۲۸۱.عيون أخبار الرضا عليهالسلام عن الحسين بن بشّار: قالَ الرِّضا عليهالسلام: إنَّ عَبدَ اللّهِ يَقتُلُ مُحَمَّداً. فَقُلتُ لَهُ: عَبدُ اللّهِ بنُ هارُونَ يَقتُلُ مُحَمَّدَ بنَ هارُونَ؟ فَقالَ لي: نَعَم، عَبدُ اللّهِ الَّذي بِخُراسانَ يَقتُلُ مُحَمَّدَ ابنَ زُبَيدَةَ الَّذي هُوَ بِبَغدادَ. فَقَتَلَهُ.۱
۲۸۲.عيون أخبار الرضا عليهالسلام عن سعيد بن سعد عن الإمام الرضا عليهالسلام: أنَّهُ نَظَرَ إلَى رَجُلٍ فَقالَ لَهُ: يا عَبدَ اللّهِ، أوصِ بِما تُريدُ، واستَعِدَّ لِما لا بُدَّ مِنهُ. فَكانَ كَما قالَ، فَماتَ بَعدَ ذَلِكَ بِثَلاثَةِ أيّامِ.۲
۶ / ۱۲
قَبولُهُ وِلايَةَ العَهدِ مُكرَهاً
۲۸۳.الأمالي للصدوق عن أبي الصلت الهَرَوي: إنَّ المَأمونَ قالَ لِلرِّضا عليهالسلام: يَابنَ رَسولِ اللّهِ، قَد عَرَفتُ فَضلَكَ وعِلمَكَ وزُهدَكَ ووَرَعَكَ وعِبادَتَكَ، وأَراكَ أحَقَّ بِالخِلافَةِ مِنّي.فَقالَ الرِّضا عليهالسلام: بِالعُبوديَّةِ للّهِ عز و جل أفتَخِرُ، وبِالزُّهدِ فِي الدُّنيا أرجُو النَّجاةَ مِن شَرِّ الدُّنيا، وبِالوَرَعِ عَنِ المَحارِمِ أرجُو الفَوزَ بِالمَغانِمِ، وبِالتَّواضُعِ فِي الدُّنيا أرجُو الرِّفعَةَ عِندَ اللّهِ عز و جل.فَقالَ لَهُ المَأمونُ: إنّي قَد رَأَيتُ أن أعزِلَ نَفسي عَنِ الخِلافَةِ وأَجعَلَها لَكَ واُبايِعَكَ.فَقالَ لَهُ الرِّضا عليهالسلام: إن كانَت هذِهِ الخِلافَةُ لَكَ وجَعَلَها اللّهُ لَكَ، فَلا يَجوزُ أن تَخلَعَ لِباساً ألبَسَكَهُ اللّهُ وتَجعَلَهُ لِغَيرِكَ، وإن كانَتِ الخِلافَةُ لَيسَت لَكَ، فَلا يَجوزُ لَكَ أن تَجعَلَ لي ما لَيسَ لَكَ!فَقالَ لَهُ المَأمونُ: يَابنَ رَسولِ اللّهِ، لا بُدَّ لَكَ مِن قَبولِ هذا الأَمرِ.فَقالَ: لَستُ أفعَلُ ذلِكَ طائِعاً أبَداً.فَما زالَ يَجهَدُ بِهِ أيّاماً حَتّى يَئِسَ مِن قَبولِهِ، فَقالَ لَهُ: فَإِن لَم تَقبَلِ الخِلافَةَ ولَم تُحِبَّ مُبايَعَتي لَكَ، فَكُن وَليَّ عَهدي لِتَكونَ لَكَ الخِلافَةُ بَعدي.فَقالَ الرِّضا عليهالسلام: وَاللّهِ، لَقَد حَدَّثَني أبي، عَن آبائِهِ، عَن أميرِ المُؤمِنينَ، عَن رَسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله أنّي أخرُجُ مِنَ الدُّنيا قَبلَكَ مَقتولاً بِالسَّمِّ مَظلوماً، تَبكي عَلَيَّ مَلائِكَةُ السَّماءِ ومَلائِكَةُ الأَرضِ، واُدفَنُ في أرضِ غُربَةٍ إلى جَنبِ هارونَ الرَّشيدِ.فَبَكَى المَأمونُ، ثُمَّ قالَ لَهُ: يَابنَ رَسولِ اللّهِ، ومَنِ الَّذي يَقتُلُكَ، أو يَقدِرُ عَلَى الإِساءَةِ إلَيكَ وأَنا حَيٌّ؟!فَقالَ الرِّضا عليهالسلام: أما إنّي لَو أشاءُ أن أقولَ مَنِ الَّذي يَقتُلُني لَقُلتُ.فَقالَ المَأمونُ: يَابنَ رَسولِ اللّهِ، إنَّما تُريدُ بِقَولِكَ هذا التَّخفيفَ عَن نَفسِكَ، ودَفعَ هذا الأَمرِ عَنكَ، لِيَقولَ النّاسُ: إنَّكَ زاهِدٌ فِي الدُّنيا.فَقالَ الرِّضا عليهالسلام: وَاللّهِ، ما كَذَبتُ مُنذُ خَلَقَني رَبّي عز و جل، وما زَهِدتُ فِي الدُّنيا لِلدُّنيا، وإنّي لَأَعلَمُ ما تُريدُ.فَقالَ المَأمونُ: وما اُريدُ؟قالَ: ليَ الأَمانُ عَلَى الصِّدقِ؟ قالَ: لَكَ الأَمانُ.قالَ: تُريدُ بِذلِكَ أن يَقولَ النّاسُ: إنَّ عَليَّ بنَ موسى لَم يَزهَد فِي الدُّنيا، بَل زَهِدَتِ الدُّنيا فيهِ، ألا تَرَونَ كَيفَ قَبِلَ وِلايَةَ العَهدِ طَمَعاً فِي الخِلافَةِ؟فَغَضِبَ المَأمونُ، ثُمَّ قالَ: إنَّكَ تَتَلَقّاني أبَداً بِما أكرَهُهُ، وقَد أمِنتَ سَطَواتي، فَبِاللّهِ اُقسِمُ! لَئِن قَبِلتَ وِلايَةَ العَهدِ وإلاّ أجبَرتُكَ عَلى ذلِكَ، فَإِن فَعَلتَ وإلاّ ضَرَبتُ عُنُقَكَ.فَقالَ الرِّضا عليهالسلام: قَد نَهانيَ اللّهُ عز و جل أن اُلقِيَ بيَدي إلَى التَّهلُكَةِ، فَإِن كانَ الأَمرُ عَلى هذا فافعَل ما بَدا لَكَ، وأَنا أقبَلُ ذلِكَ، عَلى أنّي لا اُوَلّي أحَداً، ولا أعزِلُ أحَداً، ولا أنقُضُ رَسماً ولا سُنَّةً، وأَكونُ فِي الأَمرِ مِن بَعيدٍ مُشيراً.فَرَضيَ مِنهُ بِذلِكَ، وجَعَلَهُ وَليَّ عَهدِهِ عَلى كَراهَةٍ مِنهُ عليهالسلام لِذلِكَ.۳