِكُمْ وَ يُدْخِلَكُمْ جَنَّتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَرُ يَوْمَ لَا يُخْزِى اللَّهُ النَّبِىَّ

1.الإقبال : ج ۱ ص ۴۳۶ ، بحار الأنوار : ج ۹۸ ص ۱۸۱ ح ۲ .

2.الشَّوْب : الخلط (لسان العرب : ج ۱ ص ۵۱۰) .

3.العائدة : التعطّف والإحسان . وعاد إليه بعائدة : أي تكرّم عليه بكرامة (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۲۹۰) .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27378
صفحه از 666
پرینت  ارسال به